يُعد التحكم في مستويات سكر الدم أمرًا بالغ الأهمية لمرضى السكري من النوع الثاني، حيث يعتمد العلاج على مزيج من الأدوية، النظام الغذائي، والعادات اليومية. ومع ذلك، فإن بعض أنماط الحياة غير الصحية قد تُعيق فاعلية العلاج وتؤدي إلى تقلبات غير متوقعة في مستويات الجلوكوز. وتشمل هذه العادات قلة النوم، الخمول البدني، التوتر، أو حتى تفويت الوجبات. إدراك تأثير هذه العوامل يساعد المريض على تحسين أسلوب حياته، وتقليل مخاطر المضاعفات الخطيرة، مثل أمراض القلب والكلى والأعصاب. في السطور التالية نستعرض أبرز الأسباب التي قد ترفع السكر رغم الالتزام بالعلاج.
تفويت الوجبات وتأثيرها على الجلوكوز
قد يعتقد البعض أن تفويت وجبة مثل الإفطار يساعد على إنقاص الوزن أو السيطرة على السعرات الحرارية، لكن في الحقيقة هذا السلوك يُسبب خللاً في توازن سكر الدم. عند إهمال تناول الإفطار، يعاني الجسم من صعوبة في تنظيم إفراز الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع الجلوكوز بعد تناول الوجبة التالية. هذا الاضطراب يزيد من فرص الشعور بالإرهاق أو الجوع الشديد، وبالتالي تناول كميات أكبر من الطعام لاحقًا. لذلك، يُنصح مرضى السكري بالحفاظ على وجبات منتظمة ومتوازنة تحتوي على البروتين، الألياف والكربوهيدرات المعقدة.
فوائد العسل مع الحليب لصحة الجسم والمناعة
ابتعد عن هذه الأطعمة.. تسبب ارتفاعاً سربعاً في سكر الدم
أقوى بوتكس منزلي للبشرة
الخمول البدني وأثره على حساسية الأنسولين
النشاط البدني يُعتبر ركيزة أساسية في التحكم في مرض السكري، حيث يساعد التمرين على تعزيز حساسية الأنسولين، ما يسمح للجسم باستخدام الجلوكوز بكفاءة أكبر. في المقابل، يؤدي قلة الحركة أو الجلوس لفترات طويلة إلى ارتفاع مستويات سكر الدم حتى مع استخدام الأدوية. الدراسات تشير إلى أن مجرد المشي 30 دقيقة يوميًا يُحدث فرقًا كبيرًا في ضبط السكر. لذلك، إدخال أنشطة بسيطة مثل صعود الدرج أو ممارسة التمارين الخفيفة في الروتين اليومي يُقلل من الاعتماد على الجرعات العالية من العلاج ويحافظ على استقرار مستويات الجلوكوز.
التوتر والهرمونات وارتفاع السكر
يُعد التوتر النفسي والجسدي من أكثر العوامل المؤثرة في اضطراب سكر الدم. عند التعرض لضغوط الحياة أو القلق، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول الذي يرفع مستويات الجلوكوز ويقلل من استجابة الخلايا للأنسولين. هذا التأثير يجعل التحكم في مرض السكري أكثر صعوبة. يمكن أن تساعد استراتيجيات بسيطة مثل التنفس العميق، ممارسة التأمل أو المشي لمسافات قصيرة في تقليل آثار التوتر. كما أن النوم الكافي والابتعاد عن مصادر القلق المستمر يساهمان بشكل مباشر في تقليل تقلبات السكر وتحسين نوعية الحياة اليومية لمرضى السكري.
قلة النوم وجودته السيئة
النوم غير الكافي أو المتقطع يؤدي إلى خلل في إنتاج الأنسولين، إضافة إلى زيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. هذا الخلل يُضعف قدرة الجسم على معالجة الجلوكوز، مما يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم. كما أن قلة النوم تزيد من هرمونات الجوع مثل الغريلين، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، خصوصًا الأطعمة السكرية أو الغنية بالكربوهيدرات. لذلك، يُوصى مرضى السكري بالحصول على نوم منتظم لا يقل عن 7 ساعات يوميًا، مع الحفاظ على بيئة نوم هادئة ومريحة لتحسين استقرار مستويات الجلوكوز.
العدوى والأدوية وتأثيرها على السكر
عند الإصابة بعدوى أو مرض، يطلق الجسم استجابة مناعية تشمل إفراز هرمونات التوتر، وهذا بدوره يرفع مستويات سكر الدم. لهذا السبب، يحتاج المريض إلى مراقبة دقيقة لمستويات الجلوكوز أثناء المرض. كذلك، بعض الأدوية مثل الكورتيزون أو بعض المكملات قد تؤدي إلى ارتفاع غير متوقع في الجلوكوز. لذا، من المهم إبلاغ الطبيب بأي علاج جديد لتفادي هذه المضاعفات. يمكن أن يساعد التواصل المستمر مع الفريق الطبي على ضبط جرعات الدواء أو تعديل الخطة العلاجية بشكل مؤقت حتى استقرار حالة المريض.
الأسئلة الشائعة حول ارتفاع سكر الدم
❓ لماذا يرتفع سكر الدم رغم تناول الأدوية بانتظام؟
📌 لأن العادات اليومية مثل قلة النوم، التوتر، أو الخمول تؤثر على التحكم.
❓ هل تفويت وجبة الإفطار يضر مرضى السكري؟
📌 نعم، لأنه يؤدي إلى اضطراب إفراز الأنسولين وارتفاع الجلوكوز لاحقًا.
❓ ما العلاقة بين التوتر ومرض السكري؟
📌 التوتر يزيد إفراز الكورتيزول، ما يرفع مستويات سكر الدم.
❓ كيف يؤثر النوم على التحكم في السكر؟
📌 قلة النوم تقلل إنتاج الأنسولين وتزيد الشهية، ما يرفع الجلوكوز.
❓ هل الأدوية الأخرى تسبب خللاً في سكر الدم؟
📌 نعم، بعض الأدوية مثل الكورتيزون قد ترفع مستويات السكر بشكل ملحوظ.