إبراهيم نور الدين يعتذر عن استكمال مهمته في لجنة الحكام قبل انطلاق الدوري الممتاز. في خطوة غير متوقعة، وقبل انطلاق الدوري المصري الممتاز بيوم واحد، أعلن إبراهيم نور الدين، المدير الفني للجنة الحكام في الاتحاد المصري لكرة القدم، اعتذاره عن الاستمرار في منصبه. جاء الإعلان من خلال رسالة مفصلة نشرها على حسابه الرسمي في “فيس بوك”، استعرض فيها أسباب قراره وأبرز التحديات التي واجهها خلال فترة توليه للمسؤولية، مشيراً إلى جهوده في تطوير منظومة التحكيم في مصر وطموحاته التي حالت بعض العقبات دون تحقيقها.
أسباب اعتذار إبراهيم نور الدين عن استكمال المهمة
نور الدين وضح في رسالته أن قراره بالاعتذار عن استكمال مهمته ينبع من احترامه لقيمة القيادة والمبدأ الذي يتبناه، وهو أن المسؤولية يجب أن تضيف للموقع لا للشخص. عبّر عن استيائه من البيئة المحيطة بمنظومة التحكيم، والتي شهدت تدخلات وصفها بغير الاحترافية من بعض الأطراف التي تعيق العمل المهني وتثير الشكوك في نزاهة عمل اللجنة، مما يجعله غير قادر على تقديم كل ما يستطيع من تطوير وإصلاح.
شروط الأهلي لرحيل وسام أبو علي في الصيف
انطلاق معسكر منتخب مصر الأول بقيادة حسام حسن: استعدادات لتصفيات كأس الأمم الإفريقية
الأهلي يحتفل بكأس العالم للأندية في الأقصر بحضور النجوم
وأوضح نور الدين أن اعتذاره الرسمي جاء في ظل عدم الإعلان عن التشكيل النهائي للجنة الحكام، الأمر الذي وضع بعض زملائه في مواقف حرجة أمام الرأي العام، حيث أعلن أحدهم اتخاذ موقف محدد في حالة عدم إعلان التشكيل. كما أكد نور الدين أنه ليس على استعداد للتنازل عن مبادئه أو العمل في ظل بيئة تنعدم فيها الثقة بين اللجنة والإدارة.
جهود نور الدين في تطوير التحكيم المصري
رغم فترة عمله القصيرة في لجنة الحكام والتي لم تتجاوز أربعة أشهر، أشار نور الدين إلى جهوده المتواصلة لتطوير الأداء التحكيمي في مصر، مشدداً على أنه قام بجهود مكثفة لإصلاح منظومة التحكيم من خلال المحاضرات وورش العمل التي عقدها للحكام المصريين والأندية بمختلف الأعمار والفئات. كما سعى نور الدين إلى رفع المستوى الفني والنفسي للحكام، واستعادة الثقة المتبادلة بين الحكام ومسؤولي الأندية وجمهور الكرة المصرية.
وفي إطار جهوده المستمرة، نظّم نور الدين محاضرات توعوية للأندية والمنتخبات المصرية في الدوري الممتاز ودوري المحترفين، سواء في القاهرة أو المحافظات الأخرى، وذلك بهدف تعزيز مستوى التحكيم وتطوير الأداء في المسابقات المحلية، وهو ما انعكس في بعض المباريات المهمة مثل كأس مصر وكأس السوبر المحلي.
تحديات إبراهيم نور الدين في لجنة الحكام
شدد نور الدين في بيانه على أنه واجه عدة تحديات خلال فترة عمله القصيرة، خاصة مع رفض بعض المسؤولين الاستعانة بالمتخصصين في إدارة تقنية الفيديو، ما أدى إلى تدخلات من جهات غير مؤهلة تجاوزت صلاحياتها ووظائفها، مما أدى إلى إمداد مجلس الإدارة بمعلومات غير دقيقة، وأدى ذلك إلى زعزعة الثقة بين أعضاء اللجنة والمجلس. وقد أثار هذا السلوك استياء نور الدين، الذي رأى أنه يسيء إلى منظومة التحكيم ويضعف تماسكها ويجعلها عرضة للانتقاد المستمر من الإعلام والجمهور.
موقف نور الدين من استقدام خبير أجنبي لرئاسة لجنة التحكيم
من بين القضايا التي تناولها نور الدين في بيانه، رفضه التام لفكرة استقدام خبير أجنبي لرئاسة لجنة الحكام. وبيّن أن هذا القرار يمثل تراجعاً في الثقة بالكفاءات المصرية، مضيفاً أنه لن يقبل العمل مع خبير أجنبي، وأنه يفضل أن يبقى دعمه وزمالته للحكام المصريين بدافع وطني خالص، مبدياً استعداده لتقديم المشورة والنصائح لزملائه فقط. ورأى أن التعامل مع التحكيم المصري يجب أن يكون بنفس الاحترام الذي يحظى به أي خبير أجنبي، مبدياً تحفظه على بعض التصريحات التي تشير إلى استقدام أجنبي لإدارة التحكيم.
الامتنان والدعم
وفي ختام رسالته، وجّه نور الدين الشكر إلى مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، وعلى رأسهم وليد العطار، المدير التنفيذي للاتحاد، لما قدموه من دعم وتسهيلات خلال فترة عمله. وأعرب عن تقديره للتعاون الذي وجده من جميع أفراد الاتحاد الذين منحوه الصلاحيات اللازمة للقيام بمهامه على أكمل وجه. كما توجه بالشكر إلى مسؤولي الأندية لدعمهم وتفهمهم، وإلى الإعلاميين الذين أسهموا في تسليط الضوء على جهود التحكيم وتحسين صورته أمام الجمهور.
الدعوة لإعادة احترام التحكيم المصري
اختتم نور الدين رسالته بنداء للجمهور والمسؤولين على حد سواء، داعياً الجميع إلى التعامل مع لجنة الحكام بعين الاحترام والتقدير، وتوفير الدعم اللازم لها كما كان يُقدّم للخبراء الأجانب الذين سبق وأن تولوا مسؤولية التحكيم في مصر. وأكد أن قراره بالاستقالة هو رسالة احترام لرموز التحكيم في مصر وسعي نحو الحفاظ على هيبتها، ورفض أي محاولة للتقليل من شأنها.