لم تكن رومانيا في ذلك اليوم تعيش حدثًا عاديًا، بل شهدت واحدة من أكثر الحوادث تأثيرًا وإنسانية في تاريخها الحديث، حادث ظل محفورًا في ذاكرة كل من شاهده أو سمع عنه. قصة طفل صغير، بالكاد يستطيع الكلام، سقط داخل بئر عميق وضيق لا يتجاوز قطره 30 سنتيمترًا. ومع ذلك، قاوم، صبر، وتعلق بالحياة بقوة جعلت العالم يقف أمام شجاعته مدهوشًا.
اليوم، نعيد سرد قصة هذا الطفل، قصة حقيقية حدثت منذ سنوات، لكنها لا تزال إلى الآن مثالًا على الشجاعة الإنسانية، وقوة الإرادة، والتعاون بين فرق الإنقاذ والمجتمع، إضافة إلى الدروس التي نستخلصها من الحادث.
صرخة أم… حكاية إنسانية تكشف قيمة الرحمة وواجب الأبناء تجاه آبائهم”
حريق بوليفارد حي النسيم… قصة تضامن إنساني وسط ضجيج التعليقات
👶 دليل العناية بالأطفال: أساسيات التربية والنمو الصحي من الولادة حتى الطفولة
البداية.. كيف سقط الطفل داخل البئر؟
كانت أسرة الطفل تقضي يومًا ريفيًا عاديًا في فناء إحدى المزارع الصغيرة، حيث يلعب الأطفال حول المنزل بينما ينشغل الكبار في أعمالهم اليومية. لم يكن أحد يتوقع أن تتحول هذه اللحظة الطبيعية إلى مأساة.
بينما كان الطفل، البالغ من العمر عامين فقط، يلعب على مقربة من بئر مياه مهجور، زلت قدمه فجأة وهبط جسده الصغير داخل فتحة البئر الضيقة، لتبتلعه الظلمة في لحظة خاطفة.
صرخة الأم هزت المكان، بينما هرع الأب والجيران محاولين فهم ما حدث. لكن الخبر الصادم كان واضحًا: الطفل في قاع البئر… ولا أحد يعرف حالته.
عمق البئر ومواصفاته.. لماذا كان الإنقاذ صعبًا؟
كان البئر ضيقًا للغاية بحيث لا يستطيع أي شخص بالغ إدخال كتفه داخله. يبلغ قطره أقل من 30 سم، وعمقه يتراوح بين 12 إلى 15 مترًا، بارتفاعات غير متساوية بسبب تآكل الجدران الداخلية.
كل هذه المواصفات جعلت النزول إليه مستحيلًا، كما أن استخدام المعدات الكهربائية أو الحفر الجانبي كان قد يعرّض الطفل للخطر، فقد ينهار البئر فوقه.
هذا الوضع المعقد وضع فرق الإنقاذ في مواجهة تحدٍّ غير مسبوق، ساهم في جعله أحد أكثر حوادث الإنقاذ خطورة في تاريخ رومانيا.
استنفار الإنقاذ.. ووصول فرق الطوارئ
لم تمر دقائق حتى وصلت سيارات الإطفاء والإسعاف والشرطة إلى المكان. تحوّل الموقع إلى مسرح عملية طوارئ حقيقية.
بدأت فرق الإنقاذ بتنزيل كاميرات دقيقة داخل البئر لالتقاط أول صورة للطفل. وعندما ظهرت صورته، كان يبكي، يرتجف، لكنه على قيد الحياة.
هذا وحده كان معجزة، فالطفل ظل محشورًا داخل مساحة بالكاد تتسع لجسده، لا يستطيع الحركة، ولا الالتفات.
محاولات الإنقاذ الأولى.. الفشل الذي كاد يقتل الأمل
جربت الفرق عدة طرق:
• سحب الطفل بحبال رفيعة
• إرسال أدوات إمساك من الأعلى
• محاولة توسيع فوهة البئر
• إدخال شخص نحيف للداخل
لكن كل المحاولات الأولى فشلت.
خطر سقوط الطفل إلى عمق أكبر كان قائمًا، وخطر اختناقه كان أكبر. ومع مرور الساعات، بدأ الوقت يصبح عدوًا إضافيًا.
ظهور المنقذ.. رجل صغير الجسم عظيم الشجاعة
بعد ساعات من البحث بين رجال الإطفاء والمتطوعين، تقدم رجل في الثلاثينيات من عمره، نحيف الجسم، هادئ، لكنه بدا مصممًا.
قال لهم: “أنا قادر أنزل”.
كان الجميع يخشى عليه، فالبئر قد لا يتحمل وزن شخص بالغ، لكن الرجل كان استثنائيًا. جسمه النحيف سمح له بالدخول تدريجيًا إلى داخل الفتحة، رغم أن الجدران كانت تضغط على كتفيه وضلوعه.
نزل ببطء، سنتيمترًا بعد الآخر.
كان يتنفس بصعوبة، ويتوقف كل دقيقة ليستجمع قوته.
لكن الدافع الإنساني في داخله كان أقوى من الخوف.
الأصوات من الظلام.. المنقذ يقترب من الطفل
بعد دقائق مرعبة، صرخ الرجل قائلًا: “أنا شايفه!”.
كان الطفل يبكي، لكن عندما شعر بوجود شخص قريب، توقف قليلًا وكأنه وجد بارقة أمل.
بدأ المنقذ يمد يده ببطء، كي لا يفزع الطفل أو يضغط عليه فيؤذيه.
كل ثانية كانت حاسمة.
ثم قال الجملة التي انتظرها الجميع:
“مسكته.. هرفعه دلوقتي!”
لحظة الصعود.. الثواني التي حبست أنفاس العالم
بدأ المنقذ بالصعود، بينما يمسك الطفل بيد وجسد الرجل من الجهة الأخرى.
كانت مهمة شبه مستحيلة:
• ضيق شديد
• ظلام تام
• طفل يترنح بين البكاء والخوف
• رجل يتحدى الجاذبية والجدران الصخرية
ومع ذلك، كان يصر على عدم ترك الطفل مهما حدث.
ارتفع المنقذ ببطء شديد، سنتيمترًا بعد الآخر، بينما كانت الفرق في الأعلى تشجعه وتوجهه.
استغرق الأمر دقائق، لكنها بدت للجميع وكأنها ساعات.
الخروج إلى النور.. نهاية معجزة وبداية قصة لا تُنسى
وأخيرًا، ظهرت يد المنقذ من فوهة البئر، وخلفه يد صغيرة ترتجف…
صفق الجميع، وبكت الأم، وسقط طفلها في أحضانها لأول مرة منذ ساعات مظلمة عاشها بين الحياة والموت.
أما المنقذ، فخرج مرهقًا، مغطيًا بالتراب، وجسده عليه آثار الجدران، لكنه كان مبتسمًا بفخر وبساطة.
كيف نجا الطفل؟ عوامل ساعدت على بقائه حيًا
نجا الطفل لعدة أسباب:
• صغر حجم جسمه ساعده على الاستقرار دون السقوط لمستوى أعمق
• الهواء داخل البئر كان لا يزال متجددًا نسبيًا
• درجة الحرارة المعتدلة سمحت له بالبقاء دون فقدان الوعي
• وصول الإنقاذ سريعًا نسبيًا
لكن العامل الأكبر كان شجاعته وقدرته على التمسك بالحياة رغم الخوف.
ردود فعل المجتمع.. حادث هز رومانيا كلها
انتشرت القصة على وسائل الإعلام، وتابعها ملايين الأشخاص.
رأى الناس فيها:
• شجاعة طفل
• إنسانية منقذ
• تعاون مجتمع
• قوة الأمل
تحول المنقذ إلى بطل شعبي، وتوافدت الرسائل إليه من كل أنحاء البلاد تشكره وتشيد بما فعله.
لمشاهدة الفيديو اضغط الزر بالاسفل
▶︎
مشاهدة الفيديو
سيتم تحويلك تلقائيًا بعد العدّاد