شهد مستشفى الزقازيق الجامعي بمحافظة الشرقية ولادة توأم ملتصق في حالة نادرة أثارت اهتمام الطاقم الطبي والمتابعين. السيدة التي تبلغ من العمر 24 عامًا، كانت تخوض تجربتها الأولى في الحمل، حيث كشفت الفحوصات المبكرة باستخدام السونار عن وجود توأم متصلين من منطقة البطن. تم على الفور اتخاذ جميع الإجراءات الطبية اللازمة لضمان سلامة الأم والتوأم، وجرى التنسيق بين أقسام النساء والتوليد، جراحة الأطفال، والعناية المركزة.
الولادة تمت عبر عملية قيصرية دقيقة، أشرف عليها فريق طبي متعدد التخصصات، ونجحت في إخراج التوأم الملتصق بوضع صحي مستقر مبدئيًا، حيث تم نقلهما إلى وحدة الحضانات لاستكمال الفحوصات الدقيقة. كشفت التحاليل الأولية عن اشتراك التوأم في الكبد وبعض الأمعاء، بالإضافة إلى وجود ثقب في القلب. وتُجرى حاليًا تقييمات موسعة لتحديد مدى إمكانية الفصل بين التوأم، مع وضع خطة علاجية شاملة ومتكاملة، ما يجعل هذه الحالة من أبرز الحالات الطبية التي شهدتها المستشفى مؤخرًا.
حديقة الحيوان تبني بيت الفيل الجديد ضمن التطويرات
الكلية التقنية 1445: رابط التسجيل وشروط القبول
البيتكوين والعملات الرقمية في عهد ترامب.. ارتفاعات قياسية وقمة تاريخية في البيت الأبيض
تفاصيل الحالة النادرة للتوأم الملتصق
حالة ولادة توأم ملتصق تعتبر من الحالات الطبية شديدة الندرة، حيث لا تتجاوز نسبتها حالة واحدة بين كل 200 ألف ولادة تقريبًا. في هذه الحالة، تم اكتشاف التوأم أثناء فحص السونار الروتيني خلال الثلث الأول من الحمل، حيث تبيّن أن الطفلين ملتصقين من منطقة البطن، ما استدعى متابعة دقيقة طوال فترة الحمل.
تمت مراقبة الأم والجنينين في كل مرحلة، مع تقييم مستمر لوضعية الأجنة ووضع الأم الصحي، ما ساهم في اتخاذ قرار الولادة القيصرية في الوقت المناسب. وقد لعب التخطيط الطبي المبكر دورًا حاسمًا في نجاح العملية وتفادي مضاعفات خطيرة كانت محتملة في مثل هذه الحالات الحساسة. ويتطلب التعامل مع هذا النوع من الولادات مستوى عالٍ من التنسيق بين التخصصات الطبية المختلفة.
التقييم الجراحي الأولي لحالة التوأم
بعد الولادة الناجحة، خضع التوأم لتقييم طبي دقيق داخل وحدة الحضانات، وذلك لتحديد مدى تعقيد حالة الالتصاق. وقد أظهرت الفحوصات الأولية أن الطفلين يشتركان في الكبد وجزء من الأمعاء الدموية، إلى جانب وجود ثقب قلبي لدى كل منهما.
هذه النتائج تفرض تحديات متعددة أمام الفريق الطبي، أبرزها تحديد إمكانية إجراء جراحة لفصل التوأم دون التأثير على حياة أو وظائف أحد الطفلين. يتم الآن جمع المزيد من المعلومات من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية المتقدمة، إضافة إلى استشارة عدد من الخبراء في مجال جراحات الأطفال المتخصصة. وسيُبنى القرار الجراحي المستقبلي بناءً على هذه النتائج الدقيقة.
التخصصات الطبية المشاركة في المتابعة
ساهم في نجاح هذه الحالة الحرجة عدد من الأقسام الطبية بمستشفى الزقازيق الجامعي، على رأسها قسم النساء والتوليد الذي تولى متابعة الحمل وإجراء عملية الولادة، بالتعاون مع قسم جراحة الأطفال الذي يدرس حالة الالتصاق بشكل معمق. كما كان لقسم العناية المركزة دور محوري في متابعة حالة الأم والتوأم عقب العملية.
هذا التعاون متعدد التخصصات يمثل حجر الزاوية في التعامل مع حالات التوأم الملتصق، حيث إن كل تخصص يُساهم في وضع رؤية شاملة للخطة العلاجية. كما يشرف أطباء القلب على تقييم تأثير الثقب القلبي المشترك لدى الطفلين، بينما يعمل فريق من أطباء الأشعة على توفير صور دقيقة تساعد في تقييم إمكانية إجراء فصل جراحي آمن لاحقًا.
التحديات الطبية في فصل التوأم الملتصق
تمثل جراحة فصل التوأم الملتصق واحدة من أعقد العمليات الجراحية في طب الأطفال، وتحتاج إلى تجهيزات طبية متقدمة، وخبرات نادرة، وفترة تحضيرية طويلة. في حالة التوأم المولود حديثًا بمستشفى الزقازيق الجامعي، التحدي الأكبر يكمن في اشتراك الطفلين في الكبد والأمعاء، إلى جانب مشكلة الثقب القلبي.
القرار الجراحي لا يتم اتخاذه بشكل فوري، بل يتطلب مراقبة دقيقة لنمو الأعضاء ووظائفها، مع تحليل احتمالات نجاح الجراحة ومعدلات الأمان. أيضًا، يُراعى في التقييم الحالة العامة للطفلين من حيث التغذية والنمو ومدى استجابتهما للعلاجات التمهيدية. في بعض الحالات، قد يُفضل تأجيل عملية الفصل لعدة شهور حتى تنضج الأعضاء بدرجة كافية.
الأبعاد النفسية والاجتماعية للحالة
لا تقتصر تحديات ولادة توأم ملتصق على الجوانب الطبية فقط، بل تشمل أيضًا أبعادًا نفسية واجتماعية هامة، تؤثر على الأهل والمجتمع. الأم الشابة التي تواجه أول تجربة ولادة، تحتاج إلى دعم نفسي مكثف لتجاوز الصدمة، وفهم طبيعة الوضع الصحي لأطفالها، وتقبّل قرارات الأطباء بشأن مستقبلهم العلاجي.
كما يحتاج الفريق الطبي إلى تقديم التوعية للأسرة والمجتمع المحيط بالحالة، لتفادي انتشار الشائعات أو المعلومات الخاطئة. وتُعد حالات التوأم الملتصق موضوعًا إنسانيًا واجتماعيًا حساسًا، يتطلب التعامل معه بمستوى عالٍ من الاحترافية والشفافية. دعم الأهل نفسيًا واجتماعيًا يمثل عاملًا مساعدًا في تحسن الحالة وتطورها الإيجابي.
الخطوات القادمة في خطة العلاج
تتم حاليًا المتابعة الدقيقة لحالة التوأم داخل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، إلى جانب استكمال الفحوصات التشخيصية المعمقة. من المتوقع أن يتم عقد لجنة طبية موسعة تضم استشاريين في جراحة الأطفال، طب القلب، العناية المركزة، وأطباء الأشعة، لتحديد الخطة العلاجية القادمة.
سيُقرر الفريق ما إذا كان من الممكن فصل التوأم في المستقبل القريب، أم أن الأمر يتطلب تأجيلًا لحين اكتمال نمو الأعضاء أو علاج بعض المشاكل الصحية كالثقب القلبي. وتشمل الخطة أيضًا دعم الحالة بالتغذية المناسبة والأدوية اللازمة لحماية الكبد وتقوية الدورة الدموية. وفي حال تأكيد إمكانية إجراء الجراحة، سيتم التنسيق مع مراكز طبية متخصصة حال الحاجة إلى دعم خارجي أو تجهيزات إضافية.
ختامًا…تمثل ولادة توأم ملتصق بمستشفى الزقازيق الجامعي حدثًا طبيًا نادرًا يستحق تسليط الضوء عليه، ليس فقط لصعوبة الحالة وتعقيدها، بل أيضًا لما كشفته من كفاءة عالية للفريق الطبي بالمستشفى في التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة. ويبقى أمل الأهل والفريق المعالج معلقًا بنتائج الفحوصات والتقييمات القادمة، التي ستحدد مصير التوأم وما إذا كانت هناك إمكانية لفصلهما مستقبلًا بأمان.