سقوط الفاشر بيد الدعم السريع يثير تساؤلات سياسية

سقوط الفاشر بيد الدعم السريع يثير تساؤلات سياسية

أثار سقوط الفاشر بيد «قوات الدعم السريع» جدلاً واسعًا في الأوساط السودانية والدولية، بعد إعلان الأخيرة سيطرتها الكاملة على المدينة الاستراتيجية، عاصمة إقليم دارفور وأكبر مدنه، بما في ذلك مقر «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش السوداني. جاء هذا التطور بعد حصار طويل بدأ في مايو 2024، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية داخل المدينة بسبب نقص الإمدادات الغذائية والطبية. وبينما اعتبر البعض أن سقوط المدينة يُعد هزيمة عسكرية واضحة للجيش، يرى آخرون أن وراء الحدث ترتيبات سياسية غير معلنة أو تفاهمات جزئية بين الأطراف المتحاربة. الفاشر، التي صمدت لأشهر في وجه القصف والعزلة، أصبحت الآن رمزًا لتحول كبير في ميزان القوى داخل دارفور، ما يثير تساؤلات حول مصير الإقليم ومستقبل الحرب في السودان. في هذا التقرير نستعرض تفاصيل السقوط، وردود الأفعال، والسيناريوهات المحتملة بعد هذا التطور المفصلي.

تفاصيل حصار الفاشر وسقوطها العسكري

بدأ حصار سقوط الفاشر فعليًا في العاشر من مايو 2024، عندما طوقت «قوات الدعم السريع» المدينة من الجهات الأربع، متهمة الحركات المسلحة الداعمة للجيش بخرق الحياد. استمر الحصار لأشهر، حيث انقطعت الإمدادات تمامًا عن السكان، وتدهورت الأوضاع الإنسانية بشدة. في الأيام الأخيرة، اشتدت المعارك داخل أحياء المدينة، قبل أن تعلن «الدعم السريع» سيطرتها على مقر «الفرقة السادسة مشاة»، آخر مواقع الجيش في دارفور، معلنة سقوط المدينة بالكامل.

قد يعجبك ايضا

 انهيار الجيش والمقاومة في المدينة

تزامن سقوط الفاشر مع تراجع القوات الحكومية نتيجة نقص الذخيرة والدعم الجوي، بعدما أسقطت «الدعم السريع» طائرات عسكرية تابعة للجيش. أوضح شهود ميدانيون أن المقاومة كانت محدودة في الساعات الأخيرة، وأن القوات المتبقية انسحبت إلى مناطق ضيقة في المحور الغربي، قبل أن تنهار بالكامل. ومع انهيار الفرقة العسكرية، باتت السيطرة الكاملة للمدينة بيد «الدعم السريع».

المواقف السياسية وردود الفعل المحلية

أثار سقوط الفاشر ردود فعل متباينة بين القادة والسياسيين السودانيين. فبينما وصف حاكم دارفور، مني أركو مناوي، ما جرى بأنه «سقوط عسكري لا يعني التفريط في مستقبل الإقليم»، التزمت القيادة العسكرية الرسمية الصمت. اعتبر محللون أن الحدث يمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع، ويفتح الباب أمام ترتيبات سياسية جديدة قد تشمل مفاوضات أو صفقات خلف الكواليس بين الجيش و«الدعم السريع».

 التداعيات الإنسانية بعد السقوط

خلف سقوط الفاشر كارثة إنسانية كبيرة، إذ أدى الحصار الطويل والقتال إلى انقطاع المياه والغذاء والدواء عن مئات الآلاف من المدنيين. أُغلقت الطرق بالكامل، ومنعت المساعدات من الوصول، مما تسبب في مجاعة محلية ونزوح واسع نحو مناطق آمنة. كما تعرضت البنية التحتية للدمار الشامل، بما في ذلك المستشفيات ومخازن الإغاثة، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الوضع.

 السيناريوهات المحتملة بعد السيطرة على الفاشر

يطرح سقوط الفاشر تساؤلات حول الخطوة التالية في الصراع السوداني. فبعد سيطرة «الدعم السريع» على آخر معاقل الجيش في دارفور، يتوقع المراقبون انتقال المعارك إلى شرق السودان أو محاولات لإعادة التفاوض السياسي. البعض يرى أن السيطرة الكاملة على الإقليم قد تدفع نحو تقسيم فعلي للبلاد، فيما يرى آخرون أن الضغوط الدولية قد تفرض حلاً سياسيًا عاجلاً يوقف نزيف الحرب.

الأسئلة الشائعة

متى سقطت مدينة الفاشر؟
أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة في أكتوبر 2024.

من يسيطر حاليًا على الفاشر؟
تخضع المدينة لسيطرة قوات الدعم السريع بعد انسحاب الجيش السوداني.

هل كان السقوط نتيجة معركة أم صفقة سياسية؟
لم تُعلن تفاصيل رسمية، لكن محللين يرجحون وجود تفاهمات غير معلنة.

ما تأثير السقوط على المدنيين؟
أدى إلى أزمة إنسانية حادة ونزوح الآلاف بسبب نقص الغذاء والدواء.

ما الخطوة التالية بعد السيطرة على الفاشر؟
يتوقع أن تتجه «الدعم السريع» لتوسيع نفوذها أو خوض مفاوضات سياسية جديدة.

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
Rabab
Rabab