سفاح المعمورة، اسم أثار الرعب في الشارع المصري، بعد ارتكابه ثلاث جرائم قتل متتالية بدم بارد، راح ضحيتها صديقه، زوجته، وموكلته. نصر الدين السيد، المتهم المعروف إعلاميًا بلقب “سفاح المعمورة”، واجه قرارًا حاسمًا من محكمة جنايات الإسكندرية بإحالته إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في حكم إعدامه، وذلك بعد ثبوت تورطه في جرائم بشعة هزت المجتمع. كشفت التحقيقات أن الدافع الرئيسي وراء تلك الجرائم كان الطمع في المال، حيث استدرج ضحاياه وخطط لقتلهم بعناية. الجريمة الأولى كانت بحق مهندس وثق به، والثانية زوجته التي قتلها داخل مكتبه، أما الثالثة فكانت موكلته التي طالبته بأموالها. هذا التقرير يرصد تفاصيل الجرائم الثلاث التي ارتكبها “سفاح المعمورة”، وكيف كشفت الجهات الأمنية خيوط هذه الوقائع، وصولاً إلى الحكم القضائي بإحالته للمفتي، في انتظار النطق بالحكم النهائي في جلسة مقبلة.
بداية انكشاف جرائم سفاح المعمورة
بدأت وقائع جرائم سفاح المعمورة حين أبلغت أسرة المهندس محمد إبراهيم عن اختفائه المفاجئ، بعد زيارته لمكتب أحد المحامين بمنطقة العصافرة في الإسكندرية. لم يمر وقت طويل حتى ظهرت مؤشرات مريبة حول المحامي نصر الدين السيد، خاصة بعد تلقي أسرة الضحية مكالمة بصوته يُخبرهم فيها أنه سيتزوج من أجنبية ويسافر خارج مصر، وطلب عدم التواصل معه. هذه الرسالة أثارت شكوك الأسرة، ومع استمرار تغيّبه، بدأت الأجهزة الأمنية البحث والتحقيق. بعد تحريات مكثفة ومراجعة كاميرات المراقبة، تم التوصل إلى أن المهندس لم يغادر المكتب قط. وبمداهمة المكان، عُثر على جثمانه مدفونًا داخل شقة بالعقار نفسه. وهنا بدأت تتكشف أولى خيوط الجرائم التي ارتكبها هذا السفاح بدم بارد.
أكلت يوم أكل الثور الابيض…..قصة مثل
الطقس اليوم في مصر: استمرار انخفاض الحرارة ورياح نشطة
احتفال زاهي حواس بزفاف نجله بحضور الوزراء ونجوم الفن
الجريمة الأولى.. قتل صديق بسبب الطمع
الجريمة الأولى التي ارتكبها “سفاح المعمورة” كانت بحق المهندس محمد إبراهيم، صديقه المقرب، والذي وثق به لدرجة منحه توكيلات البيع والشراء الخاصة به. استغل المتهم هذه الثقة للتخطيط لجريمته. استدرج الضحية إلى مكتبه بمنطقة العصافرة، واعتدى عليه بالضرب، ثم أجبره على إجراء مكالمة هاتفية مع أسرته يطمئنهم فيها عن وضعه، مؤكدًا أنه مسافر للزواج من سيدة أجنبية. بعد المكالمة، أجهز عليه القاتل وقتله، ودفن جثته داخل إحدى الشقق في نفس المبنى. الطمع في أموال الضحية كان الدافع الرئيسي، حيث تبين أن المهندس كان يمتلك أموالًا وعقارات، وكان المتهم يسعى للاستيلاء عليها بعد التخلص منه. هذه الجريمة كشفت عن مدى الحقد والتخطيط الذي اتسمت به أفعال الجاني.
الجريمة الثانية.. قتل زوجته داخل المكتب
الجريمة الثانية لـ”سفاح المعمورة” وقعت في مكتبه الجديد بمنطقة المعمورة. هذه المرة لم يكن الضحية صديقًا أو موكلًا، بل كانت زوجته. نشبت بينهما مشكلات عائلية متكررة، ومع تصاعد الخلافات، قرر المتهم التخلص منها نهائيًا. استدرجها إلى المكتب بحجة الحديث، وداخل المكان قام بقتلها بدم بارد. كشفت التحقيقات أن الجاني لم يشعر بأي ندم، بل قام بإخفاء جثتها لفترة قبل أن تُكشف الجريمة. لم تكن هذه الجريمة بسبب المال فقط، بل مزيج من العنف الأسري، والرغبة في إنهاء العلاقة بطريقة بشعة. الزوجة لم تكن تتوقع أن تكون نهايتها على يد من تعيش معه، مما يسلط الضوء على خطورة بعض العلاقات المضطربة التي قد تتحول إلى جرائم مروعة.
الجريمة الثالثة.. قتل موكلته للاستيلاء على أموالها
الجريمة الثالثة التي ارتكبها المتهم نصر الدين السيد كانت بحق إحدى موكلاته، والتي لجأت إليه لإتمام بعض المعاملات القانونية. بعد فترة من التعامل، طلبت منه استرداد أموال دفعتها، لكنه كان قد أنفقها بالفعل. وبدلًا من تسوية الموقف، خطط لقتلها حتى لا تطالبه بأي شيء. استدرجها إلى مكتبه، وهناك أنهى حياتها خنقًا، ثم حاول التخلص من جثتها. ما يثير الدهشة أن هذه الجريمة جاءت في وقت كانت فيه التحقيقات جارية بخصوص اختفاء المهندس محمد إبراهيم، ما أدى في النهاية إلى ربط الجرائم ببعضها. تصاعدت الأدلة ضد المتهم، وتم الكشف عن نمط واضح في جرائمه يعتمد على الاستدراج والتخلص من الضحية بسبب المال.
قرار المحكمة بإحالة المتهم للمفتي
بعد عرض القضية على محكمة جنايات الإسكندرية، قررت هيئة المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وهو ما يُعد مؤشرًا على اقتراب صدور حكم الإعدام رسميًا. قرار الإحالة جاء بعد عرض كافة الأدلة، وإفادات الشهود، وتقارير الطب الشرعي التي أكدت ارتكاب المتهم لثلاث جرائم قتل مع سبق الإصرار والترصد. هذا القرار لاقى ترحيبًا واسعًا بين الأهالي الذين اعتبروا أن القصاص هو الحل الوحيد لردع مثل هذه الجرائم البشعة. ومن المنتظر أن يتم تحديد جلسة قريبة للنطق بالحكم النهائي، الذي قد يكون بمثابة إغلاق نهائي لواحدة من أكثر القضايا إثارة في المجتمع المصري.
ردود أفعال الشارع المصري على القضية
أثارت قضية سفاح المعمورة ردود أفعال واسعة في الشارع المصري، خاصة مع بشاعة الجرائم وتعدد الضحايا. عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من التفاصيل، مشددين على ضرورة تغليظ العقوبات ضد مرتكبي جرائم القتل المتسلسل. كما طالب الكثيرون بمراقبة أكبر للمكاتب الخاصة بالمحامين وغيرهم من أصحاب النفوذ الذين قد يستغلون مكانتهم في ارتكاب جرائم تحت غطاء الشرعية. وبرزت دعوات لتشديد الإجراءات الرقابية ومراجعة السجلات الجنائية لأصحاب المهن القانونية، مؤكدين أن المجتمع بحاجة لتشريعات صارمة تردع من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم. في الوقت ذاته، ثمن المواطنون دور الأجهزة الأمنية في كشف الجريمة سريعًا.
وختامًا…قضية سفاح المعمورة تظل واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها المجتمع المصري مؤخرًا، نظرًا لطبيعتها المتسلسلة ودوافعها المادية. إحالة المتهم للمفتي تمهيدًا للحكم عليه بالإعدام تعكس عدالة القضاء وسرعة استجابته. وتبقى هذه القضايا درسًا مهمًا حول خطورة الثقة العمياء، وأهمية الحذر في العلاقات الشخصية والمهنية، خاصة في ظل تكرار جرائم الاستغلال والقتل من أجل المال. ومع اقتراب النطق بالحكم، يتطلع الجميع لقصاص عادل يُعيد الطمأنينة للمجتمع.