كشفت الصين رسميًا عن أول طائرة شحن بدون طيار تعمل بالليزر في العالم، وهي خطوة ثورية قد تغير مستقبل الطيران والإمدادات اللوجستية عالميًا. الطائرة الجديدة لا تعتمد على الوقود الأحفوري أو البطاريات التقليدية، بل تحصل على طاقتها مباشرة من أشعة ليزر عالية الكثافة موجهة من محطة أرضية، مما يسمح لها نظريًا بالطيران لفترات غير محدودة دون الحاجة لإعادة التزود بالطاقة. وقد طورت هذه التقنية جامعة نورث وسترن بوليتكنيك، واعتمدت على نظام بيومتري ذكي لتحويل أشعة الليزر إلى طاقة كهربائية تُغذي أنظمة الدفع والتحكم في الطائرة. التجارب الأولية أثبتت نجاح النموذج الأولي للطائرة في الطيران المستقر، حتى في ظروف جوية خفيفة كالرذاذ والضباب. ومن المتوقع أن تُحدث هذه الطائرات ثورة في قطاعات الإغاثة، والتوصيل التجاري، والمجالات العسكرية. في هذا التقرير، نرصد أهم مواصفات الطائرة، تقنياتها المبتكرة، استخداماتها، وفرص تطبيقها عالميًا.
تقنية الطاقة بالليزر لتشغيل الطائرات
تعتمد الطائرة المسيرة الجديدة على تقنية حديثة في مجال الطاقة اللاسلكية، حيث يتم توجيه شعاع ليزر عالي الطاقة من محطة أرضية إلى مستقبل موجود في الطائرة، ليُحوّل هذا الشعاع إلى طاقة كهربائية قابلة للتشغيل. لا تتطلب هذه التقنية بطاريات أو وقودًا، مما يجعل الطيران أكثر استدامة ويتيح وقت تشغيل غير محدود نظريًا. كما تتيح هذه التكنولوجيا تفادي الحاجة إلى البنية التحتية التقليدية الخاصة بإعادة التزود بالطاقة، وهو ما يُشكل نقلة نوعية في تشغيل الطائرات دون طيار على المدى البعيد.
OpenAI تجمع تمويلاً هائلاً بقيمة 6.5 مليار دولار مع تقييم يتجاوز 150 مليار دولار
مستقبل قيادة آبل بعد تيم كوك يقترب من الحسم
Bluesky: نمو هائل وملايين المستخدمين الجدد في 2024
مزايا بيئية واستدامة متقدمة
من أبرز مزايا طائرة الشحن بدون طيار العاملة بالليزر أنها تُعد صديقة للبيئة، حيث لا تنتج أي انبعاثات كربونية أو نفايات كيميائية. فباستخدام أشعة الليزر بدلًا من الوقود أو بطاريات الليثيوم، تصبح الطائرة حلًا مثاليًا في سياق التوجه العالمي نحو خفض البصمة الكربونية. كما أن هذه التقنية تُقلل من تكاليف التشغيل على المدى الطويل، وتُعزز مفهوم الطيران الأخضر الذي تسعى العديد من الدول إلى تحقيقه في العقود القادمة، خاصة في مجالات الشحن والنقل الجوي.
تطبيقات مستقبلية متعددة للطائرة
يمكن استخدام طائرة الشحن العاملة بالليزر في العديد من المجالات الحيوية. فهي مثالية لنقل الإمدادات إلى المناطق المتضررة من الكوارث أو التي يصعب الوصول إليها، بفضل قدرتها على العمل على مدار الساعة دون توقف. كما تُعد خيارًا اقتصاديًا لشركات التوصيل السريع التي تحتاج إلى رحلات متواصلة دون توقف لإعادة التزود بالطاقة. في المجال العسكري، قد تُستخدم في مهام المراقبة الجوية أو إيصال الذخيرة والمؤن إلى المواقع النائية، مما يُعزز من الكفاءة التشغيلية ويُقلل من المخاطر البشرية.
التحديات الفنية والبيئية للتطبيق الواسع
رغم المزايا الكبيرة لهذه الطائرة، إلا أن هناك عددًا من التحديات الفنية التي تواجه تعميمها. من أبرزها دقة توجيه شعاع الليزر في مختلف الظروف الجوية مثل الأمطار الغزيرة أو العواصف. كما توجد مخاوف تتعلق بسلامة الاستخدام في المسارات الجوية المدنية، ما يتطلب وضع بروتوكولات أمان دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة لتوفير محطات إرسال ليزر أرضية في نطاق الطيران تمثل تحديًا لوجستيًا في بعض المناطق، خاصة البعيدة أو الوعرة.
مواصفات النموذج الأولي للطائرة
النموذج الأولي الذي تم اختباره مزود بحجرة شحن، نظام ملاحة GPS، أنظمة قيادة ذاتية، ومستقبل ليزري متقدم قادر على تتبع الشعاع تلقائيًا. كما يحتوي على نظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء لضمان دقة استقبال الطاقة حتى في حال تغير اتجاه الطائرة. وأظهرت التجارب الميدانية للطائرة قدرتها على التحليق المستقر عبر عدة كيلومترات، بما في ذلك اجتياز الضباب والرذاذ الخفيف، ما يعكس فعالية النظام في البيئات الواقعية. وتُعد هذه التجربة نقطة انطلاق نحو تطوير نسخة تجارية وميدانية شاملة في المستقبل القريب.
التوقعات العالمية وانتشار التكنولوجيا
يتوقع خبراء الطيران أن يتم تعميم هذه التكنولوجيا خلال السنوات الخمس إلى الثماني القادمة، خاصة بعد تحسينات إضافية في دقة التتبع الليزري وتطوير تشريعات السلامة الجوية. هناك اهتمام بالغ من قبل القطاعات التجارية والإنسانية والعسكرية بهذه التقنية، لما توفره من كفاءة ومرونة واستدامة. ومن المرجح أن تبدأ بعض الدول في تجربة الطائرات الليزرية في مجالات مثل الزراعة الذكية، مكافحة الحرائق، وتوصيل الخدمات اللوجستية إلى الجزر والمجتمعات النائية. ويُعد هذا التطور إنجازًا تكنولوجيًا جديدًا قد يُعيد رسم مستقبل الطيران حول العالم.