الأردن يتأهل للمرة الأولى إلى كأس العالم 2026

الأردن يتأهل للمرة الأولى إلى كأس العالم 2026

الأردن كتب صفحة ذهبية في تاريخ كرة القدم الآسيوية والعربية بتأهله الأول إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد فوزه العريض على منتخب عُمان بنتيجة 3-0. هذا الإنجاز غير المسبوق تحقق مساء الخميس في العاصمة العُمانية مسقط، في مباراة ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية، على ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي. بهذه النتيجة، رفع المنتخب الأردني رصيده إلى 16 نقطة في وصافة المجموعة الثانية، ضامنًا التأهل الرسمي قبل نهاية المرحلة الحالية بجولة واحدة.

وجاء هذا التأهل ليكافئ سنوات من العمل المتواصل والطموح، حيث لطالما حلمت الجماهير الأردنية برؤية “النشامى” في هذا المحفل العالمي. الثلاثية التي سجلها النجم علي علوان في المباراة، أعادت الأمل الكبير في قدرة الأردن على الذهاب بعيدًا. ولم يكن هذا الانتصار مجرد فوز عابر، بل شهادة بأن الكرة الأردنية تدخل مرحلة جديدة من التطور والتأثير الدولي.

قد يعجبك ايضا

 علوان يقود الأردن إلى إنجاز تاريخي

علي علوان كان نجم الأمسية بلا منازع، إذ نجح في تسجيل “هاتريك” رائع في الدقائق (45+7 من ركلة جزاء، 51، 64)، وقاد النشامى إلى فوز ثمين حسم بطاقة التأهل. لم تكن الأهداف الثلاثة مجرد أرقام في سجل المباراة، بل كانت إعلانًا قويًا عن موهبة هجومية قادرة على مواجهة التحديات في كأس العالم.
أداء علوان يعكس نضجًا فنيًا وانسجامًا مع خطط المدرب، إلى جانب حسه التهديفي العالي، مما جعله محط أنظار الجماهير والمتابعين العرب والآسيويين. بفضل أهدافه، تحول الحلم الأردني إلى حقيقة، في مشهد لن يُنسى في تاريخ الرياضة الأردنية. علوان يُعد الآن رمزًا رياضيًا وشخصية ملهمة للأجيال القادمة من لاعبي كرة القدم في الأردن.

 التأهل الأول وتاريخ جديد للكرة الأردنية

تأهل الأردن إلى كأس العالم 2026 هو الأول في تاريخه، ويُمثل لحظة فارقة للكرة الأردنية بعد سنوات من الاقتراب من التأهل، لا سيما في تصفيات مونديال 2014. هذه الخطوة تؤكد أن العمل المؤسساتي في الاتحاد الأردني لكرة القدم بدأ يؤتي ثماره، من خلال الاهتمام بالفئات العمرية وتطوير البنية التحتية.
المنتخب لم يكتفِ بالأداء القوي بل أظهر شخصية كبيرة وثقة في النفس طوال التصفيات. هذا النجاح ليس فقط انتصارًا رياضيًا، بل يُعد فخرًا وطنيًا يشعل الحماس في الشارع الأردني، ويعزز صورة الأردن كقوة كروية صاعدة في آسيا. ومع زيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى 48 في نسخة 2026، استغل الأردن الفرصة وفرض نفسه بين الكبار.

 الأردن ينضم لقائمة المنتخبات العربية المتأهلة

أصبح الأردن المنتخب العربي العاشر الذي يشارك في كأس العالم، بعد دول مثل مصر، المغرب، تونس، الجزائر، السعودية، العراق، الكويت، قطر، والإمارات. هذه الخطوة تفتح الباب أمام تمثيل عربي أوسع في المحفل الدولي، خاصة في ظل توسعة المونديال القادمة.
وجود الأردن في هذه القائمة الرفيعة يعزز من مكانة الكرة العربية، ويمنح الجماهير سببًا جديدًا للفخر، خاصة أن المنتخبات العربية قدّمت مستويات مشرفة في النسخ السابقة، وأصبحت تُحسب لها حسابات خاصة. من المتوقع أن يلقى منتخب النشامى دعمًا جماهيريًا عربيًا كبيرًا في البطولة، باعتباره أحد الوجوه الجديدة الطامحة لصنع المفاجآت.

 نظام التصفيات وموقع الأردن في المجموعة

ضمن نظام التصفيات الآسيوية، يتأهل مباشرة المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة. الأردن احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة، خلف كوريا الجنوبية المتصدرة بـ19 نقطة، متقدمًا على العراق الذي حل ثالثًا بـ12 نقطة.
الفوز الحاسم على عمان وضع الأمور في نصابها، وأزال الضغوط قبل الجولة الأخيرة. الأداء العام للمنتخب الأردني كان متوازنًا، حيث جمع بين الانضباط الدفاعي والفاعلية الهجومية، وهي عناصر ضرورية في التصفيات الحاسمة.
بهذا الإنجاز، ضمن الأردن تأهله المباشر وتجنّب تعقيدات الملحق القاري، مما يمنحه وقتًا أطول للتحضير للنهائيات والاستفادة من المعسكرات الدولية القادمة.

 جماهير الأردن تحتفل والتحدي القادم أكبر

الفرحة اجتاحت الشوارع الأردنية فور إعلان التأهل، حيث خرجت الجماهير للاحتفال بالحدث التاريخي. هذه المشاعر لا تعكس فقط حب كرة القدم، بل تعبر عن روح وطنية جماعية وحلم تحقق بعد عقود من المحاولات.
ومع ذلك، التحدي القادم سيكون أصعب، فالمشاركة في كأس العالم تتطلب استعدادًا غير مسبوق على الصعيدين الفني والنفسي. الاتحاد الأردني بات أمام مهمة بناء فريق قادر على التنافس وليس فقط الظهور، عبر تنظيم مباريات ودية مع منتخبات عالمية، وتوفير كل ما يلزم للظهور بمستوى مشرّف.
الجماهير، بدورها، تتطلع إلى مشاركة تليق بتاريخ هذا الإنجاز، وتؤمن أن النشامى قادرون على تشريف الكرة الأردنية والعربية على أكبر مسرح رياضي عالمي.

 تشكيلة المباراة وتقييم الأداء الجماعي

خاض الأردن اللقاء بتشكيلة ضمت: يزيد أبو ليلى – محمد أبو النادي، يزن العرب، عبد الله نصيب – أحمد عساف، مهند أبو طه، عامر جاموس، إبراهيم سعادة – علي علوان، يزن النعيمات، موسى التعمري.
اللاعبون قدموا أداءً منسجمًا ومتوازنًا، وشهدت المباراة تكتيكًا عاليًا من المدرب، مع تميز في التمرير والتحرك بدون كرة. خط الدفاع حافظ على نظافة الشباك بفضل التركيز العالي، في حين تألق الوسط في ربط الخطوط وإمداد الهجوم بالكرات الحاسمة.
هذا الأداء يعكس أن المنتخب بات يملك هوية فنية واضحة، ومع المزيد من التطوير والتحضير، يمكن للنشامى أن يتركوا بصمة في كأس العالم.

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
Rabab
Rabab