سنن يوم الجمعة من الأعمال التي يُستحب للمسلم المحافظة عليها، لما لها من فضل عظيم وأجر كبير، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تُظهر مكانة هذه السنن وأثرها في حياة المسلم. شرعت صلاة الجمعة عند قدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، وأكد الله فرضيتها بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلْبَيْعَ﴾ [الجمعة: 9]. لكن ليست الصلاة وحدها هي المقصودة في هذا اليوم، بل هناك سنن كثيرة مستحبة ينبغي للمسلم أن يحرص عليها. من أبرز هذه السنن: الاغتسال، والتطيب، ولبس أجمل الثياب، وقراءة سورة الكهف، والتبكير إلى المسجد، وكثرة الصلاة على النبي. سنعرض في هذا المقال أبرز هذه السنن بشكل منظم، مدعومة بالأدلة الشرعية.
الاغتسال والتطيب من أبرز سنن الجمعة
الاغتسال يوم الجمعة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من علامات النظافة والتطهر، كما أنه يُعد تهيئة للمسلم لاستقبال هذا اليوم العظيم. وقد ورد في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من اغتسل يوم الجمعة… غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى». ويُستحب أيضًا استخدام الطيب قبل الذهاب إلى المسجد، لما في ذلك من طيب الرائحة وإظهار النظافة. هذه السنن تجمع بين الجانب التعبدي والمظهر الاجتماعي، وتُعبر عن اهتمام الإسلام بالمظهر والرائحة الطيبة في الجماعات.
طريقة التقديم لأداء فريضة الحج في السعودية 1445
أسعار الذهب اليوم في مصر وتأثير السوق العالمي
طقس اليوم في مصر: أجواء حارة ونشاط رياح وارتفاع الأمواج
قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
قراءة سورة الكهف من السنن التي واظب عليها الصحابة والسلف الصالح، وقد ورد فيها أحاديث تشير إلى فضل عظيم، منها ما رواه الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين». وتُقرأ السورة سواء في الليل السابق للجمعة أو في نهارها، وهي تذكر المسلم بقيم الثبات على الدين والابتعاد عن الفتن، كما تحتوي على قصص تربوية مهمة مثل قصة أصحاب الكهف، وموسى والخضر، وذو القرنين. وهي بذلك تربط المسلم بقيم القرآن وتعزز وعيه الديني.
لبس أحسن الثياب والتزين للصلاة
من السنن التي يُستحب فعلها يوم الجمعة لبس أحسن الثياب والتزين للصلاة، وهو من الهدي النبوي الشريف. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبس أحسن ما عنده في الجمعة والعيد. والهدف من ذلك أن يكون المسلم في أبهى حلة عند لقائه بجماعة المسلمين في المسجد، فذلك يعكس احترام المناسبة ويُظهر جمال الإسلام. ويُستحب أيضًا قص الأظافر والسواك، لما في ذلك من إتمام النظافة الشخصية. وهذا يُظهر كيف أن الإسلام دين يهتم بالتفاصيل التي تعزز طهارة الظاهر والباطن.
التبكير إلى المسجد يوم الجمعة
التبكير لصلاة الجمعة من السنن العظيمة التي غفل عنها الكثير من الناس، وهو من الأعمال التي يضاعف فيها الأجر. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة…». التبكير يمنح المسلم فرصة للخشوع، وأداء السنن، وذكر الله قبل الخطبة، ويعد دليلاً على شدة تعظيمه لهذا اليوم. وينبغي للمسلم أن يحرص على الوصول مبكرًا، مع مراعاة آداب المسجد كعدم تخطي الرقاب والجلوس بخشوع.
كثرة الصلاة على النبي يوم الجمعة
من السنن المؤكدة في يوم الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لما لهذا العمل من فضل عظيم وارتباط وثيق بمكانة هذا اليوم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ». وتُعد الصلاة على النبي سببًا في نيل الشفاعة، ومغفرة الذنوب، ورفع الدرجات. ويمكن ترديد الصيغة المعروفة: “اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد”، أو غيرها من الصيغ الصحيحة. وهي عادة تجمع بين الذكر والدعاء وتُقرب العبد من ربه.
السنن القبلية والبعدية لصلاة الجمعة
اختلف العلماء في السنن القبلية لصلاة الجمعة، فذهب جمهور الشافعية والحنفية إلى أنها سنة مؤكدة، ويستحب أداء ركعتين أو أربع قبل الصلاة، بينما رأى المالكية أن لا راتبة قبلية ولكن يُشرع التنفل المطلق. أما بعد الصلاة، فهناك اتفاق على مشروعية الركعتين أو الأربع ركعات حسب المذهب. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بعدها. وتُعتبر هذه السنن وسيلة لتعظيم الصلاة وزيادة القرب من الله تعالى، وهي تتيح للمسلم فرصة لتعويض ما فاته من خشوع أو تركيز.