أسرار اغتيال كينيدي: وثائق تكشف خفايا جديدة

أسرار اغتيال كينيدي: وثائق تكشف خفايا جديدة

أسرار اغتيال كينيدي لا تزال تثير الفضول بعد مرور أكثر من ستة عقود على مقتله. كشفت الوثائق التي أصدرتها الحكومة الأمريكية حديثًا معلومات خطيرة حول تورط جهات أجنبية، وعمليات استخباراتية سرية، وخطط غير تقليدية للإطاحة بقادة عالميين. جاءت هذه الإفصاحات بقرار من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما ألقى الضوء على تفاصيل ظلت محجوبة لسنوات.

وثائق تكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال كينيدي

تضمنت الوثائق المفرج عنها عشرات الآلاف من الصفحات التي سلطت الضوء على تفاصيل خفية في حادثة اغتيال الرئيس جون كينيدي. وأصدر الأرشيف الوطني الأمريكي أكثر من 2200 وثيقة جديدة، تضمنت 63 ألف صفحة تكشف عمليات تجسس معقدة ومراقبة دقيقة.

قد يعجبك ايضا

من بين المعلومات المثيرة التي ظهرت، وجود عمليات تجسس على فيدل كاسترو ومحاولات سرية لاغتياله باستخدام وسائل غير تقليدية مثل السيجار المسموم. كما كشفت الوثائق عن مراقبة لي هارفي أوزوالد، المدان بقتل كينيدي، خلال زيارته للسفارة السوفيتية والقنصلية الكوبية في المكسيك.

عملية “النمس” ودورها في زعزعة كوبا

توضح الوثائق أن عملية النمس كانت واحدة من أخطر الحملات السرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد كوبا. بدأت هذه العملية عام 1961 تحت إشراف الجنرال إدوارد لانسديل، بهدف الإطاحة بحكم فيدل كاسترو.

شملت العملية تجنيد معارضين كوبيين وتدريبهم على تنفيذ أعمال تخريبية وتجسسية داخل كوبا. واستخدمت وكالة المخابرات المركزية أساليب مبتكرة مثل محاولة تسميم كاسترو بسيجار مفخخ. كما تم نشر معلومات مضللة لخداع الاتحاد السوفيتي وإرباكه بشأن دعمه لنظام كاسترو.

على الرغم من الجهود المكثفة، فشلت العملية في تحقيق أهدافها. وتكشف الوثائق أن المخابرات الأمريكية اعتمدت تكتيكات متعددة، من بينها الدعاية السرية، وفرق الكوماندوز، ومحاولات اغتيال كاسترو بطرق غير تقليدية.

دور الاتحاد السوفيتي في مراقبة أوزوالد

أظهرت الوثائق أن الاتحاد السوفيتي راقب لي هارفي أوزوالد عن كثب خلال فترة إقامته هناك. كشفت رسالة برقية تعود لعام 1991 أن فياتشيسلاف نيكونوف، حفيد وزير الخارجية السوفيتي السابق فياتشيسلاف مولوتوف، أطلع أستاذًا أمريكيًا على ملفات سرية تتعلق بأوزوالد.

أوضحت البرقية أن السوفييت كانوا مقتنعين بعدم وجود علاقة رسمية بين أوزوالد والمخابرات السوفيتية. بل وصفت الوثائق أوزوالد كشخص غير مستقر نفسيًا وضعيف في الرماية، مما أثار تساؤلات حول كيفية تنفيذه لعملية اغتيال معقدة مثل تلك التي أودت بحياة كينيدي.

تجسس وكالة المخابرات المركزية في الخارج

من بين الاكتشافات المهمة، كشفت الوثائق أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قامت بزرع جواسيس في دول أجنبية تحت غطاء العمل في وزارة الخارجية. أشارت مذكرة تعود لعام 1961 بعنوان “إعادة تنظيم وكالة المخابرات المركزية” إلى أن أكثر من 1500 موظف في الوكالة عملوا تحت ستار موظفين حكوميين.

تكشف المذكرة أيضًا أن المخابرات الأمريكية كانت تنفذ عمليات تجسس مكثفة تستهدف الاتحاد السوفيتي وكوبا. كما تمت مراقبة العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك تحركات لي هارفي أوزوالد قبل أسابيع من اغتيال كينيدي.

علاقة فيدل كاسترو باغتيال كينيدي

أثارت الوثائق الجديدة تساؤلات حول علاقة فيدل كاسترو بعملية الاغتيال. بينما لم تثبت الأدلة تورطًا مباشرًا لكاسترو، إلا أن الوثائق كشفت عن جهود مستمرة من قبل الولايات المتحدة للإطاحة به.

إحدى الوثائق، وهي مذكرة تعود لعام 1965، تشرح بالتفصيل كيف سعت وزارة الدفاع الأمريكية لزعزعة استقرار كوبا. تضمنت الاستراتيجيات محاولات لاغتيال كاسترو بأساليب مبتكرة، مثل استخدام أصداف بحرية مفخخة أثناء غوصه، ونشر شائعات لتقويض سلطته.

تأثير الوثائق على فهم التاريخ الأمريكي

تعد هذه الوثائق بمثابة نافذة على تاريخ التجسس الأمريكي خلال الحرب الباردة. كشفت السجلات كيف أن الولايات المتحدة اعتمدت على تكتيكات سرية للتأثير على الأنظمة السياسية الأجنبية.

قال تيموثي نفتالي، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا، إن الوثائق تعمق فهم المؤرخين لأساليب إدارة كينيدي وقراراتها. وعلى الرغم من عدم وجود مفاجآت صادمة، فإنها توضح حجم العمليات السرية التي كانت تديرها المخابرات الأمريكية.

تواصل هذه الوثائق تعزيز الجدل حول اغتيال كينيدي، وتفتح الباب أمام المزيد من التساؤلات حول الأحداث التي شكلت تاريخ الولايات المتحدة في القرن العشرين.

 

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
Rabab
Rabab