جوجل تُعدل سياستها بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن

جوجل تُعدل سياستها بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن

في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت شركة جوجل عن تحديث سياستها الأخلاقية الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث قامت برفع الحظر عن استخدام تقنياتها في الأسلحة والمراقبة. جاء هذا التغيير بعد إصدار تقريرها السنوي لعام 2024 حول “الذكاء الاصطناعي المسؤول”، مما أثار ردود فعل متباينة بين مؤيدي حرية الابتكار ومعارضي استخدام التكنولوجيا في التطبيقات العسكرية والأمنية. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا القرار وتأثيراته المحتملة على مستقبل الذكاء الاصطناعي.

تفاصيل تعديل جوجل لسياستها حول الذكاء الاصطناعي

في السابق، تعهدت جوجل بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي في تطبيقات قد تسبب ضررًا، مثل:

قد يعجبك ايضا

تطوير الأسلحة لأي غرض عسكري.
المراقبة الجماعية التي قد تنتهك خصوصية الأفراد.
الاستخدامات التي تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان.

لكن وفقًا لتقرير نشرته واشنطن بوست، فقد قامت جوجل بحذف هذه القيود بهدوء من إرشاداتها الأخلاقية، مما يعني أن الشركة أصبحت أكثر انفتاحًا على التعاون مع الجهات العسكرية والحكومية في مشاريع الذكاء الاصطناعي.

 تبرير جوجل لهذا التغيير

في بيان رسمي، أوضح ديميس هسابيس، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في جوجل، وجيمس مانيكا، نائب الرئيس الأول للتكنولوجيا والمجتمع، أسباب هذا القرار قائلين:

✅ “نحن نستثمر أكثر من أي وقت مضى في أبحاث الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان العالمي.”
✅ “نؤمن بأن الديمقراطيات يجب أن تقود تطوير الذكاء الاصطناعي، وفقًا لقيم مثل الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان.”

يبدو أن جوجل تحاول تبرير قرارها بالإشارة إلى المخاطر الأمنية العالمية وضرورة وجود تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة لمواجهة التهديدات، ولكن هذا الطرح لم يقنع جميع الأطراف.

 كيف يؤثر القرار على الأمن العالمي؟

قرار جوجل بإلغاء الحظر على استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة والمراقبة يطرح عدة تساؤلات خطيرة، منها:

هل ستساهم جوجل في تطوير تقنيات حربية متقدمة؟
كيف سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة الجماعية؟
هل ستؤدي هذه الخطوة إلى انتهاكات أكبر للخصوصية وحقوق الإنسان؟

مع انخراط شركات التكنولوجيا الكبرى في التعاون مع الحكومات والجهات الأمنية، تزداد المخاوف من أن يتم استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل غير أخلاقي، خاصةً في مجال المراقبة الجماعية والتجسس.

 كيف بدأت مقاومة موظفي جوجل لهذه التغييرات؟

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها جوجل اعتراضات من موظفيها بسبب سياساتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. في عام 2018، اندلعت احتجاجات واسعة داخل الشركة ضد مشروع “مافن” (Project Maven)، الذي كان يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل لقطات الطائرات بدون طيار لأغراض عسكرية.

📌 بسبب الضغط المتزايد، اضطرت جوجل إلى الانسحاب من المشروع، مما أدى إلى إعلانها سياسة عدم التعاون في تطوير الأسلحة، لكن يبدو أن الشركة غيرت موقفها الآن، مما قد يثير احتجاجات جديدة بين موظفيها.

 شركات أخرى تتبع النهج نفسه

جوجل ليست الشركة الوحيدة التي توسع نطاق تعاونها مع الحكومات في مجال الذكاء الاصطناعي، بل هناك أيضًا شركات أخرى مثل:

📍 OpenAI – تعمل مع الحكومة الأمريكية في تطوير حلول ذكاء اصطناعي للأمن القومي.
📍 Anthropic – تنسق مع وزارة الدفاع في مشاريع الذكاء الاصطناعي التنبئي.
📍 مايكروسوفت – لديها عقود مع البنتاغون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض الدفاعية.

هذا الاتجاه يعكس تحولًا كبيرًا في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، من أدوات للمستهلكين إلى تطبيقات ذات تأثير عسكري وأمني كبير.

 كيف يمكن أن يؤثر ذلك على المستخدمين العاديين؟

يطرح هذا القرار تحديات كبيرة تتعلق بخصوصية المستخدمين، حيث:

🔹 قد يتم تعزيز تقنيات المراقبة الحكومية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
🔹 قد تصبح البيانات الشخصية أكثر عرضة للتحليل والاستخدام لأغراض أمنية.
🔹 قد يؤدي هذا القرار إلى تقليل الشفافية حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة.

في النهاية، يجب على المستخدمين أن يكونوا أكثر وعيًا بكيفية تأثير سياسات الشركات الكبرى على حياتهم اليومية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالخصوصية والأمان الرقمي.

وختامًا.. هل تتحول جوجل إلى شريك استراتيجي في الأمن العسكري؟

مع رفع الحظر عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة وتطوير الأسلحة، يبدو أن جوجل تتحول تدريجيًا إلى لاعب رئيسي في المجال الأمني.

✅ البعض يرى أن هذا القرار ضروري لتعزيز الأمن العالمي.
❌ بينما يرى آخرون أنه يفتح الباب أمام انتهاكات خطيرة للخصوصية.

يبقى السؤال الأهم: إلى أي مدى ستؤثر هذه التغييرات على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟ وهل نحن مقبلون على عصر جديد من “الذكاء الاصطناعي الأمني”؟

الأيام القادمة ستكشف المزيد عن تأثير هذا القرار، لكن من الواضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من التوازنات الجيوسياسية العالمية.

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
Rabab
Rabab