ناسا تحل لغز انقسام كوكب المريخ، وهو لغز حير العلماء لعقود طويلة. باستخدام البيانات الزلزالية الحديثة من مركبة InSight، توصل العلماء إلى رؤى جديدة حول “الانقسام المريخي”، وهي ظاهرة تقسم الكوكب إلى أراضٍ منخفضة شمالية ومرتفعات جنوبية. تشير الدراسات إلى أن العمليات الداخلية داخل باطن الكوكب، وليس العوامل الخارجية مثل اصطدام الكويكبات، قد تكون السبب وراء هذا الانقسام. في هذا المقال، نستعرض أبرز النتائج العلمية، وتحليل البيانات الزلزالية، ودور النشاط التكتوني القديم في تشكيل هذا الانقسام الفريد.
ما هو الانقسام المريخي؟
الانقسام المريخي يشير إلى الاختلاف الكبير بين نصفي كوكب المريخ:
أسعار الحديد والأسمنت اليوم في مصر 14 ديسمبر 2024
إضافة فئات جديدة لبطاقات التموين وتحديث البيانات
الحكم بالسجن المشدد 15 سنة لمتهم بسرقة طفل بسوهاج
- الشمال: أراضٍ منخفضة وأقل سمكًا في القشرة.
- الجنوب: مرتفعات أكثر ارتفاعًا وسماكة في القشرة.
هذا الانقسام أثار حيرة العلماء لعقود، حيث تساءلوا عما إذا كان السبب ناتجًا عن عمليات داخلية في الكوكب أم نتيجة اصطدام كويكبات عملاقة. الدراسات الجديدة تشير إلى أن الأسباب الداخلية هي الأكثر احتمالًا.
رؤى من بيانات مركبة InSight
مركبة InSight التابعة لناسا لعبت دورًا محوريًا في حل هذا اللغز. قامت المركبة بجمع بيانات زلزالية دقيقة على مدار سنوات.
- سجلت الموجات الزلزالية وهي تتحرك عبر القشرة الأرضية.
- أظهرت النتائج أن الطاقة الزلزالية تتبدد بشكل أسرع في المرتفعات الجنوبية، ما يشير إلى وشاح أكثر سخونة مقارنة بالشمال.
هذه البيانات تُبرز أهمية النشاط التكتوني في الماضي، حيث ساهمت الحركات داخل الكوكب في تشكيل التضاريس الحالية.
النشاط التكتوني القديم على المريخ
تشير الدراسة إلى أن المريخ شهد نشاطًا تكتونيًا في مراحله المبكرة:
- الصهارة دفعت الوشاح في الجنوب إلى الأعلى، ما أدى إلى تكوين المرتفعات.
- في الشمال، غاصت الصهارة نحو قلب الكوكب، مما خلق أراضٍ منخفضة.
هذا النشاط التكتوني أدى إلى التغيرات الكبيرة في سمك القشرة ودرجة حرارة الوشاح، والتي ما زالت آثارها واضحة على تضاريس الكوكب.
التغيرات في الوشاح والقشرة الأرضية
تشير البيانات إلى وجود اختلافات حرارية واضحة بين الشمال والجنوب:
- الجنوب: وشاح أكثر سخونة وطاقة زلزالية تتبدد بسرعة.
- الشمال: وشاح أقل حرارة وأكثر استقرارًا.
هذه التغيرات تعكس ديناميكيات الصخور المنصهرة التي لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل تضاريس المريخ الفريدة.
العمليات الداخلية أم التأثيرات الخارجية؟
أحد الأسئلة الرئيسية التي حاولت الدراسة الإجابة عنها هو: هل الانقسام ناتج عن عمليات داخلية أم تأثيرات خارجية؟
- العمليات الداخلية: البيانات تدعم النظرية التي تشير إلى أن الصهارة والأنشطة التكتونية القديمة هي المسؤولة عن الانقسام.
- التأثيرات الخارجية: لا تزال الاصطدامات الكبيرة بالكويكبات نظرية محتملة، لكنها بحاجة إلى مزيد من الأدلة.
الدراسة تؤكد على الحاجة إلى بيانات زلزالية إضافية ونماذج متقدمة لتأكيد النظرية الأكثر دقة.
أهمية الاكتشاف ومستقبل الأبحاث
هذا الاكتشاف يعد خطوة كبيرة نحو فهم تطور الكواكب:
- يقدم رؤى جديدة حول تاريخ كوكب المريخ.
- يساعد في تفسير العمليات الجيولوجية التي قد تكون مشابهة لتلك التي حدثت على الأرض في مراحلها المبكرة.
مستقبل الأبحاث يتطلب أدوات متقدمة لجمع المزيد من البيانات، وربما إرسال بعثات جديدة لاستكشاف باطن الكوكب بشكل أعمق.
وختامًا، ناسا تحل لغز انقسام كوكب المريخ، وتؤكد أن النشاط التكتوني القديم لعب دورًا أساسيًا في تشكيل تضاريسه الفريدة. البيانات الزلزالية من مركبة InSight تقدم رؤى غير مسبوقة حول العمليات الداخلية للكوكب، مما يساعد العلماء على فهم تطوره. مع استمرار الأبحاث، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى تأثير الاصطدامات الخارجية، ما يجعل المريخ وجهة رئيسية لاستكشاف المزيد من أسرار الكون.