
ابتكار كلية تناسب جميع فصائل الدم للزراعة يمثل نقلة نوعية في عالم الطب الحديث وزراعة الأعضاء. فقد أعلن فريق من العلماء الأمريكيين عن نجاحهم في تطوير كلية يمكن زرعها لأي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه، مما قد ينهي واحدة من أعقد مشكلات الطب المرتبطة بندرة الأعضاء وصعوبة توافقها مع المرضى. يعتمد هذا الإنجاز على تحويل فصيلة دم الكلية المتبرع بها إلى الفصيلة العالمية (O)، التي تُعرف بأنها المتبرع العام. وتتم هذه العملية باستخدام إنزيمات خاصة تعمل على إزالة المستضدات التي تحدد فصيلة الدم من سطح خلايا الكلية، بحيث لا يتعرف الجهاز المناعي على العضو كجسم غريب. هذا الابتكار يفتح الباب أمام تقليل فترات الانتظار الطويلة التي تصل لسنوات لمرضى الكلى، ويمنح الأمل لآلاف الأشخاص حول العالم الذين يعيشون على قوائم الانتظار. كما يمثل بداية لمستقبل جديد قد يشمل تطبيق التقنية على أعضاء أخرى مثل القلب والكبد والرئتين.
كيف يعمل الابتكار الجديد؟
الابتكار يقوم على تحويل فصيلة دم الكلية من أي نوع إلى الفصيلة العالمية (O) عبر إزالة المستضدات المسؤولة عن تحديد الفصيلة. هذه المستضدات عادةً هي التي تدفع الجهاز المناعي لرفض الأعضاء غير المتوافقة. باستخدام إنزيمات خاصة، يتم فصل هذه العلامات من سطح خلايا الكلية، مما يجعلها قابلة للزرع في أي مريض دون الحاجة للتطابق في فصيلة الدم. التجربة الأولى جرت على كلية متبرع فصيلة دمه (A)، وتم تحويلها بنجاح إلى (O). عند زرعها في مريض ميت دماغيًا، عملت الكلية بشكل طبيعي ليومين، وهو ما اعتُبر خطوة تجريبية واعدة للغاية.

الصحة السعودية الحزام الناري كامن عند 90% من الأشخاص تعرف على طرق الوقاية

الدعامة والحركة د أحمد فايد

نصائح لصيام صحي في رمضان لمرضى اضطرابات التمثيل الغذائي
نتائج التجارب الأولية
في المرحلة الأولى من التجارب، عملت الكلية المزروعة بشكل طبيعي لمدة يومين دون أن يرفضها الجسم، وهو مؤشر إيجابي على نجاح التقنية. لكن في اليوم الثالث، لوحظ أن الجهاز المناعي بدأ بمهاجمة العضو نتيجة عودة بعض المستضدات للظهور تدريجيًا. رغم هذا التحدي، اعتبر العلماء النتائج واعدة لأنها تثبت إمكانية تحويل فصيلة الدم للأعضاء فعليًا. وأكدوا أن المرحلة المقبلة ستركز على جعل عملية التحويل أكثر ثباتًا واستقرارًا على المدى الطويل، بحيث لا تعود المستضدات مرة أخرى. هذه النتائج الأولية تعد بداية لمستقبل أكثر أمانًا وفعالية في زراعة الأعضاء عالميًا.
أهمية الابتكار للمرضى
أهمية هذا الاكتشاف تنعكس على ملايين المرضى حول العالم الذين يعانون من الفشل الكلوي ويحتاجون إلى زراعة كلية. في الولايات المتحدة وحدها، هناك أكثر من 90 ألف شخص على قوائم انتظار زراعة الكلى، وأكثر من نصفهم من أصحاب فصيلة الدم (O) الذين يواجهون فترات انتظار طويلة قد تمتد لسنوات. بتطوير كلية تناسب جميع الفصائل، ستنخفض مدة الانتظار بشكل كبير، مما ينقذ آلاف الأرواح سنويًا. كما سيقل اعتماد المرضى على العلاجات المكلفة مثل الأدوية المثبطة للمناعة أو فصل البلازما، مما يجعل عملية الزرع أكثر أمانًا وأقل تكلفة.
تطبيقات مستقبلية محتملة
التقنية الجديدة لا تقتصر على الكلى فقط، بل يطمح العلماء إلى تطبيقها مستقبلًا على أعضاء أخرى مثل القلب والكبد والرئتين. إذا تم تحقيق ذلك، ستحدث ثورة حقيقية في عالم زراعة الأعضاء، حيث يمكن لأي متبرع أن ينقذ حياة أي مريض دون قيود فصائل الدم. وقد بدأت بالفعل تجارب معملية على الرئتين، ما يفتح الباب أمام تطوير أعضاء “عالمية” متعددة. نجاح هذه التقنية سيؤدي إلى تقليل الضغط على بنوك الأعضاء والمستشفيات، ويسمح بزيادة معدلات الزرع عالميًا، ويمنح الأمل لملايين المرضى الذين يواجهون خطر الموت بسبب نقص الأعضاء المتاحة.
التحديات أمام العلماء
رغم أن الابتكار يمثل إنجازًا كبيرًا، إلا أن هناك تحديات يجب التغلب عليها قبل اعتماده بشكل رسمي في العمليات الطبية. التحدي الأكبر هو ضمان أن المستضدات لا تعود للظهور بعد فترة من الزرع، وهو ما قد يسبب رفض العضو. كما يحتاج العلماء إلى اختبار سلامة التقنية على المدى الطويل، والتأكد من أنها لا تترك آثارًا جانبية على صحة المريض. التكاليف والإجراءات المرتبطة بهذه العملية أيضًا تحتاج إلى تقييم، حتى تصبح متاحة في نطاق أوسع. ورغم ذلك، يرى الباحثون أن هذه العقبات قابلة للحل مع استمرار التطوير والدراسات المستقبلية.
الأسئلة الشائعة
ما هو الابتكار الجديد في زراعة الكلى؟
هو تحويل فصيلة دم الكلية المتبرع بها إلى الفصيلة العالمية (O) لتناسب أي مريض.
كيف تتم عملية التحويل؟
باستخدام إنزيمات خاصة تزيل المستضدات المميزة لفصائل الدم من سطح خلايا الكلية.
ما نتائج التجارب الأولية؟
عملت الكلية بشكل طبيعي لمدة يومين قبل أن يبدأ الجسم في مهاجمتها تدريجيًا.
ما أهمية الابتكار للمرضى؟
يقلل فترات الانتظار الطويلة ويزيد فرص الحصول على كلية مناسبة لأي مريض.
هل يمكن تطبيق التقنية على أعضاء أخرى؟
نعم، ويأمل العلماء في تطبيقها مستقبلًا على القلب والكبد والرئتين.