تشهد الكرة الذهبية الأفريقية هذا العام منافسة قوية بين اثنين من أبرز نجوم القارة السمراء، وهما محمد صلاح، قائد منتخب مصر ونجم ليفربول الإنجليزي، وأشرف حكيمي، الظهير الطائر لمنتخب المغرب ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي. يتسابق النجمان على نيل الجائزة الأهم التي يمنحها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) لأفضل لاعب في القارة، بعد موسم استثنائي لكليهما على الصعيدين المحلي والدولي. قاد محمد صلاح فريقه لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بينما حصد حكيمي ثلاثية تاريخية مع باريس سان جيرمان. وتزداد الإثارة بعد تميز كل منهما في البطولات القارية والدولية، مما يجعل قرار اختيار الأفضل محط أنظار المتابعين والمحللين. فهل يحتفظ صلاح بتفوقه السابق على مستوى الجوائز الفردية، أم يتمكن حكيمي من إعادة الجائزة للمغرب بعد غياب دام عقودًا؟ دعونا نستعرض أبرز الأرقام والإنجازات التي قد تحسم هذا الصراع المشتعل على الكرة الذهبية الأفريقية.
محمد صلاح يتوهج في الدوري الإنجليزي
قدم محمد صلاح موسمًا مذهلًا مع ليفربول قاده إلى التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه، معادلًا رقم مانشستر يونايتد. تألقه اللافت ساهم في ترجيح كفة فريقه في العديد من المباريات الحاسمة، حيث سجل 29 هدفًا ليتوج بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في البريميرليج للمرة الرابعة في مسيرته، معادلًا رقم تيري هنري أسطورة أرسنال.
صلاح لم يكتفِ بالتسجيل فقط، بل كان من أكثر اللاعبين صناعة للأهداف أيضًا، حيث قدم 18 تمريرة حاسمة. هذه الأرقام تضعه ضمن نخبة لاعبي العالم هذا الموسم وتمنحه أفضلية قوية في سباق الكرة الذهبية الأفريقية.
توّج الأهلي ببطولة كأس مصر بعد فوزه على الزمالك بثنائية نظيفة
منتخب شباب الطائرة يواجه الجزائر في بطولة أفريقيا
منتخب مصر يعلن قائمة لمباراتي بوركينا فاسو وغينيا بيساو
إنجازات فردية غير مسبوقة لصلاح
إلى جانب تتويجه بالحذاء الذهبي، حصد محمد صلاح العديد من الجوائز الفردية هذا الموسم، أبرزها أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين ورابطة النقاد الرياضيين. كذلك ساهمت مساهماته التهديفية في كل البطولات (57 هدفًا بين تسجيل وصناعة في 52 مباراة) في تثبيت مكانته كأحد أبرز نجوم الكرة العالمية.
صلاح أصبح ثاني لاعب فقط في تاريخ البريميرليج يتوج بالحذاء الذهبي أربع مرات بعد هنري، وحقق ذلك في أعوام 2018، 2019، 2022، و2025، ما يضعه في مصاف أساطير الكرة الأوروبية ويعزز حظوظه في التتويج مجددًا بلقب أفضل لاعب أفريقي.
بصمة دولية مؤثرة لمحمد صلاح
على الصعيد الدولي، لم يتوقف تألق محمد صلاح عند حدود الأندية، بل واصل قيادته الناجحة لمنتخب مصر. قاد الفراعنة إلى التأهل لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة المقرر إقامتها في المغرب، كما يضع المنتخب على الطريق الصحيح نحو التأهل لمونديال 2026 في الولايات المتحدة.
خبرة صلاح الدولية وقدرته على حمل منتخب بلاده في اللحظات الصعبة تضيف إلى رصيده الكثير، خاصة عند مقارنة تأثيره بنظرائه من القارة. ولا شك أن نجاحاته مع منتخب بلاده تضعه في مكانة متقدمة ضمن المرشحين للكرة الذهبية الأفريقية.
أشرف حكيمي وثلاثية تاريخية مع باريس
على الجانب الآخر، خطف أشرف حكيمي الأضواء بعد أن ساهم بقوة في تتويج باريس سان جيرمان بثلاثة ألقاب محلية وأوروبية لأول مرة في تاريخه. فاز الفريق بالدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، ودوري أبطال أوروبا، وكان لحكيمي دور كبير في صناعة هذه الإنجازات بفضل سرعته، وتوغلاته الهجومية، وصلابته الدفاعية.
ساهم حكيمي في أكثر من 15 هدفًا ما بين صناعة وتسجيل خلال الموسم، إلى جانب تفوقه التكتيكي الذي جعله أحد أعمدة الفريق الأساسية. هذا التألق الجماعي يمنحه وزنًا كبيرًا في سباق الكرة الذهبية، خاصة وأنه كان دائمًا حاضرًا في اللحظات الحاسمة لفريقه.
إنجازات حكيمي مع المغرب
لم تقتصر إنجازات أشرف حكيمي على المستوى المحلي فقط، بل برز أيضًا مع منتخب المغرب، حيث واصل تقديم عروض قوية قادت “أسود الأطلس” للحفاظ على مستواهم العالمي بعد إنجاز كأس العالم 2022. قاد الفريق للتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية المقبلة ويسعى حاليًا لقيادة بلاده إلى مونديال 2026.
ويأمل حكيمي في استعادة الجائزة القارية التي غابت عن المغرب منذ عام 1998 حينما توج بها مصطفى حجي، وهو ما يُعد حافزًا كبيرًا له وللجماهير المغربية. سبق لحكيمي أن حل وصيفًا في الجائزتين السابقتين، مما يجعله مرشحًا قويًا هذا العام.
المقارنة بين صلاح وحكيمي.. من الأجدر بالجائزة؟
عند النظر إلى الأرقام والبطولات، يبدو أن كفة صلاح ترجح من حيث الجوائز الفردية والمساهمات التهديفية، خاصة في أحد أقوى الدوريات في العالم. في المقابل، يُحسب لحكيمي فوزه بثلاث بطولات كبرى مع ناديه وتأثيره الكبير مع منتخب المغرب.
الجمهور والنقاد منقسمون حول الأحق بالجائزة. فبينما يرى البعض أن الأرقام الفردية تحسم الجائزة لصلاح، يرى آخرون أن تتويج حكيمي بدوري الأبطال يمنحه أفضلية.
يبقى القرار النهائي في يد الاتحاد الأفريقي، لكن المؤكد أن صلاح وحكيمي أهديا الجماهير العربية والإفريقية موسمًا استثنائيًا لن يُنسى، وجعلا من الكرة الذهبية الأفريقية هذا العام أكثر إثارة من أي وقت مضى.
وختامًا،يبقى صراع الكرة الذهبية الأفريقية هذا العام محتدمًا بين نجمين عربيين من طراز عالمي. فكل من محمد صلاح وأشرف حكيمي قدما موسمًا استثنائيًا يستحقان عليه الإشادة. ومع اقتراب الإعلان عن الفائز بالجائزة، تتجه الأنظار إلى “كاف” لمعرفة من سيحسم هذا السباق المثير.
وينصح المتابعون بضرورة التركيز على الإنجازات الشاملة، وليس فقط الأرقام أو الألقاب، لضمان عدالة الاختيار، خصوصًا أن كل من النجمين كان مصدر فخر للقارة الأفريقية.