أثبتت دراسة حديثة أن ممارسة تمرين رياضي معين يمكن أن تساهم في إبطاء نمو الخلايا السرطانية، حتى بعد جلسة واحدة فقط. وأوضح الباحثون أن هذا التأثير يعود إلى إفراز بروتينات خاصة تُسمى “الميوكينات”، والتي تنتجها العضلات أثناء النشاط البدني. هذه البروتينات تساعد على تقليل الالتهابات في الجسم، وتحسين التواصل بين العضلات وباقي الأعضاء، الأمر الذي يحد من البيئة المساعدة على نمو الأورام. الدراسة، التي أجريت في أستراليا على مجموعة من الناجيات من سرطان الثدي، أظهرت أن ممارسة تمارين المقاومة أو التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) لمدة 45 دقيقة فقط يمكن أن يزيد من مستويات هذه البروتينات بنسبة تصل إلى 47%. هذه النتائج تسلط الضوء على دور التمارين الرياضية كوسيلة غير دوائية تساهم في تحسين فرص البقاء وتقليل مخاطر عودة المرض، مما يعزز أهمية دمج النشاط البدني في روتين المرضى والمتعافين.
كيف يبطئ التمرين نمو الخلايا السرطانية؟
الدراسة أوضحت أن تمرين رياضي مثل المقاومة أو التدريب عالي الكثافة يؤدي إلى إفراز الميوكينات، وهي بروتينات تساعد في تنظيم الأيض والحد من الالتهابات. الالتهاب المزمن يُعتبر من العوامل الأساسية التي تزيد من احتمالية نمو الخلايا السرطانية. عندما تزداد مستويات الميوكينات بعد التمرين، فإنها تعمل على تثبيط البروتينات الالتهابية الضارة التي تُعرف بالسيتوكينات، مما يخلق بيئة أقل ملاءمة لتطور الأورام. هذا التأثير لوحظ حتى بعد جلسة واحدة فقط، ما يعني أن النشاط البدني يمكن أن يكون له دور فوري وملموس في تقليل المخاطر المرتبطة بالسرطان.
أفضل تمارين للجيم في رمضان: احافظ على نشاطك
خلطات لتطويل الشعر وتنعيمه.. خلطات لإطالة الشعر
سرّ نضارة البشرة و إشراقتها في هذا الفيتامين
دور تمارين المقاومة في الحماية
أظهرت الدراسة أن تمارين المقاومة، مثل رفع الأثقال أو التمارين التي تستهدف مجموعات العضلات الرئيسية، تساعد على رفع مستويات بعض الميوكينات مثل “الديكورين” و”IL-6″. هذه البروتينات تلعب دورًا مهمًا في التحكم بنمو الأنسجة وتنظيم الالتهابات. إضافة إلى ذلك، تعزز تمارين المقاومة قوة العضلات وصحة العظام، مما يساهم في تحسين نوعية حياة المرضى والمتعافين من السرطان. كما أن التمارين المنتظمة قد تساعد على تقليل التعب الناتج عن العلاجات وتحسين التوازن النفسي والجسدي. لذلك، يُوصى المرضى بممارسة المقاومة كجزء أساسي من برنامجهم الصحي.
فوائد التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT)
التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) يُعد من أبرز أنماط التمرين الرياضي التي أثبتت فعاليتها في الدراسة. يقوم هذا النوع من التمارين على أداء دفعات قصيرة ومكثفة من النشاط مثل الجري أو ركوب الدراجة، يتبعها فترات راحة قصيرة. النتائج أظهرت أن HIIT يرفع مستويات بروتين IL-6 بنسبة 47% مباشرة بعد التمرين، وهو بروتين يعزز وظائف المناعة ويحد من الالتهابات. كما يساعد HIIT على تحسين اللياقة القلبية والتنفسية وحرق الدهون بكفاءة أكبر. لذلك، يعتبر خيارًا ممتازًا ليس فقط لتعزيز الصحة العامة ولكن أيضًا للحد من نمو الخلايا السرطانية.
الفرق بين التمارين الهوائية والمقاومة
ركز الباحثون في الدراسة على مقارنة تأثير تمرين رياضي هوائي مثل HIIT وتمارين المقاومة. تمارين المقاومة تساعد على تقوية العضلات وتحسين الأيض، بينما التمارين الهوائية مثل الجري أو ركوب الدراجة تعزز من كفاءة القلب والرئتين. كلا النوعين أثبتا فعالية في زيادة إفراز الميوكينات التي تبطئ نمو السرطان، لكن الفوائد تختلف من حيث التأثيرات الجسدية والفسيولوجية. الجمع بين النوعين قد يكون الخيار الأمثل لتحقيق توازن صحي شامل، حيث يجمع بين قوة العضلات ولياقة القلب، مع تعزيز الحماية من الالتهابات التي تساهم في تكوين الأورام.
ما الذي تعنيه النتائج للمرضى والمتعافين؟
نتائج الدراسة تؤكد أن التمرين الرياضي ليس مجرد وسيلة للحفاظ على اللياقة، بل أداة علاجية مساعدة يمكن أن تحسن فرص البقاء على قيد الحياة لدى مرضى السرطان. حتى جلسة واحدة مدتها 45 دقيقة أثبتت قدرتها على رفع مستويات الميوكينات وتقليل الالتهابات، مما يشير إلى أن الفوائد لا تتطلب شهورًا من التدريب. بالنسبة للمرضى والمتعافين، يمكن أن يساعد إدراج برنامج بسيط من تمارين المقاومة أو HIIT في تحسين الصحة الجسدية والنفسية. ومع ذلك، يوصى دائمًا باستشارة الأطباء لتحديد شدة ونوع التمارين المناسبة لكل حالة فردية.
الأسئلة الشائعة
ما هو أفضل تمرين رياضي للوقاية من السرطان؟
كلا من تمارين المقاومة وHIIT أظهرا نتائج إيجابية في تقليل نمو الخلايا السرطانية.
هل تكفي جلسة واحدة للحصول على الفائدة؟
الدراسة أثبتت أن جلسة واحدة مدتها 45 دقيقة قد ترفع مستويات الميوكينات، لكن الفوائد المستمرة تتطلب ممارسة منتظمة.
هل التمارين الرياضية بديل عن العلاج الطبي؟
لا، التمارين ليست بديلًا للعلاج، لكنها مكمل مهم يساعد على تحسين النتائج الصحية.
هل يمكن لمرضى السرطان ممارسة HIIT بأمان؟
نعم، لكن يجب أن يتم تحت إشراف طبي لتحديد شدة التمرين المناسبة.
ما هي الميوكينات؟
هي بروتينات تفرزها العضلات أثناء التمرين، تساعد على تقليل الالتهابات وتثبيط نمو الخلايا السرطانية.
