الاهتمام الصادق يصنع الفرق الأطفال هم زينة الحياة وبهجتها، لكن وسط انشغال الحياة وضغوطها، قد يمرّ بعض الآباء والأمهات بلحظات من الغفلة دون قصد، فيشعر الطفل أنه أصبح مهمَلًا أو أقل حبًا من غيره.ورغم أن هذا الإحساس قد يبدو بسيطًا، إلا أنه قد يترك في نفس الطفل أثرًا كبيرًا، خصوصًا في السنوات الأولى من عمره، حيث تتكوّن مشاعره وثقته بنفسه وبالآخرين.ولعلّ الأخطر من ذلك هو الغيرة بين الإخوة، حين يشعر أحدهم بأن الآخر يحظى باهتمام أكبر، فتبدأ المنافسة الصامتة التي تحتاج إلى رعاية ووعي كبير من الوالدين.
أولاً: معنى الإهمال في نظر الطفل
الإهمال لا يعني فقط عدم تلبية الاحتياجات المادية أو ترك الطفل دون طعام أو ملابس، بل يشمل أيضًا الإهمال العاطفي والنفسي.حين لا يجد الطفل من يصغي له، أو من يبتسم له، أو من يشاركه لحظاته الصغيرة، يشعر في داخله أنه غير مهم.حتى لو كنا نحبه بصدق، فإن عدم التعبير عن الحب يترك أثرًا مثل البُعد تمامًا.كلمة “أحبك”، أو نظرة دافئة، أو حضن قبل النوم، كلها تفاصيل صغيرة لكنها تصنع عالمًا من الأمان داخل الطفل.
المصري مصطفي محمد يتلقي أغرب بطاقة حمراء في تاريخ اللاعبين العرب علي الملاعب الاوروبية
طفل حديث الولادة يثير رعب الجميع
التحديات الخطرة: ظاهرة مقلقة تهدد سلامة الشباب….شاهد بالفيديو
ثانيًا: الغيرة بين الإخوة… شعور طبيعي يحتاج إلى توجيه
عندما يأتي طفل جديد إلى العائلة، يبدأ الطفل الأكبر في ملاحظة التغير في الاهتمام، فيسأل نفسه:“هل ما زالوا يحبونني كما قبل؟”هذا السؤال الصغير هو بداية الغيرة.وهي ليست شيئًا سيئًا بحد ذاتها، لكنها إشارة إلى أن الطفل يحتاج تطمينًا واحتواءً.
على الأهل في هذه المرحلة أن:
- يجعلوا الطفل الأكبر يشارك في العناية بأخيه الصغير، حتى يشعر أنه جزء من الحب لا خارجه.
- يخصصوا له وقتًا خاصًا ولو قصيرًا يوميًا.
- يمدحوه أمام الآخرين ليتأكد أن مكانته لم تتغير.
ثالثًا: أهمية الاهتمام العاطفي في السنوات الأولى
الاهتمام الصادق يصنع الفرق السنوات الأولى من حياة الطفل تشكّل الأساس الذي تُبنى عليه شخصيته المستقبلية.فإذا نشأ في جو مليء بالحب والاهتمام، سيكبر واثقًا بنفسه، قادرًا على الحب والعطاء.أما إذا عاش في بيئة يغيب فيها التواصل والاهتمام، فقد يشعر بالوحدة أو الرفض، حتى وسط عائلته.ولذلك، لا بد من أن يكون الدفء العائلي جزءًا يوميًا من حياة الطفل، بالكلمة، أو العناق، أو اللعب المشترك.
رابعًا: التواصل هو السرّ
أحيانًا لا يحتاج الطفل إلى نصيحة أو هدية، بل فقط إلى الإنصات.اسأليه عن يومه في المدرسة، عن أصدقائه، عن شعوره، حتى لو كانت إجاباته بسيطة أو عفوية.كل هذه اللحظات تُخبره أنه مهم بالنسبة لك، وأنك تهتم بما يدور في عالمه الصغير.كما أن الحوار المستمر مع الأطفال يُساعد على تكوين علاقة قوية من الثقة تمنع الغيرة والمشاكل بين الإخوة مستقبلاً.
خامسًا: المساواة بين الإخوة في المعاملة
من أهم أسباب الغيرة والإهمال الشعوري هو التفرقة بين الإخوة، سواء في الكلمات أو الأفعال.لا تقارن طفلًا بآخر، فلكل واحد منهم طريقته ومواهبه وظروفه.العدل في التعامل لا يعني المساواة المطلقة، بل يعني أن يشعر كل طفل أنه محبوب كما هو، دون شروط أو مقارنات.
سادسًا: كيف نزرع في الطفل الإحساس بالأمان؟
- الحب غير المشروط: لا تربطي حبك بتصرفاته، بل اجعلي الحب قاعدة ثابتة.
- التشجيع المستمر: امدحي جهوده لا نتائجه فقط.
- الاحتضان واللمسة: لغة الجسد أحيانًا أبلغ من الكلام.
- الاهتمام بتفاصيله: مثل رسمه الصغير أو قصة يريد أن يحكيها، هذه الأمور تبني الجسر بين قلبك وقلبه.
سابعًا: الآباء أيضًا بشر
الاهتمام الصادق يصنع الفرق من الطبيعي أن يشعر الأهل بالإرهاق أو الانشغال أحيانًا، ولكن المهم هو ألا يستمر الإهمال دون وعي.يمكنك تخصيص دقائق يومية فقط للحديث أو اللعب مع أطفالك، فهي بالنسبة لهم أثمن من ساعات كثيرة يقضونها وحدهم.وتذكّري دائمًا أن رعاية الطفل لا تحتاج إلى الكمال، بل إلى قلب صادق حاضر في اللحظة.
الخاتمة:
الأطفال لا يطلبون الكثير، فقط أن نراهم ونسمعهم ونحبّهم بصدق.فكل كلمة طيبة نقولها لهم اليوم، ستنبت غدًا في قلوبهم ثقة وسعادة لا تقدر بثمن.ولأن الغيرة والإهمال في الصغر قد تتحول إلى جروح في الكبر، فلنحرص أن نروي قلوبهم بالحب قبل أن نملأ أيديهم بالهدايا.فأجمل ما نمنحه لأبنائنا هو الاهتمام الحقيقي، لأنه أساس الطفولة السعيدة والبيت الهادئ.
لمشاهدة الفيديو اضغط على الزر
▶︎
مشاهدة الفيديو
سيتم تحويلك تلقائيًا بعد العدّاد