تصرف غير مقبول من أم تجاه طفلها يثير تعاطف المتابعين ويدعو لمراجعة أساليب التربية


تصرف غير مقبول من أم، في مقطع انتشر مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت إحدى الأمهات وهي تتعامل مع طفلها بطريقة غير ملائمة أثناء محاولتها تأديبه، الأمر الذي دفع كثيرين للتحدث عن أهمية الرفق في تربية الأبناء. وقد دعا رواد مواقع التواصل إلى التركيز على الأساليب التربوية الإيجابية التي تقوم على الفهم والاحتواء، مؤكدين أن الحب والصبر هما الأساس في بناء علاقة قوية وسليمة بين الأم وطفلها.

أسس تربية الأبناء الصغار بطريقة صحيحة

تربية الأبناء من المهام التي تحتاج إلى صبر وحكمة وفهم احتياجات الطفل النفسية والسلوكية. في مرحلة الطفولة هي الأساس الذي تُبنى عليه شخصية الإنسان، وكل تصرف أو كلمة من الأهل تترك أثرًا طويل المدى في سلوك الطفل وطريقته في التفكير والتعامل مع الآخرين.

قد يعجبك ايضا

أولًا: الحب والاحتواء هما البداية

تصرف غير مقبول من أم تصرف غير مقبول من أم

الطفل يحتاج إلى الشعور بالحب والأمان أكثر من أي شيء آخر. فعندما يشعر الطفل أن والديه يحبونه دون شروط، ينشأ بثقة في نفسه وقدرة على التعبير عن مشاعره بطريقة صحيحة.

ويُنصح دائمًا بأن يعبّر الوالدان عن حبهم بالكلمات والأفعال، مثل العناق، أو كلمات التشجيع، أو قضاء وقت ممتع مع الطفل، فهذه الأمور تبني رابطًا قويًا بين الطفل ووالديه.

ثانيًا: الحوار بديل للعقاب

تصرف غير مقبول من أم بدلًا من استخدام العقاب القاسي أو الصراخ، يمكن للآباء اتباع أسلوب الحوار الهادئ لفهم سبب تصرف الطفل الخاطئ.

فالطفل في كثير من الأحيان لا يتعمد الخطأ، بل يختبر حدود المسموح أو يعبر عن ضيقه بطريقة غير صحيحة.

من المهم أن يشرح الأهل للطفل بهدوء سبب رفضهم لسلوك معين، مع تقديم بدائل إيجابية، لأن التوجيه الإيجابي يرسخ القيم في عقل الطفل دون أن يسبب له خوفًا أو توترًا.

ثالثًا: القدوة الحسنة أهم من الكلام

الأطفال يتعلمون أكثر مما يشاهدونه لا مما يسمعونه.

فعندما يرى الطفل والديه يتعاملان مع بعضهما بلطف واحترام، فإنه يتبنى هذا السلوك تلقائيًا.

لذلك، يجب أن يكون الوالدان قدوة في الصبر، والتعاون، واحترام الآخرين، لأن السلوك الإيجابي ينتقل إلى الطفل بالملاحظة والتقليد.

رابعًا: الثناء والتشجيع المستمر

تصرف غير مقبول من أم الكلمة الطيبة تصنع فارقًا كبيرًا في نفس الطفل.

فعندما ينجح في أمر ما، حتى لو بسيط، يجب على الأهل أن يثنوا عليه ويشجعوه، لأن التشجيع يمنحه الدافع لتكرار السلوك الجيد.

كما أن تجاهل السلوك الإيجابي يجعل الطفل يشعر بعدم التقدير، فيفقد الحماس لتطوير نفسه.

خامسًا: الحزم الهادئ دون قسوة

الحب لا يعني التهاون في التربية.

فالطفل يحتاج أيضًا إلى معرفة الحدود التي يجب عليه احترامها.

لكن الفرق بين الحزم والقسوة هو أن الحزم يعتمد على الوضوح والاتساق في القواعد، بينما القسوة تعتمد على الخوف والعقاب.

لذلك من الأفضل وضع قواعد بسيطة وواضحة داخل البيت، مع شرحها للطفل بطريقة يفهمها، والالتزام بتطبيقها بهدوء وعدل.

سادسًا: فهم احتياجات الطفل النفسية

لكل طفل طبيعته الخاصة، وبعضهم يعبر عن مشاعره بالبكاء أو الحركة الزائدة أو العناد، وهي أمور تحتاج من الأهل تفهمًا لا غضبًا.

الاستماع الجيد للطفل يساعد على تهدئته، ويمنحه شعورًا بالأمان، مما يقلل من سلوكه السلبي مع الوقت.

سابعًا: أهمية الوقت المشترك

قضاء وقت ممتع مع الأطفال هو أحد أنجح أساليب التربية.

يمكن أن يكون ذلك من خلال اللعب، أو قراءة قصة، أو نزهة قصيرة، فهذه اللحظات تترك أثرًا كبيرًا في نفس الطفل وتقوي العلاقة بينه وبين والديه.

التربية ليست مجرد أوامر ونواهٍ، بل هي رحلة مليئة بالحب، والتفاهم، والاحترام المتبادل.

فالطفل الذي ينشأ في بيئة يسودها الدفء العاطفي والحوار الهادئ، يصبح شخصًا متوازنًا نفسيًا واجتماعيًا، قادرًا على التفاعل الإيجابي مع المجتمع، ويكبر وهو يعتز بوالديه ويقدّر قيمتهم في حياته.

ثامنًا: تربية قائمة على الاحترام المتبادل

احترام الطفل لا يعني تدليله أو تركه يفعل ما يشاء، بل يعني الاعتراف بكونه إنسانًا له مشاعر وكرامة.

عندما يحترم الوالدان أبناءهم في طريقة الحديث والنقاش، يتعلم الأطفال احترام الآخرين بدورهم.

كلمة لطيفة، أو نظرة تقدير، أو السماح للطفل بالتعبير عن رأيه — كلها أمور صغيرة تصنع فرقًا كبيرًا في بناء شخصية قوية وواثقة.

تاسعًا: التعامل الصحيح مع أخطاء الأطفال

الأطفال بطبيعتهم يخطئون ويتعلمون من أخطائهم، لذا من المهم أن تكون طريقة التعامل معهم بنّاءة لا جارحة.

بدلًا من التركيز على الخطأ نفسه، يمكن التركيز على كيفية تصحيحه.

فعلى سبيل المثال، إذا كسر الطفل شيئًا أو أخطأ في تصرف، يمكن للأب أو الأم أن يشرح له بهدوء نتيجة ما حدث، ويطلب منه المساعدة في إصلاحه أو تنظيفه، حتى يتعلم المسؤولية دون شعور بالخوف أو الإهانة.

عاشرًا: التوازن بين الحرية والرقابة

من المهم أن يمنح الوالدان أبناءهم مساحة من الحرية في حدود آمنة.

فالحرية تُنمّي في الطفل روح المبادرة والثقة بالنفس، بينما الرقابة المعتدلة تحميه من الأخطاء الخطيرة.

التوازن بين الاثنين هو مفتاح التربية السليمة، في الإفراط في المراقبة يخلق طفلًا مترددًا، أما الإهمال في خلق طفلًا متمردًا.

حادي عشر: دور التشجيع في بناء الثقة بالنفس

الثقة بالنفس لا تأتي من فراغ، بل تُبنى من خلال الدعم الإيجابي من الأهل.

حين يشعر الطفل أن والديه يثقون بقدراته، يكتسب هو أيضًا هذه الثقة.

يمكن للآباء أن يشجعوا أبناءهم على المحاولة، حتى لو لم ينجحوا من المرة الأولى، فالمحاولة أهم من النتيجة.

ثاني عشر: التربية بالقدوة داخل الأسرة

الأسرة هي المدرسة الأولى للطفل، وكل ما يراه فيها يُشكل سلوكه لاحقًا.

عندما يرى الطفل والده يفي بوعوده، وأمه تتحدث بلطف مع الآخرين، يتعلم هو تلقائيًا هذه القيم.

لذلك، من المهم أن يعيش الوالدان القيم التي يريدان غرسها في أبنائهما، لأن الأطفال لا يحتاجون إلى أوامر بقدر ما يحتاجون إلى أمثلة حقيقية أمامهم.

ثالث عشر: أهمية الثبات في التعامل

من أكثر الأخطاء التربوية شيوعًا أن يتعامل الوالدان مع الموقف نفسه بطرق متناقضة.

الثبات في القواعد والسلوك يجعل الطفل يشعر بالأمان ويفهم ما هو مقبول وما هو مرفوض.

أما التناقض — مثل أن يُسمح له اليوم بشيء ويُمنع منه غدًا بلا تفسير — فيربكه ويجعله يشعر بعدم الاستقرار.

رابع عشر: أهمية دعم الأب والأم لبعضهما

تربية الأبناء مسؤولية مشتركة، ولا ينبغي أن يتحملها طرف واحد فقط.

عندما يرى الطفل والديه متعاونين ومتفاهمين في قراراتهم، يشعر بالطمأنينة ويكتسب صورة إيجابية عن الأسرة.

أما الخلافات أو التناقض في المواقف أمام الطفل، فتؤدي إلى ضعف الانضباط وتشتت في الفهم.

خامس عشر: بناء علاقة قائمة على الثقة

الثقة بين الأهل والأبناء تُسهل التربية وتجعل التواصل أكثر سلاسة.

عندما يثق الطفل أن والديه سيسمع منه دون توبيخ، يشاركهما مشاكله ومخاوفه.

هذه الثقة تُبنى بمرور الوقت من خلال الصدق، والاحترام، والابتعاد عن التهديد أو التخويف المستمر.

لمشاهدة الفيديو اضغط على الزر


▶︎
مشاهدة الفيديو

سيتم تحويلك تلقائيًا بعد العدّاد

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
شيماء شعبان
شيماء شعبان