قصة أم حبست ابنها 23 عامًا… السر وراء معاناة مؤلمة هزّت القلوب 

قصة أم حبست ابنها 23 عامًا… السر وراء معاناة مؤلمة هزّت القلوب 

قصة أم حبست ابنها 23 عامًا، في زوايا الحياة تختبئ قصص لا تشبه غيرها، قصص لا تُروى عن قسوةٍ أو ظلم، بل عن حبٍّ مؤلم وخوفٍ عميق. في إحدى المدن، عاشت أمٌّ لسنوات طويلة تحمل سرًا لا يعلمه أحد… سرًّا جمع بين الرحمة والعذاب.

ابنها الوحيد، المصاب بمرض التوحد، لم يكن مثل باقي الأطفال، وكان مرضه يجعله يتعامل بعنف دون قصد. ومع مرور الوقت، وجدت الأم نفسها أمام قرارٍ قاسٍ، فاختارت أن تحبس ابنها داخل بيتها، لا لتؤذيه، بل لتحميه من العالم ومن نفسه.

قد يعجبك ايضا

لم تكن تدري أن خوفها هذا سيجعلها تُعرف يومًا كـ “أم حبست ابنها”، بينما الحقيقة أنها كانت أمًّا تحبس دموعها كل ليلة وتعيش على الأمل

خلف الأبواب المغلقة… حكاية أم حبست ابنها 23 عامًا خوفًا عليه وليس منه

في ركنٍ صغير من أحد الأحياء الهادئة، كانت تعيش أمٌّ وحيدة مع ابنها الذي وُلد مختلفًا عن غيره من الأطفال. منذ سنواته الأولى، لاحظت أنه لا يتفاعل مثل أقرانه، لا ينظر في العيون، ولا يتكلم كثيرًا، وكان أحيانًا يثور بطريقة لا يستطيع أحد السيطرة عليها. بعد زياراتٍ كثيرة للأطباء، تبيّن أن الطفل مصاب باضطراب التوحد، وهو حالة تجعل المصاب يتعامل مع العالم بطريقة مختلفة تمامًا.

مرت السنوات، وكبر الصغير، لكن مرضه لم يتحسن، بل أصبح أكثر حدّة. كان يدخل في نوبات غضب، يضرب الأشياء من حوله، وأحيانًا يؤذي نفسه دون وعي. حاولت الأم بكل الطرق أن تعالجه، لكن ضعف الإمكانيات وقسوة الظروف جعلتها تعيش صراعًا بين الخوف والحب.

قصة أم حبست ابنها 23 عامًا

قرار صعب… من أمٍ منهكة

لم يكن قرارها سهلاً، لكنها خافت أن يؤذي نفسه أو أحدًا من الجيران، فقررت أن تُبقيه داخل البيت، تُطعمه وتعتني به بنفسها، وتمنعه من الخروج. مرّت الأيام، ثم الشهور، ثم السنوات… حتى أصبحت ثلاثًا وعشرين سنة من العزلة والخوف.

لم تكن تلك السنوات قسوة كما ظنّ البعض، بل كانت رحلة أمٍ تقاوم العالم وحدها، تعيش على أمل أن يُشفى ابنها يومًا ما، وأن يعود لحياته الطبيعية.

كانت تبكي كل مساء، وهي تراه وحيدًا في غرفته، وتحدثه رغم صمته، وتخاف عليه من نفسه أكثر مما تخاف منه.

عندما كُشف السر

مع مرور الوقت، بدأت الجيران تلاحظ أن أحدًا لا يرى الابن منذ سنوات طويلة. وبعد تدخل السلطات، تم اكتشاف القصة الكاملة. كانت المفاجأة أن الأم لم تُسيء إليه، بل كانت تحاول حمايته بطريقتها البسيطة من عالم لم يفهم حالته.

وحين سُئلت عن سبب ما فعلت، قالت وهي تبكي:

“ما كنت حابسة ابني… كنت حاضناه من خوف الدنيا عليه.”

كلماتها لامست قلوب الملايين الذين تعاطفوا معها، واعتبروا أن قصتها تذكير مؤلم بضرورة تفهم أسر ذوي الاضطرابات النفسية والعصبية، وتقديم الدعم لهم بدلًا من الحكم عليهم.

رسالة إنسانية

قصة هذه الأم ليست مجرد مأساة، بل جرس إنذارٍ لنا جميعًا؛ أن نفهم ما يمر به ذوو الاحتياجات الخاصة، وأن نمدّ يد المساعدة بدلًا من أن نترك الأمهات وحيدات في مواجهة الألم.

الرحمة لا تكون دائمًا في العطف الظاهر… أحيانًا تكون في خوف أمٍّ على ابنها المختلف، الذي أحبّته أكثر مما يحتمل القلب.

بين الخوف والحب

كانت الأم تستيقظ كل صباح وهي تُفكر في طريقةٍ جديدة تُهدّئ بها نوبات ابنها، تُعدّ له طعامه المفضل، وتحدثه رغم صمته الطويل. كانت تتمنى لو تسمع منه كلمة “أمي” كما تفعل بقية الأمهات، لكنها لم تفقد الأمل.

في كل مرة كان يثور فيها، كانت تمسك بيده وتقول له:

“اهدأ يا حبيبي… أنا معك، مش ضدك.”

لكن المجتمع لم يرحمها، والجيران لم يفهموا حالتها، فظنّوا أنها قاسية أو مجنونة، بينما كانت أرحم إنسانة على وجه الأرض.

سنوات من الصبر

تراكم الغبار على النوافذ، وتبدّل الزمان، لكن الأم بقيت في مكانها… تُطعم ابنها، وتغسل ملابسه، وتحدثه كأنه ما زال صغيرًا.

لم تكن تملك المال للعلاج أو الدعم النفسي، فكانت تواجه وحدها مرضًا لا يُرى، وحزنًا لا يُقال.

أحيانًا كانت تجلس قرب الباب، تُراقب ضوء النهار يدخل الغرفة، وتهمس لنفسها:

“يمكن ربنا يشفيه يوم… يمكن ربنا يسمع دعائي.”

حين يجهل الناس الحقيقة

حين كُشف أمرها بعد 23 عامًا، لم يكن المشهد كما تخيله الناس.

لم تكن هناك قسوة أو تعذيب، بل بيت بسيط وأم أنهكها الخوف والحب.

السلطات التي تدخلت وجدت ابنها ضعيف البنية لكنه آمن وسليم، بينما كانت الأم تبكي وتقول:

“ما كنت حابسه… كنت خايفه عليه من الناس، ومن نفسه.”

كلماتها كانت كافية لتُذيب القلوب، وتكشف كم هو صعب أن تكون أمًا لطفلٍ مختلف في عالمٍ لا يرحم الاختلاف.

رسالة من قلب أم

هذه القصة ليست عن الحبس، بل عن الأمومة في أقسى صورها.

هي نداء لكل أسرة لديها طفل يعاني من اضطراب التوحد أو أي حالة خاصة:

لا تُخفوه عن العالم، ولا تخافوا من نظرات الناس.

اطلبوا المساعدة، فهناك من يستطيع أن يمدّ يد العون.

التوحد ليس نهاية الطريق… بل بداية طريقٍ مختلف يحتاج فقط إلى الصبر والوعي والدعم.

ما فعلته تلك الأم كان خطأً من حيث الشكل، لكنه نابع من قلبٍ مُحب لم يعرف وسيلةً أخرى.

ربما لو وُجد من يوجّهها أو يساعدها، لما وصلت الأمور إلى هذا الحد.

إنها قصة تُذكّرنا أن خلف كل تصرف غريب حكاية لا نعرفها،

وأن الرحمة ليست فقط في العطاء، بل أيضًا في الفهم وعدم الحكم.

لمشاهدة الفيديو اضغط على الزر


▶︎
مشاهدة الفيديو

سيتم تحويلك تلقائيًا بعد العدّاد

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
شيماء شعبان
شيماء شعبان