حين ينسى الأبناء فضل آبائهم… رسالة تلامس القلوب

حين ينسى الأبناء فضل آبائهم… رسالة تلامس القلوب

حين ينسى الأبناء فضل آبائهم، عقوق الوالدين من أكثر الذنوب التي تهزّ القلوب وتكسر الفطرة التي فطر الله الناس عليها. فالوالدان هما أصل الرحمة في حياة الإنسان، سهرا وتعبا وضحّيا من أجل راحته، فكيف يردّ الجميل بالإهمال أو القسوة؟لقد أوصى الله تعالى ببرّهما بعد عبادته مباشرة، فقال سبحانه: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”، ليبيّن لنا أن مكانتهم عظيمة وأن رضاهما من رضا الله.إن العقوق لا يؤذي الوالدين فقط، بل يطفئ البركة من حياة العاقّ، ويحرمه السعادة والطمأنينة، بينما البرّ يجلب الرضا والرحمة في الدنيا والآخرة.

عقوق الوالدين… جرح في القلب وعقوبة في الدنيا والآخرة

برّ الوالدين من أعظم القربات التي أوصى بها الله تعالى في كتابه الكريم، وجعلها مقرونة بعبادته، فقال سبحانه:

قد يعجبك ايضا

“واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا”،

وهذا دليل على أن الإحسان إليهما عبادة عظيمة لا تقل شأنًا عن الصلاة والصيام وسائر الطاعات.لكن مع الأسف، نرى اليوم من ينسى هذا الفضل، ويقسو على والديه قولًا أو فعلًا، فيقع في عقوق الوالدين، وهو من كبائر الذنوب التي توعّد الله أصحابها بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة.

ما هو عقوق الوالدين؟

العقوق هو كل تصرّف يُغضب الوالدين أو يُهينهما، سواء كان بالكلمة أو بالفعل أو حتى بالإهمال والتجاهل.فليس العقوق أن يصرخ الإنسان في وجه والديه فقط، بل أن يُشعرهما بالخذلان أو يُقصّر في حقهما أو يردّ جميلهما بالجفاء بعد تعب السنين.

مظاهر عقوق الوالدين

حين ينسى الأبناء فضل آبائهم

في المقابل، من برّ والديه نال رضا الله، وفتح الله له أبواب الخير والرحمة.البرّ يورّث البركة في العمر والمال، ويدعو الناس لمحبّتك، ويجعل دعوة والديك لك سببًا في سعادتك ونجاحك.

عقوق الوالدين ليس مجرد خطأ اجتماعي، بل هو جفاء للرحمة التي أودعها الله في قلوبنا.فلنراجع أنفسنا، ولنسارع إلى رضا والدينا، بالكلمة الطيبة، والابتسامة، والدعاء لهما في حياتهما وبعد وفاتهما.فمن أراد السعادة في الدنيا والجنة في الآخرة، فليبدأ من أقدام والديه… هناك حيث يسكن رضا الله.

طرق التوبة من عقوق الوالدين

باب التوبة مفتوح ما دامت الروح في الجسد، والله سبحانه لا يغلق بابه أمام عبدٍ نادمٍ صادق.

ومن أراد التوبة من العقوق فعليه أن يبدأ بخطوات صادقة:

  1. الاعتراف بالخطأ والندم عليه: فالشعور بالذنب أول طريق الإصلاح، والاعتراف يطهّر القلب من الغلظة.
  2. طلب العفو من الوالدين مباشرة: حتى لو كان العقوق قديمًا أو في موقف بسيط، فطلب السماح يُعيد المودة والرحمة بين القلوب.
  3. الإحسان إليهما والعمل على رضاهما: بالقول الطيب، والخدمة، والدعاء، والبِشْر في الوجه.
  4. كثرة الدعاء والاستغفار: فالدعاء يغسل القلب من الذنب، والله يحب التائبين ويبدّل سيئاتهم حسنات.

برّ الوالدين بعد وفاتهما

حين ينسى الأبناء فضل آبائهم قد يرحل الوالدان وتبقى آثار حبهما في القلب، وما زال البرّ ممكنًا حتى بعد الرحيل:

  1. الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة دائمًا: فهو من أعظم ما ينفعهما.
  2. الصدقة الجارية باسمهما: كإطعام فقير، أو المساهمة في بناء مسجد أو مستشفى.
  3. صلة الرحم والأقارب والأصدقاء الذين كانوا يحبونهم: فذلك يُدخل السرور على روحهما.
  4. الحديث عنهما بالخير والدعاء لهما أمام الأبناء: ليبقى البرّ عادة متوارثة في الأجيال.

خاتمة مؤثرة

الوالدان هما الرحمة التي نعيش بها، وبرّهما هو الطريق الأقصر إلى رضا الله.فمن أحبّ أن يُنير الله طريقه، فليجعل دعاء والديه زاده، وخدمتهما سعادته، ورضاهما غايته.فلنزرع البرّ في حياتنا قبل أن نندم، فالدنيا زائلة، ولكن دعوة صادقة من قلب والدٍ راضٍ أو أمٍّ راضية، قد تغيّر مصيرنا إلى الأبد.

رسالة قصيرة إلى كل ابن وابنة

يا من تقرأ هذه الكلمات…

تذكّر أن والديك هما الباب المفتوح إلى الجنة، هما الدعوة التي لا تُرد، والدمعة التي لا تُنسى، واليد التي امتدت إليك يوم كنت ضعيفًا.

لا تنتظر الغياب لتدرك قيمتهما، فالكلمة الطيبة الآن تُدخل السرور إلى قلبيهما، والابتسامة اليوم قد تكون سببًا في رضا الله عنك غدًا.

اقترب منهما، قبّل أيديهما، واطلب رضاهما، وادعُ لهما من قلبك:

“اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرًا، واغفر لهما، واجعل الجنة دارهما ومأواهما.”

فبرّ الوالدين ليس واجبًا فقط… بل هو أجمل طريق إلى الجنة.

اضغط على الزر لمشاهدة الفيديو


▶︎
مشاهدة الفيديو

سيتم تحويلك تلقائيًا بعد العدّاد

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
شيماء شعبان
شيماء شعبان