بعد أن تخلى عني الجميع للكاتبة: سمر أحمد

بعد أن تخلى عني الجميع للكاتبة: سمر أحمد

حورية: ماما أنا جيت، انتي فين يا قلبي؟

مامة حورية: أنا هنا يا قلب ماما.

قد يعجبك ايضا
قصص قصيرةظل العاشق

ظل العاشق

ذات مساء، في وقتٍ ما بعد منتصف الليل، كان "يونس" الشاب الثلاثيني ذو الجسد العضلي والملامح القمحية الرجولية، يركب السيارة...
قصص قصيرةثمن الشهرة

ثمن الشهرة

جلس عمر على مقعده الوثير داخل إحدى البنوك الشهيرة، يمارس عمله كمحاسبٍ بكل دقة وإتقان، كان يُنهي المعاملات المطلوبة منه...

كان صوت مامتها مخنوق أو تعبان، وحورية حست بكده، وحست انها مش كويسة.

حورية بنت عندها 25 سنة، جميلة جدًا، بتشتغل دكتورة أطفال في مستشفى حكومي، مش متجوزة، وعايشة مع أمها واخواتها الاتنين محمد وإياد.

محمد أكبر منها، وعنده 28 سنة، أما إياد فهو الصغير، ولسه بيدرس في الجامعة، وعمره 21 سنة.

مامتها ست طيبة جدًا وحنينة أوي، ومن بعد وفاة باباها وهي كل حاجة في حياتها، وبتحاول بكل طاقتها انها توفرلها كل حاجة محتاجاها هي واخواتها حتى لو على حساب راحتها، وده بس عشان ميحسوش انهم أقل من أي حد من اللي حواليهم.

دخلت حورية أوضة مامتها عشان تطمن عليها.

حورية: أمي انتي كويسة يا قلبي، أنا سمعت صوتك وحسيت انك مش مرتاحة وفيكي حاجة، مالك يا قلبي في حاجة تعباكي؟

ولا الأستاذ محمد عصبك كعادته، أصل أنا عارفاه ميتكلمش معاكي إلا ويعصبك ويعلي ضغطك، بينى وبينك والله بيعلي ضغطي أنا كمان، بس على قلبي زى العسل.

ماما ساكته ليه يا حبيبتي؟ اتكلمي مالك!

مامة حورية: مفيش حاجة يا نور عيني، أنا بس حسيت بشوية إرهاق من شغل البيت، انتي عارفة أنا طول اليوم واقفة على حيلي.

متشغليش بالك انتي، أنا الحمد لله كويسة.

ها إحكيلي عن يومك النهاردة.

حورية: والله يا ماما لو جيتي للحق كان يوم مقرف، أنا تقريبًا مقعدتش طول اليوم، وحصلت حاجة غريبة النهاردة في الشغل.

مامة حورية: خير يارب حصل إيه؟

حورية: النهاردة وأنا قاعدة في أوضة الكشف في المستشفى دخل عليا أب وشايل بنته على دراعه، البنت كانت شبه ميته، بس الحمد لله قدرت أنا وزمايلي نعملها الإسعافات اللازمة وأنقذناها بفضل الله.

بس اللي لفت انتباهي هي أمها، إيه الست الجبروت دي، البت كانت بين الحياة والموت، وأبوها ميت من الخوف عليها.

وهي واقفة من بعيد ولابسة ومتشيكة وحاطة ميك أب والدنيا معاها عادي جدًا، أنا أصلًا في الأول افتكرت انها حد تبع المستشفى من شكلها، بس لما سألت عرفت انها أم الطفلة.

أنا اتصدمت والله يا ماما، ازاي قلبها حجر كده على بنتها، والله فيه ناس كتير ميستاهلوش حتى كلمة ماما.

مامة حورية: لا حول ولا قوة الا بالله، فعلًا يا بنتي الدنيا فيها كتير، يلا هقوم اجهزلك الغدا زمانك واقعة من الجوع.

حورية: غدا إيه بس دلوقتي، تعالي بس عايزاكي في موضوع كده.

مامة حورية: أديني قعدت، خير يا حبيبتي موضوع إيه؟

حورية: بصي يا ماما، انتي فاكرة كل يوم بتتكلمي معايا في ايه؟ وبتقعدي تقوليلي نفسك في إيه؟

مامة حورية: أكيد فاكرة هو أنا بقول غير كده، نفسي أشوفك عروسة وأفرح بيكي وبولادك قبل ما اقابل وجه كريم.

حورية: بعد الشر عنك يا حياتي، انتي هتفرحى بيا وتجوزيني وتفرحي بولادي وتجوزيهم كمان.

مامة حورية: حورية انتي متقدملك عريس ولا إيه فرحيني؟؟

حورية: تقدري تقولي كده.

مامة حورية: لا ما أنا مش عايزة ألغاز، فيه عريس أفرح وازغرط ولا مفيش؟

حورية: هههههههه إيه يا ست الكل أكيد فيه عريس وهتفرحي وتزغرطي وتملي الدنيا كمان، بس فيه مشكلة صغيرة.

مامة حورية: وايه المشكلة المرة دي، عيبه إيه هو كمان، ما انتي كده متخلنيش أفرح للآخر أبدًا.

حورية: لا لا يا ست الكل المرة دي أنا موافقة عليه، وكمان المشكلة مش فيه ولا فيا، المشكلة ممكن تكون عندك انتي.

مامة حورية: أنا! هترجعي لكلامك اللي مش مفهوم تاني ولا ايه، وبعدين هو أنا تكون عندي المشكلة إزاي وأنا اللي نفسى اجوزك وافرح بيكي، ده هيكون يوم الهنا عندي لما اتطمن عليكي في بيت جوزك.

حورية: الصراحة يا ماما….

طيب بصي هو دكتور زميلي في المستشفى اسمه دكتور “أحمد” وكان لمحلي قبل كده بس أنا مهتمتش انتي عارفاني بحب اللي يدخلي دغري، وبينى وبينك أنا كنت معحبة بيه.

المهم النهاردة لقيته جاي بيقولي انه معحب بيا من زمان وكان بيحاول يتكلم معايا ويلمحلي بس أنا كنت بصده بردي، وان اللي خلاه يتجرأ النهاردة ويكلمني ان جاله عقد عمل في دولة أجنبية وكان عايز يعرف ردي قبل ما يسافر، وإذا وافقت هنتجوز خلال شهر ونجهز الأوراق واسافر معاه.

مامة حورية: تسافري فين يا حورية!!

حورية: ماما حبيبتي انتي زعلتي؟

مامة حورية: عاوزة تسافري يا حورية وتسيبيني!

حورية: حبيبتى انتي زعلتي والله العظيم لو اعرف ان كلامي هيزعلك ما كنت نطقت حتى، خلاص يا ست الكل انسي الكلام ده كله أنا أصلًا مش عايزة اتجوز ما انتي عارفة.

وبعدها سابتها وقامت من غير ما تنطق ولا كلمة، وكان باين على وشها انها زعلانة جدًا.

عدى أسبوع تقريبًا وهي مفتحتش سيرة موضوع الجواز ده مرة تانية، وكان كل مرة دكتور أحمد يسألها تتوه في الكلام ومتديهوش رد، لحد ما هو لوحده معدش يسأل.

مامة حورية: حبيبتى متتأخريش النهاردة في الشغل فيه مشوار عايزاكي تيجي معايا فيه.

حورية: تمام حاضر يا ماما، هروح أنا عشان متأخرش، يلا سلام يا قلبي.

وبعد مرور ساعات الشغل رجعت حورية على البيت وكانت ميته من التعب، بس منسيتش ان مامتها كانت عاوزاها في مشوار.

حورية: ماما حبيبتي أنا رجعت، أظن متأخرتش، هغير هدومي وجيالك يا ست الكل، دقايق واكون عندك.

مامة حورية: تعالي يا حورية قبل ما تغيري هدومك أنا هنا في أوضة الأنتريه.

دخلت حورية الأوضة واتفاجأت من اللي شافته.

حورية: أحمد!!

مامة حورية: ادخلي يا حورية يا بنتي تعالي جنبي هنا، بصي يا بنتي انتي لما اتكلمتي معايا من اسبوع وقتها أنا شوفت الفرحة في عنيكي، وعرفت انك مبسوطة بالإنسان اللي اتقدملك، وفرحتي كانت أكبر لما عرفت انك كمان بتبادليه نفس المشاعر.

حورية: ماما إيه اللي انتي بتقوليه ده بس.

مامة حورية: اسمعيني للآخر يا قلب ماما، بعد كلامك معايا عن الدكتور أحمد أنا فرحتلك أوي، بس لما قولتيلي سفر أنا قلبي انقبض وحسيت ان حته مني بتروح ومعرفتش ارد عليكي وقتها.

بس خلال الاسبوع اللي فات فكرت كتير وعرفت ان احنا عايشين في الدنيا بقضاء ربنا وقدره.

يا حبيبتي دي حياتك واختيارك وأنا في ضهرك مهما حصل وربنا يباركلك في حياتك، ومن ناحيتي أنا موافقة خلاص.

حورية: ماما انتي بتتكلمى بجد؟؟ ثم مين اللي جاب الدكتور أحمد هنا؟

مامة حورية: أنا اللي قولتله يجي، وأخدت رقمه من موبايلك وانتي مشغولة واتصلت عليه وحبيت اعملهالك مفاجئة، على العموم كتب الكتاب والفرح بعد اسبوعين خلاص وكل حاجة اتحددت.

خلصوا الاسبوعين بسرعة في التجهيزات للفرح..

فيروز صاحبة حورية الوحيدة: حورية جاية خلاص يا بنات اسكتوا، مش عايزين ننكد عليها في يوم زي ده.

حورية: مالكم يا بنات قاعدين كده ليه، فين الطبل والرقص والتنطيط، النهاردة فرحي ولا ناسيين؟

فيروز: لا يا حبيبتى ناسيين إيه بس ده احنا كلنا مستنيين اليوم ده بفارغ الصبر.

حورية: أمال مالكم فيه إيه، قعدتكم دي وراها حاجة، متوترونيش واتكلموا.

فيروز: الصراحة كده يا حورية مامتك تعبت واغمى عليها ونقلناها للمستشفى، بس هي كويسة متقلقيش.

حورية: كويسة ايه وزفت إيه.. هي في انهي مستشفى انطقوا؟

فيروز: يا حبيبتي مينفعش، احنا كلنا والله كنا معاها ومسبناهاش غير لما اتطمنا انها بخير وجينا عشان نكون جنبك.

حورية: كلامكم وجميلكم على راسي، بس بردوا فين المستشفى دي؟ الفرح مش هيكمل النهاردة غير لما اشوفها واتطمن عليها.

ومرة واحدة حد شدها من دراعها ولفت عشان تشوف مين ولقت أخوها محمد، اللي قالها: تعالي معايا يا حورية، أنا هوديكي لماما.

حورية: ماما مالها يا محمد، فيروز بتقول انها تعبت وأغمى عليها ونقلتوها المستشفى.

محمد: تعالي يا حورية هاخدك ونروح لماما نتطمن عليها ونرجع بسرعة قبل ما الفرح يبدأ.

حورية: تمام يا محمد يلا بينا.

وبعد شوية..

حورية: محمد سوق بسرعة شوية أنا قلبي واجعني أوي وخايفة على ماما.

محمد: متخافيش يا حبيبتي ماما الحمد لله بخير هي بس من الفرحة قلبها مستحملش، مفيش حاجة كبيرة متقلقيش.

حورية: إن شاء الله يا محمد، إن شاء الله خير.

وفجأة ظهرت قدامهم عربية كبيرة ومكانوش عارفين يتفادوها لإن محمد كان سايق بسرعة كبيرة.

حورية: محمد حاااسب……

فاقت حورية في المستشفى وهي سامعة صوت عياط وصويت، ومش فاهمة فيه إيه، وفجأة افتكرت محمد أخوها وإنه كان جنبها في العربية وانهم عملوا حادثة.

حورية: محححمممممد!!! فين محمد؟ فيروز، إياد فين محمد؟ اتكلموا حرام عليكم فين محمد؟

فيروز: اهدي يا حبيبتي انفعالك ده غلط عليكي انتي حالتك صعبة.

حورية: اهدى؟ انتوا ازاي بتتكلموا بالبرود ده، أنا عايزة محمد، عايزة أخويا، هو فيين؟ حد يتكلم ردوا عليا متجننونيش.

فيروز: محمد…… شدي حيلك يا حورية البقاء لله محمد اتوفى في الحادثة قبل حتى ما الإسعاف توصل، أنا آسفة.

وهنا وقف الزمن في عيون حورية، واتعلق الكلام على لسانها، وحست ان قلبها مات بموت أخوها.

الكل كان حاسس بيها لانهم عارفين كويس قد ايه هي متعلقة باخواتها، بس كانوا خايفين جدًا من سكوتها.

فيروز: حبيبتي اتكلمي قولي أي حاجة متسكتيش كده، صوتي، عيطي، كسري، المهم انك تعملي أي رد فعل وبلاش تسكتي كده.

كان واقف حواليها ناس كتير، منهم اللي بيتكلم واللي بيعيط، بس حورية مكنتش مركزة مع أي حد فيهم، موت أخوها اللي مش متوقع دمرها، وكسر أحلى حاجة جواها.

فاتت شهور وحورية على نفس الحال، جسم من غير روح، عايشة ومش عايشة، الكل كان بيحاول يطلعها من اللي هي فيه، بس غير أي فايدة، لحد ما خطيبها كمان سابها وسافر لما لقى ان مفيش فايدة من المحاولات معاها.

اتحطمت أكتر وأكتر وهي شايفة كل اللي حبتهم إما بعدوا عنها وملوا منها أو ماتوا، ومكنش باقيلها غير مامتها وأخوها إياد.

مامة حورية: حورية يا بنتي، هتفضلي كده لحد امتى، شبابك بيضيع وحياتك بتدمر، انتي مفكرة إن اخوكي هيكون مبسوط في قبره بحالتك دي، لو مش عشان خاطر نفسك فعشان خاطر اخوكي محمد.

لفت حورية لمامتها وعيطت بحرقة، ودي كانت أول مرة تعيط فيها من وقت الحادثة.

أخدتها مامتها في حضنها، وقالت: عيطي يا قلبي وطلعي اللي جواكي، كل حاجة هتكون كويسة متخافيش، أنا معاكي وإياد اخوكي كمان معاكي.

حورية: ماما، أنا تعبانة أوي، أنا السبب ان محمد مات يا ماما، أنا السبب، أنا اللي أصريت اني اروحلك المستشفى واتطمن عليكي، أنا اللي خليته يسوق بسرعة يا ماما أنا السبب.

مامة حورية: حبيبتي انتي مؤمنة وعارفة ان كل شيء في الدنيا بقدر، وكله مكتوب عند ربنا، متحمليش نفسك فوق طاقتها وقولي الحمد لله، قدر الله وما شاء فعل، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها.

حورية: الحمد لله، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيًرا منها……. ماما؟

مامة حورية: أيوه يا روحي.

حورية: أنا جعانة.

مامة حورية: يااااااه يا حورية متعرفيش أنا مستنيه طلبك ده بقالي قد ايه، من عنيا يا قلبي، دقايق واجهزلك الأكل اللي بتحبيه.

طلعت مامتها من الأوضة بعد ما صدقت ان بنتها بدأت ترجع لحياتها، وسابت حورية ترجع تاني لتوهانها وسرحانها.

مامة حورية: حورية يلا يا قلبي الأكل جاهز، عملتلك الأكل اللي انتي بتحبيه يلا تعالي.

طلعت حورية من أوضتها وكانت ماشية ناحية مامتها بابتسامة بتحاول بيها تداري وجع قلبها، وكانت ماشية ناحية مامتها بخطوات هادية.

حورية: تسلم إيدك يا ست الكل، أنا عارفة اني تعبتك معايا الأيام اللي فاتت، بس كل حاجة هتتغير إن شاء الله.

مامة حورية: إن شاء الله يا قلبي، خلاص أهم حاجة عندي انك دلوقتي بقيتي كويسة الحمد لله.

يلا كلي بقىى ومتضيعيش الوقت في الكلام، واعملي حسابك الأكل ده كله لازم يخلص.

اكتفت حورية بانها ابتسمت لمامتها، ودخل إياد من من باب الشقة واتفاجئ بحورية قاعدة على السفرة.

إياد: الله.. الله، دا يه النور والجمال ده، والله للحظات قولت أنا غلطت في عنوان الشقة هههههههه.

حورية: ها ها ها لا ظريف أوي، الحمد لله أنا شبعت يا ماما، وداخلة أوضتي.

إياد: استني طيب عايزك في موضوع والله مهم.

حورية: إياد أنا تعبانة ومفيش دماغ لكلامك وسخافتك دي دلوقتي خالص.

إياد: استني بس والله المرة دي الموضوع مهم فعلًا.

مامة حورية: استني يا بنتي وشوفي أخرتها ايه.

حورية: حاضر يا ماما، أديني قعدت، اتفضل ارغي هاا.

إياد: شوفي يا ستي كنت قاعد مع صاحبي فارس اللي انتي عارفاه، المهم كنا بنتكلم ولقيته بيقولي ان عنده واحد قريبه مسافر دايمًا وعنده طفلتين صغيرين وجابلهم دادة في البيت وكل حاجة تمام، بس الدادة كبيرة في السن والبنات كمان لسه صغيرين وأوقات كتير بيتعبوا، وكان بيسألني لو فيه دكتورة كويسة تتابعهم في غيابه، ويكون متطمن على البنات معاها.

الصراحة انتي جيتي على بالي على طول، عارف ان كلامي ممكن ميكونش منطقي، بس فكري كويس وأنا متأكد إنك هتوافقي.

حورية معلقتش على كلامه وقامت ودخلت أوضتها، بس مامتها معدتش الموضوع كده.

مامة حورية: انت اتجننت يا إياد، أختك الدكتورة حورية على آخرتها تشتغل دادة، أنا مرضتش اتكلم بس عشان خاطرها، وهي فيها اللي مكفيها إنما انت إيه مفيش عقل خالص.

إياد: اهدي بس يا ست الكل وافهميني، حورية تعاملها كله مع الأطفال بحكم طبيعة شغلها، وأنا فكرت ان طالما كده كده أبو البنات مسافر وبيجي بس شهر في السنة فقولت ان حورية أختي لو اختلطت بيهم نفسيتها هتتغير وترجع تاني لحياتها واحدة واحدة.

ماما حبيبتي أنا بحب اختي جدًا ونفسي أشوفها مرتاحة وترجع زي ما كانت.

مامة حورية: ربنا يصلح الحال يا ابني، والله أنا كمان قلبي واجعني عليها، مش عارفة ايه اللي صابها بس، يلا الحمد لله لعله خير.

وفي الأوضة، حورية كانت قاعدة على السرير وبتفكر في كلام أخوها اللي هي تقريبًا مقتنعة بيه كنوع من التغيير، وبتقول يمكن نفسيتها ترتاح شوية.

فات يومين على كلام إياد أخوها، وخلال اليومين دول هي موقفتش تفكير، ومكنتش عارفة توافق ولا لا، وكانت عارفة ان مامتها مستحيل توافق، وانها مهما كان دكتورة، بس هي مفكرتش في أي حاجة غير انها هتكون فرحانة ومبسوطة لو عملت تغيير في حياتها، وان هو ده التغيير اللي هي محتاجاه.

حورية: ماما… فين إياد؟ 

مامة حورية: على وصول خلاص يا حبيبتي، وأنا بجهز الغدا اهو، على ما اخلص هيكون هو وصل.

حورية: تمام، أنا هاجي اساعدك.

مامة حورية: ده المطبخ هينور النهاردة يا نور عينى.

انتي بتسألى عن إياد ليه؟ فيه حاجة؟

حورية: لا يا حبيبتي مفيش حاجة بسأل عليه عادي، وبعدين يلا نحط الأكل على السفرة أنا واقعة من الجوع.

مامتها بفرحة مخلوطة بالاستغراب: يلا يا بنتي أنا كمان ميته من الجوع، يا دوب على ما نحط الأكل على السفرة يكون أخوكي رجع.

وبعد دقايق سمعوا صوت الباب بيفتح.

حورية: حمدلله على سلامتك يا إياد، يلا بسرعة اغسل ايدك وتعالى الأكل على السفرة.

إياد: والله أنا واقع من الجوع، ثواني واكون عندكم.

اتجمعوا التلاتة ولأول مرة من بعد وفاة أخوهم محمد وقعدوا يتكلموا ويضحكوا، ولأول مرة من شهور الفرحة تقدر تدخل لبيتهم مرة تانية.

حورية: إياد عايزاك في موضوع كده.

 إياد: عنيا يا قلبي معاكي اتفضلي.

حورية: أنا فكرت في الكلام اللي قولتهولي من يومين وعايزة اشوف البنات دول.

مامة حورية: انتي بتقولي ايه يا حورية انتي دكتورة، انتي فاهمة بتقولي ايه؟

حورية: ماما حبيبتي أنا فكرت كتير في الموضوع ده وحاسة اني عايزة ابدأ في الشغل ده، أنا لازم أخرج من اللي أنا فيه ده، ويمكن لما اختلط مع البنات دول كل حاجة تتغير، أنا متأكدة من كده يا ماما.

كان نفسي اتجوز واخلف ويكون عندي بيت وأسرة، بس ربنا سبحانه وتعالى ليه تدابير تانية غير اللي احنا بنحسبها لنفسنا، وكمان يمكن ربنا سبحانه وتعالى قدر كل اللي حصل ده عشان اجي في الآخر اتعرف على البنات دول لأنهم محتاجيني أكتر ما أنا محتاجاهم.

سيبيها على الله يا أمي وان شاء الله ميحصلش إلا الخير، بس ادعيلي يا ست الحبايب ربنا يسترها معايا.

مامة حورية: ونعم بالله يا بنتي، اللي انتي شايفاه اعمليه، أنا مقدرش اتدخل في حياتك غير اني ادعيلك بإن ربنا يصلحلك حالك.

إياد: تمام كده خلاص هتصل بفارس صاحبي واتفق معاه يجيب البنات ويجي النادي النهاردة بعد العصر تشوفيهم وتتعرفي عليهم.

حورية: خلاص يا إياد اتفقنا، وأنا كمان إن شاء الله بعد العصر هكون جاهزة.

مامة حورية: ربنا يسترها معاكم دنيا وآخرة يا ولادي.

بعد العصر في النادي..

فارس صاحب إياد وصل ومعاه بنتين توأم زي القمر وملامحهم ملائكية، عيونهم زرقا شبه لون السما، وشعرهم أصفر.

وكانت حورية قاعدة مستنياهم بتوتر.

إياد: حور البنات وصلوا يا قلبي، جايين مع فارس هناك، مالك متوترة كده ليه؟ 

حورية: لا، لا مفيش حاجة أنا بس خايفة ومتوترة اني معرفش اتصرف معاهم. 

إياد: عيب عليكي يا بنتي ده انتي أحن واحدة شوفتها في حياتي لحد دلوقتي، وأنا متأكد انهم هيحبوكي على طول. 

فارس: السلام عليكم، ازيكم يا جماعة، ازيك يا حور أخبارك إيه؟

حورية: الحمد لله يا فارس أنا بخير.

 فارس: أهم يا ستي، اقدملك “نور”، “وفرح”.

حورية: أهلًا يا حبايبي، ايه القمرات دول يا فارس ما شاء الله، مين بقى فيكم نور ومين فرح؟

وقعدت حورية تتكلم مع البنات وتضحك وتهزر ونسيت ان فيه حد تاني موجود معاهم. 

فارس: حورية أنا هستأذن منك دلوقتي وهاخد البنات وارجعهم البيت عشان ميتأخروش أكتر من كده.

حورية: تمام يا فارس، باي يا قمرات، وان شاء الله هشوفكم تاني.

جريوا البنات عليها وحضنوها وباسوها من خدها وقالولها: احنا نفسنا تفضلي معانا على طول، احنا حبيناكي أوي.

سكتت حورية واكتفت بابتسامة كلها فرحة وسعادة، ورجعت البيت وكل عقلها وتفكيرها كان مع البنات اللي خطفوا قلبها برقتهم وجمالهم وخفة دمهم.

مامة حورية: انتي رجعتي يا حورية؟ 

حورية: أيوه يا ماما.

مامة حورية: حمدلله على سلامتك يا قلب ماما، ها طمنيني عملتي ايه؟

حورية: انتي عارفة يا ماما أنا في حياتي محستش اني مبسوطة وفرحانة كده زي النهاردة، البنات حلوين أوي ولطاف ودمهم خفيف، وفعلًا أنا حبيتهم أوي، حتى لما كانوا ماشيين ورجعوا يحضنونى ويبوسوني حسيت ان روحي بتنسحب مني، وكنت خايفة مرجعش اشوفهم تاني. 

مامة حورية: للدرجة دي يا حورية اتعلقتي بيهم؟ ده انتي مقابلتهمش غير مرة واحدة، لحقتي تتعلقي بيهم؟ 

حورية: معرفش يا ماما بس أنا فعلًا حاسة ان أنا اللي محتاجاهم مش همل اللي محتاجني.

أنا قررت خلاص يا أمي اني أكون جنبهم دايمًا، ولما إياد يرجع من برة هخليه يكلم فارس ويعرفه اني موافقة اهتم بيهم ويديني العنوان اروح بيتهم واشوفهم في بيتهم، وإن شاء الله ميحصلش إلا الخير. 

مامة حورية: إن شاء الله يا بنتي ميحصلش إلا الخير.

مامتها ردت عليها وهيي قلقانة من جواها وخايفة على بنتها الوحيدة، بس مكنش في حاجة في ايدها تعملها غير انها تدعيلها. 

حورية: إن شاء الله يا ماما.

تاني يوم..

حورية جهزت نفسها عشان تروح للبنات، وهي في الطريق اشترت ألعاب وشوكولاتة عشان تفرح بيهم البنات، وبعد ساعة تقريبًا وصلت قدام فيلا ضخمة، وكانت منبهرة من منظر الفيلا الجميل، دخلت وشافت البنات واقفين على سلم الفيلا ومستنينها، وبمجرد ما شافوها راحولها جري وحضنوها.

حورية: أهلًا بحبايبي الصغيرين وحشتوني يا قمرات، طمنوني عليكم.

نور: الحمد لله يا طنط حور.

فرح: الحمد لله يا طنط، انتي هتيجي تعيشي معانا صح يا طنط؟

كان سؤال سابق لأوانه، بس فرح حست ناحية حور بالحب والاحتياج، وعشان كده سألتها السؤال ده على طول.

سكتت حور ومكنتش عارفة تقول ايه، وكمان مكنتش مرتبة نفسها على انها تعيش معاهم، وكانت فاهمة ان هي بس هتهتم بيهم وخلاص.

حورية: شوفتوا أنا جيبتلكم ايه، ألعاب وشوكولاتة، يلا تعالوا وروني أوضتكم عشان نحط فيها الألعاب دي ونقعد نلعب شوية.

نور مسكت حورية من ايدها وشدتها على أوضتهم، بس حورية لاحظت إن فرح وشها اتغير بعد ما كانت مبسوطة وفرحانة انها شافتها، بس حاليًا ملامح الحزن اترسمت على وشها.

حورية: فرح حبيبتي مش عايزة تفرجيني على أوضتك ولا ايه، أنا جاية النهاردة وناوية اقضي معاكم اليوم ونلعب ونفرح وناكل ونشرب ونخرج، وهيكون يوم عالمي. 

نور: هنخرج نروح الملاهي صح يا طنط؟

حورية: أكيد هنروح الملاهي، وبعدها هنروح ناكل بيتزا، مين بيحب البيتزا؟

 كانت بتحاول حورية انها تتفاعل مع البنات على قد ما تقدر، لإنها حست بالمسؤولية ناحيتهم، وحست انها مسؤولة انها تخليهم يفرحوا ويضحكوا ويلعبوا، أو يمكن هي اللي عاوزة كده، وهي اللي محتاجة كده وما صدقت انها لقيتهم.

نور: أنا، أنا يا طنط عايزة أروح الملاهي ونفسي آكل بيتزا.

حورية: وانتي يا فرح مبتحبيش البيتزا؟

فرح: آه بحبها.

حورية: طيب يلا بينا هنطلع دلوقتي أوضتكم، وأول حاجة نرتب الألعاب اللي جايباها ليكم، وبعدها تاخدوا شاور حلو كده وتغيروا هدومكم ونخرج على الملاهي، يلا بينا؟  

عدت ساعة وكانوا البنات جاهزين.

حورية: ده ايه الجمال والحلاوة والدلال ده، لا لا أنا أخاف كده اطلع معاكم هتتعاكسوا مني ههههههه.

وفضل البنات يضحكو معاها من قلبهم.

حورية: شوفوا بقى قبل ما نطلع من هنا عايزين نعمل خطة حلوة للفسحة دي.

وقعدوا مع بعض التلاتة يخططوا ويرتبوا للفسحة بتاعتهم.

في الناحية التانية، وتحديدًا في أمريكا..

كان قاعد على مكتب مرتب شاب في نص التلاتينات، وشيك جدًا، وملامحه أوروبية شرقية، وكان ظاهر على وشه ملامح الجد.

الحارس الشخصي: يا فندم الآنسة حور وصلت عند بنات حضرتك وهما دلوقتى بيجهزوا وخارجين، فيه أي تعليمات من سيادتك يا فندم؟

سيف: لا روح انت، بس خليك متابع البنات من بعيد.

الحارس الشخصي: تمام يا فندم، استأذن أنا. 

سيف: اتفضل، ومتنساش اللي قولتلك عليه، راقبهم من بعيد. 

سيف سند ضهره على كرسي مكتبه واتنفس بتنهيدة كبيرة وكلم نفسه، وقال: اتمنى فعلًا انها تكون زي ما الكل وصفها وحكي عنها وان البنات يحبوها وهي كمان تحبهم، من ساعة ما أمهم اتوفت والحزن مسيطر عليهم وبالأخص فرح لإنها حساسة أوي وموت مامتها تعبها أكتر ما تعب أختها، إن شاء الله خير.

حورية، وفرح، ونور وصلوا الملاهي والفرحة اللي كانت فعيون نور متتوصفش حتى فرح كمان كانت مبسوطة رغم الحزن والألم اللي في قلبها، بس هي بردوا قبل أي حاجة طفلة وأقل حاجة تفرحها وأبسط حاجة تزعلها.

حورية: يلا يا بنات نمشي على الخطة، أول حاجة هنعملها..

ولسه بتتكلم لقت البنات جريوا على الملاهي.

وراحت كملت وقالت: أول حاجة هنعملها اننا منمشيش على الخطة، هههههههه يلا بينا.

على آخر اليوم كانوا راجعين على الفيلا والكل فرحان ومبسوط.

فرح: متمشيش يا طنط ونامي معانا، الدادة بدرية بتبات معانا بس هي كبيرة أوي ومش بتخلينا نتكلم ولا نلعب وبتزعقلنا لو عملنا صوت، انما انتي بتخلينا نعمل اللي احنا عايزينه، عشان خاطرنا يا طنط خليكي معانا. 

اترسمت ابتسامة كلها حزن على وش حورية، وقالت: حبيبتي أنا عندي أمي في البيت وهي ست كبيرة في السن ومحتجاني معاها كمان بس أوعدكم الصبح هتلاقوني عندكم، وهنفطر مع بعض وهفضل معاكم طول اليوم، اتفقنا؟

فرح بألم: ماشي يا طنط خلاص اللي يريحك بس خليكي عند وعدك، احنا مش هفطر غير لما تيجي ولو مجتيش مش هناكل خالص. 

نور: وأنا كمان يا طنط حور هستناكي عشان نلعب مع بعض.

وبعدها نور حضنت حورية وباستها على خدها وبعدها فرح باستها هي كمان على خدها وطلعوا أوضتهم.

حورية: دادة بدرية، يا دادة بدرية، انتي فين يا دادة؟

الدادة بدرية: أيوه يا ست حورية أنا هنا في المطبخ جايالك حاضر.

الدادة بدرية بعد ما وصلت عند حورية: ايوه يا ست حورية اؤمري أي خدمة؟

حورية: أيوه يا دادة أنا عايزة اعرفك اني إن شاء الله من أول النهاردة هكون المسؤولة عن البنات في كل حاجة ومتشغليش بالك بيهم.

الدادة بدرية: الأستاذ سيف والد البنات عنده علم بالكلام ده؟

حورية: متشغليش بالك يا دادة، فارس كلم الأستاذ سيف واتفقوا على كل حاجة وإن شاء الله من النهاردة أنا المسؤولة عنهم. 

الدادة بدرية: ماشي يا ست هانم أنا كمان هبقى اكلم الأستاذ سيف واعرفه بردوا.

حورية: تمام، أنا همشي دلوقتي وبكره الصبح بإذن الله هكون عندكم.

الدادة بدرية: مفهوم يا ست هانم، تصبحي على خير. 

حورية: وانتي من أهل الخير يا دادة.

في بيت حورية..

كانت مامتها قلقانة عليها وعقلها بيودي ويجيب، لإن دي أول مرة بنتها تتأخر بره البيت بالشكل ده.

حورية: فينك يا ست الحبايب؟ أنا رجعت. 

مامت حورية: أخيرًا يا بنتي، والله كنت هموت من القلق عليكي، ايه اللي حصل معاكي؟ وايه التأخير ده؟

حورية: يا حبيبتي، يا حياتي، يا روحي، النهاردة كان أحلى يوم مر عليا في حياتى كلها.

مامة حورية: للدرجة دي 

حورية: وأكتر والله يا قلبي، أنا دلوقتي هقوم أخد شاور سريع كده واطلع احكيلك كل حاجة بالتفصيل الممل.

دخلت حورية، وبعد نص ساعة كانت خلصت وطلعت، وقعدت مع مامتها وبدأت تحكي تفاصيل يومها مع البنات وكانت الفرحة اللي باينة في عيونها متتوصفش. 

مامة حورية: انتي فرحانة يا حورية؟

حورية: أوي يا ماما، فعلًا حاسة اني كنت محتاجاهم في حياتي أوي، وبحمد ربنا انهم فعلًا موجودين في حياتي. 

مامة حورية: ربنا يفرح قلبك دايمًا يا قلبي، أنا أهم حاجة عندي اني اشوفك مبسوطة ومرتاحة 

حورية: تسلميلي يا أمي يارب.

أنا هقوم دلوقتي اتصل على البنات اشوفهم ناموا ولا لسه واتطمن عليهم.

مامة حورية: ماشي يا بنتي ربنا يجبر خاطرك زي ما جبرتي بخاطر البنات اليتامى دول. 

اتصلت حورية بالبنات بس الدادة هي اللي ردت عليها وطمنتها ان البنات ناموا ومفيش مشكلة الحمد لله، وبعدها حورية قفلت الموبايل وفردت جسمها على السرير وغمضت عيونها وقعدت تفتكر اللي حصل معاها هي والبنات طول اليوم وابتسمت تلقائيًا، ولأول مرة من شهور تنام وهي مبتسمة.

مامة حورية: حورية يا نور عيني اصحي يا قلبي الساعة بقت 7 الصبح. 

حورية: ياااه يا ماما كنت بحلم حلم جميل أوي، شفتني أنا والبنات ماسكين ايد بعض وبنجري في جنينة خضرا ومليانة ورد.

بتقولي الساعة كام؟؟ 

مامة حورية: 7 يا روحي. 

حورية: يا نهار يا ماما أنا اتأخرت، وعدت البنات اني هاجي افطر معاهم زمانهم مستنيني دلوقتي، هقوم بسرعة أخد شاور والبس واروحلهم، الطريق طويل.

وبسرعة خلصت وخرجت، وبصت لمامتها وهي ماشية، وقالت: سلام يا ست الكل بحبك.

مامة حورية: سلام يا بنتي ربنا يسترها معاكي دنيا وآخرة. 

في الفيل..

البنات كانوا قاعدين ومستنين حورية على الفطار زي ما وعدتهم. 

نور: هتيجي صح يا فرح؟ هي امبارح قالت كده.

فرح: معرفش يا نور هي كمان مش مجبرة تيجي احنا مش بناتها.

ردت فرح بحزن كبير، وكانت بتقول كلام عكش اللي في قلبها. 

وفجأة..

حورية: حبايب قلبي أنا جيت انتوا فين؟ 

نور وفرح بصوا لبعض وابتسموا ابتسامة كبيرة وخرجوا يجروا على برة، ولقوا حورية واقفة على الباب، قربوا منها هما الاتنين وحضنوها، ومقدرتش فرح تمسك نفسها وبدأت تعيط.

حورية: حبيبتي مالك انتي كويسة حد زعلك؟ مالها يا نور بتعيط ليه كده؟

نور: كانت مفكرة انك مش هتيجي.

حورية: حبيبتي تعالي هنا في حضني، أنا مش وعدتك اني هاجي يبقى خلاص هاجي، متعيطيش كده أنا من النهاردة مش هسيبكم أبدًا وهفضل طول اليوم معاكم بس هرجع البيت بالليل عشان أمي وكمان ممكن أخدكم معايا أيام كده ايه رأيكم؟

حضنتها فرح أكتر وهي بتعيط واترمت نور هي كمان في حضنها.

 في الشركة عند سيف..

دخل عليه صاحبه يوسف.

يوسف: ايه يا ابني مش ناوي تنزل تشوف بناتك وتطمن عليهم، انت بقالك 5 شهور هنا لا شوفتهم ولا شافوك والموبايل لوحده مينفعش، هما مش باقيلهم غيرك بعد مامتهم الله يرحمها. 

سيف: مش عارف يا يوسف عاوز انزل اتطمن عليهم، بس الشغل هنا كتير ومش عارف اعمل ايه.

يوسف: شغل ايه بس، وبعدين أنا هنا مكانك ولو حصل أي حاجة هبلغك.

سيف: تمام يا يوسف إن شاء الله هنزل اشوفهم واتطمن عليهم. 

يوسف استأذن من سيف وخرج، وقعد سيف قدام شاشة الكمبيوتر بيتابع كل تحركات بناته في البيت مع حورية، وكانت ظاهرة في عنيه نظرات إعجاب كبيرة بحورية.

وفي الفيلا عند البنات..

حورية: يا دادة جهزي العشا عشان البنات ياكلوا ويناموا.

الدادة بدرية: حاضر يا ست هانم. 

فرح: طنط حورية ممكن اسألك سؤال؟ 

حورية: أكيد يا عمري اتفضلي.

فرح: انتي ممكن تسيبينا انتي كمان؟

حورية: ليه بتقولي كده يا فرح!

فرح: ماما سابتنا وراحت عند ربنا، وبابا سابنا وسافر ومش بيجي خالص غير كل سنة مرة، والدادة كمان زهقت وعايزة تسيبنا وبتقول انها كبرت على خدمتنا.

قاطعت حورية كلامها لانها حست بوجعها، وقالت: حبيبتي متقوليش كده ماما مسابتكمش بمزاجها دي كانت تعبانة وبتتألم وربنا سبحانه وتعالى رحيم بيها فاختارلها انها تروح عنده وترتاح من الألم، ولو عليها كانت فضلت معاكم العمر كله.

أما بابا فغصب عنه هو كمان بيشتغل وبيتعب عشان خاطركم، وعشان يجيبلكم كل اللي نفسكم فيه، وبدل ما تزعلي انه بعيد عنكم المفروض تقوليله شكرًا يا بابا لانك موجود في حياتنا، وشكرًا على تعبك عشان خاطرنا.

أما الدادة فمتزعلوش منها، هي فعلًا كبرت في السن وغصب عنها، الناس اللي في عمرها كل اللي حواليهم بيخدموهم، إنما هي رغم سنها فضلت معاكم ومسابتكمش، يبقى كمان لازم نشكرها انها فضلت معانا رغم سنها الكبير.

أما أنا بقى فمعتقدش اني هقدر اسيبكم لاني حبيتكم أوي يا بنات، ومتخافوش أنا معاكم ومش هبعد عنكم أبدًا، حتى لو باباكم اتجوز تاني هفضل اجي ازوركم دايمًا إن شاء الله. 

نور: طنط حورية انتي ممكن تتجوزي بابا؟

حورية معرفتش ترد على نور تقولها ايه، وحاولت تغير الكلام، وقالت: حبيبتي الوقت اتأخر وانتي عارفة اني لازم ارجع البيت. 

وباست البنات وحضنتهم، ورجعت البيت وكانت مامتها مستنياها كعادتها.

مامة حورية: حبيبتي انتي رجعتي؟

حورية: أيوه يا ماما أنا هنا، فين إياد؟ بقالي يومين تقريبًا مشفتوش.

مامة حورية: اليومين دول امتحانات وبيقضي أغلب الوقت مع صحابه عشان بيذاكروا، ربنا معاهم وميضعش تعبهم على الأرض إن شاء الله.

حورية: إن شاء الله، حبيبتي أنا هدخل أنام، والله مش قادرة ومرهقة جدًا.

مامة حورية: مش هتتعشي؟

حورية: لا يا حبيبتي مش جعانة، هدخل بس أخد شاور وافرد جسمي شوية.

مامة حورية: ماشي يا حورية اللي يريحك يا حبيبتي.

دخلت حورية أوضتها وهي سرحانة في سؤال فرح ليها، ومكنتش عارفة هي ليه معرفتش ترد عليها، وليه لسانها اتلجم بالشكل ده.

أخدت شاور وخرجت من الحمام وفردت جسمها على سريرها وبمجرد ما حطت راسها على المخدة عيونها راحت في النوم، كانت بتهرب بنومها من الأفكار اللي سيطرت على تفكيرها بسبب سؤال فرح ليها. 

جرس المنبه رن وكانت الساعة 6 الصبح، صحيت حورية ودخلت أخدت شاور وخرجت جهزت الفطار وصحت مامتها اللي كانت مستغربة ان حورية بنتها هي اللي بتصحيها، وهي اللي محضرالها الفطار كمان.

حورية: ماما حبيبتي يلا يا عمري الساعة داخلة على 7 عايزين نفطر مع بعض قبل ما اخرج من البيت.

مامة حورية: حورية!! حبيبتي انتي بخير؟!

حورية: ايوه يا ماما الحمد لله بخير، يلا يلا بلاش كسل ده وقت الفطار. 

مامة حورية: ماشي يا قلبي روحي انتي وأنا جاية وراكي على طول.

حورية: طيب أنا هستناكي على السفرة متتأخريش يا ست الكل، وهشوف إياد كمان يقوم يفطر معايا واحشني أوي.

راحت حورية على أوضة أخوها تصحيه يفطر معاهم.

حورية: إياد حبيبي، يلا يا قلبي عايزين نفطر مع بعض النهاردة لإنك وحشتني أوي.

إياد بصوت نعسان: حاضر يا حورية، روحي وأنا جاي وراكي.

10 دقايق وكان التلاتة اتجمعوا على السفرة وبيفطروا مع بعض. 

مامة حورية: حور حبيبتي انتي بخير صح؟

حورية: ايه يا ماما أنا زي الفل والله الحمد لله.

إياد: هههههههه لا من ناحية زي الفل فأنا أشهد على كده الحمد لله.

حورية: طول عمرك ظريف يا روحي هههههههه، أنا هقوم عشان الحق البس وامشي.

آه بالمناسبة نسيت أقولكم اني بحبكم أوي.

لبست حورية وخرجت وراحت الفيلا عند البنات.

حورية: نور، فرح حبايبي أنا جيت انتوا فين؟

خرج سيف من أوضة موجودة في الفيلا، وحورية معرفتهوش لإنها أول مرة تشوفه، سرحت للحظات في ملامحه الجميلة الهادية، بس فاقت بسرعة ورجعت لعقلها وسألت بخضة وخوف: انت مين؟ وفين البنات؟ نور، نوور، يا فرح انتو فين؟

انطق فين البنات؟ وانت مين؟

سيف: اهدي يا آنسة حورية، أعرفك بنفسي مع حضرتك الأستاذ سيف والد فرح، ونور.

للحظة حورية مستوعبتش الكلام، بس علطول أخدت بالها من نفسها وردت عليه، وقالت: آااه، أنا آسفة يا أستاذ سيف، أهلًا بحضرتك بعتذر منك، معقول دي أول مرة اشوف فيها حضرتك وتكون دي الطريقة اللي اكلمك بيها بعتذر منك كمان مرة.

سيف: لا ولا يهمك دي غلطتي من الأول، كنت المفروض أنا اللي استقبلتك فبيتي وعرفتك بالبنات، بس ظروف شغلي بقى، أكيد انتي فاهماني وعذراني.

حورية: أكيد يا أستاذ سيف، فاهمة حضرتك حصل خير، أمال البنات فين؟

سيف: أنا بعتهم مع الدادة بره شوية، كنت حابب اتكلم معاكي، إذا مفيش عندك مانع؟

حورية: أكيد مفيش يا أستاذ سيف اتفضل.

سيف: شوفي يا آنسة حورية أنا راجل عملي زي ما حضرتك شايفة، ودايمًا في شغلي ومبجيش البيت غير تقريبًا مرتين في السنة، والبنات دايمًا لوحدهم، والدادة بدرية خلاص كبرت وعايزة ترتاح، وأنا لاحظت ان البنات متعلقين بيكي جدًا وبيحبوكي من طريقة كلامهم عنك من وقت لما وصلت، فأنا عايز اعمل معاكي صفقة وأتمنى توافقي عليها. 

حورية: اتفضل كمل يا أستاذ سيف.

سيف: تمام، أنا عايزك تفضلي مع البنات دايمًا في البيت، وبالطريقة اللي تحبيها، أنا عارف انك دكتورة محترمة ومش مربية أطفال وانك عشان حبيتي بناتي وافقتي انك تهتمي بيهم وتراعيهم مش أكتر.

وكمان عارف ظروفك اللي مريتي بيها ومقدرها جدًا، يعنى أنا تقريبًا عارف كل حاجة عنك وده طبيعي لاني مش هسمح لأي حد انه يختلط ببناتى من غير ما اكون عارف عنه كل حاجة.

آنسة حورية تقبلي تتجوزيني، أنا والبنات هنكون شاكرين ليكي جدًا، بس في نفس الوقت لازم تفهمي اني مش بحاول اضغط عليكي فأي حاجة، فكري في كلامي كويس واللي انتي شايفاه مناسب ليكي أنا تحت أمرك.

حورية: أستاذ سيف أنا مش عارفة ارد على حضرتك أقولك ايه، أنا فعلًا بحب بناتك جدًا، بس مفكرتش في الموضوع بالطريقة دي قبل كده. 

سيف: آنسة حورية معاكي وقتك تفكري فيه واتأكدي ان مفيش ضغط عليكي من أي نوع، ومهما كان قرارك فأنا مستحيل اني استخدم البنات في الضغط عليكي ولا حتى اني احرمك منهم، دي حريتك الشخصية واللي تقرريه كلنا هنتقبله.

حورية: طيب حضرتك ممكن اروح البيت النهاردة وتعتذر للبنات بالنيابة عني. 

سيف: تمام مفيش مشكلة خالص، اتفضلي خدي راحتك.

رجعت حورية على البيت، وطول الطريق مكنتش بتفكر غير في كلام سيف ومن قبله كلام فرح بنته.

وصلت البيت على غير عادتها ومتكلمتش ولا كلمة ودخلت على أوضتها على طول وقفلت الباب على نفسها.

في نفس الوقت مامتها كانت في المطبخ ومأخدتش بالها انها رجعت.

فضلت حورية في أوضتها لحد بعد المغرب، وبعدها طلعت منها.

مامة حورية أول ما شافتها: بسم الله الرحمن الرحيم انتي جيتي امتى يا بنتي؟

حورية: أنا مروحتش للبنات النهاردة، يا ماما بعد ما وصلت حسيت بتعب شوية فاستأذنت ورجعت البيت.

مامة حورية: تعب ايه؟ مالك يا قلبي؟

حورية: مفيش يا ماما شوية إرهاق بس متقلقيش عليا.

مامة حورية: لو مقلقتش عليكي بس هقلق على مين يا حور عيني انتي.

حورية: لا يا حبيبتي متخافيش عليا والله أنا الحمد لله بخير، هعملي ساندويتش خفيف كده وادخل أنام.

مامة حورية: مش هتتعشي معانا؟

حورية: لا يا أمي أنا عايزة أكل حاجة خفيفة لاني هنام. 

مامة حورية: ماشي يا قلبي.

دخلت حورية أوضتها بعد ما عملت الساندويتش، وقعدت تفكر في الكلام اللي سيف قاله وتكلم نفسها:

انتي بتفكري في ايه بس ده يا بنتي أكبر منك ب 10 سنين أقل حاجة، بس الحق يتقال مش باين عليه السن نهائي.

سن إيه يا بنتي والكلام ده انتي ناسية انه متجوز قبل كده ومعاه بنتين وانتي متجوزتيش ولا مرة ولا خلفتي، لا وكمان هتربي عيال مش عيالك.

ما هو كمان ممكن تتجوزي وتقعدي مع جوزك وفي الآخر متخلفيش دي حاجات بتاعت ربنا، بالعكس ده انتي كده هتاخدي فيهم ثواب لانهم يتامى.

وبعد تفكير كتير، هديت ونامت.

تاني يوم كعادتها صحيت ولبست وفطرت وراحت الفيلا وسألت الدادة عن سيف وعرفت انه في المكتب.

راحت لعنده وخبطت على الباب واستأذنت انها تدخل. 

سيف: مين؟

حورية: أنا حورية يا أستاذ سيف.

سيف: اتفضلي يا حورية ادخلي.

حورية: أستاذ سيف، صباح الخير. 

سيف: أهلًا آنسة حورية صباح النور اتفضلي.

حورية: شكرًا لحضرتك، أستاذ سيف أنا فكرت كتير في كلام حضرتك امبارح، وموافقة على الجواز منك.

سيف: متأكدة يا آنسة حورية من قرارك؟

حورية: ايوه متأكدة، بس فيه مشكلة بسيطة.

سيف: ايه هي!

حورية: ماما، لو قدرت تقنعها يبقى كل حاجة اتحلت وكله تمام.

سيف: من الناحية دي متقلقيش أنا كلمت مامتك امبارح بالليل.

حورية: كلمت ماما؟!

سيف: أيوه.

حورية: وقالتلك ايه؟ 

سيف: هي تقريبًا كانت موافقة لانها شايفة قد ايه انتي اتعلقتي بالبنات، بس قالت اللي حورية تقرره أنا موافقة عليه. 

حست حورية بالإحراج وسكتت. 

سيف: إن شاء الله يا آنسة حورية هاجي عندكم البيت الليلة دي عشان أتكلم مع مامتك واتعرف على اخوكي كمان.

حورية: إن شاء الله.

سيف: وانتي أجازة النهاردة كمان، تقدري تروحي ونتقابل بالليل إن شاء الله في بيتكم.

حورية: تمام يا أستاذ سيف.

خرجت حورية من عند سيف ورجعت البيت.

حورية: ماما.

مامة حورية: ايوه يا حورية أنا هنا في المطبخ تعالى.

خبر يا بنتي؟ وايه رجعك على طول كده؟ ده انتي لسه طالعة من شوية، فيه حاجة حصلت معاكي؟

حورية: لا يا أمي مفيش حاجة خير إن شاء الله، ماما هو سيف أبو البنات كلمك امبارح بالليل؟

مامة حورية: ايوه يا قلبي.

حورية: مقولتليش ليه؟

مامة حورية: لانك متكلمتيش فعرفت انك بتفكري وبالك مشغول فسيبتك توصلي للقرار المناسب ليكي من غير ما اضغط عليكي، كنت عايزاكي توصلي للحاجة اللي هتفرحك وتريحك.

وعامةً أنا عارفة انتي هتختاري ايه وأنا معنديش أي اعتراض على أي قرار تاخديه يا قلبي المهم أشوفك مبسوطة ومرتاحة.

 حورية: ماما أنا بحبك أوي.

مامة حورية: وأنا بحبك يا حورية قلب ماما، يلا يا قلبي روحي أجهزي للضيوف اللي جايين الليلة

وفعلًا على آخر اليوم كان سيف والبنات وصلوا لبيت حورية واستقبلتهم مامتها، وبعد شوية دخلت حورية بالحلويات اللي البنات بيحبوها والعصير.

سيف كان أول مرة يدقق كده في ملامح حورية اللي هبلته، هو بالفعل كان معجب بيها بس متجرأش ولا مرة وركز في ملامحها قبل كده. 

حورية: فرح، نور وحشتوني أوي.

سيف: انتي كمان وحشتيهم أوي، بقالهم يومين مفيش على لسانهم غير فين طنط حورية.

قامت حورية وقعدت وسط البنات وبدأت تأكلهم بايدها وتهزر معاهم، وسيف كان مراقب كل حاجة بفرحة وصمت.

مامة حورية: حورية هما دول بقى فرح ونور صح؟

حورية: ايوه يا ماما هما، بالله عليكي هما مش شبه الملايكة؟ 

مامة حورية: فعلًا يا قلبي ربنا يبارك فيهم ويحميهم. 

قطع كلامهم سيف، وقال: شوفي يا طنط أنا جاي النهاردة عشان اطلب ايد بنتك الآنسة حورية، وأوعدك هحافظ عليها واحميها ومش هيجي يوم تشوفيها حزينة ولا في يوم تشكيلك أبدًا مني، وده وعدي ليكي.

مامة حورية: أنا يا ابني معنديش أي مانع ما دام حورية موافقة، وأنا ملاحظة انها موافقة فالخيرة فيما اختاره الله. 

سيف: طيب طلباتك ايه يا طنط أنا تحت أمرك؟ 

مامة حورية: لا يا ابني أنا مليش أي طلبات غير راحة بنتي ولازم تعرف انها أمانة في رقبتك، إنما أي حاجة تقدمهالها فدي حاجة ترجعلك.

سيف: تمام يا أمي وأنا عند وعدي هحافظ عليها واحميها وهيكون أول همي راحتها.

مامة حورية: تمام كده يا ابني الله يريح بالك، نقرا الفاتحة.

وتمت قراية فاتحة حورية مع سيف.

وبعد أقل من اسبوعين كان الفرح حصل وبدأت حياة حورية الجديدة في بيت سيف.

سيف بفرحة: ادخلي يا حورية.

حورية بكسوف: شكرًا يا سيف.

سيف: أنا اللي بشكرك يا حورية على الجميل اللي انتي عملتيه فيا أنا والبنات على حساب نفسك.

حورية: لا متقولش كده اللي عملته ده عملته وأنا حباه وموافقة عليه.

سيف: يعني انتي موافقة عليا كزوج ليكي يا حورية؟

حورية: أكيد يا سيف، وربنا يقدرني وأكون سبب في سعادتك انت والبنات.

ابتسم سيف ابتسامة زادت من جماله، وكإنه كان مستني ردها ده بفارغ الصبر، ولاحظت حورية الابتسامة على وش سيف وحست بالإحراج.

حورية: أنا هدخل اغير هدومي.

سيف: تمام وأنا هدخل الحمام على ما تخلصي.

مشيت حورية بسرعة من قدام سيف وكان الدم هيخرج من وشها من كتر احراجها.

وبعد دقايق كانت حورية خلصت وسيف خرج من الحمام ولقاها قاعدة على طرف السرير ولابسة بيجامة حرير لونها وردي، خطفته برقتها وكسوفها، وقعد جنبها ومسك ايدها.

سيف: حورية أنا النهاردة أسعد إنسان في الدنيا، من وقت ما شوفتك وشوفت طريقتك مع البنات وأنا اتشديت ليكي، وبعد ما اتكلمت معاكي إعجابي بيكي زاد، انما دلوقتي وبعد كلامك فأنا فعلًا بحبك يا حورية.

سمعت حورية الكلام وحست ان قلبها من فرحته هيقف وضرباته بتزيد، بس معرفتش ترد ولفت وشها الناحية التانية.

سيف بكل رقة حط ايده على خدها ولفها ليه، وقال: عمرك ما هتندمي على قرارك أبدًا يا حورية أوعدك بكده.

وبعدها حضن، وحورية غمضت عيونها ودمعت.

ومكنتش عارفة هل الدموع دي دموع الفرح بحياتها الجديدة، ولا خوف وتوتر من اللي جاي، ولا دموع ارتياح للإنسان اللي اختارته، ولا لإنها مفتقدة محمد أخوها وكان نفسها يكون معاها في يوم زي ده.

كانت دموعها بسبب مشاعر كتيرة متلخبطة جواها، وحس سيف بحورية فضمها أكتر وطمنها.

سيف: متقلقيش يا قلبي كل حاجة هتكون بخير وبكره تشوفي، أنا حبيتك والبنات كمان حبوكي.

رفعت حورية راسها من على صدر سيف وبصت في عنيه وهي حاسة براحة، وقالت جواها: أنا مصدقاك.

في بيت مامة حورية، كانت هي وإياد بيجهزوا الحلويات والشوكلاتات، وبعد ما جهزوا كل حاجة استعدوا للخروج.

مامة حورية: إياد متنساش واحنا رايحين عند اختك تحود تشتريلها شوية فاكهة ولحوم.

إياد: حبيبتي مالك فيه ايه؟ انتي نسيتى سيف وحياته وعيشته أكيد يعني مش مستني مننا الحاجات دي.

مامة حورية: ايه اللي انت بتقوله ده يا ابني حتى لو عايش في قصر هتفضل العادات والتقاليد زي ما هي مبتتغيرش.

إياد: حاضر يا ماما اللي يريحك.

خرج إياد ومامته واشتروا كل حاجة محتاجينها وراحو على الفيلا، وفي الفيلا كانوا البنات صاحيين وبيلعبوا في الجنينة.

فرح: نور، هو ممكن طنط حورية تسيبنا هي كمان؟

نور: لا مش هتسيبنا هي بتحبنا، أنا هقولها يا ماما.

فرح: أنا كمان هقولها يا ماما، أنا بحبها أوي يا نور عشان هي كمان بتحبنا.

تعالي يا نور نقطفلها ورد من الجنينة ونطلع نصحيها.

نور: انتي عارفة دي أحلى فكرة قولتيها، يلا بينا نقطف ورد ونروح نصحي ماما حورية.

وفعلًا قطفوا ورد احمر وابيض وعملو أحلى بوكيه ورد وطلعوا وهما فرحانين على أوضة باباهم وخبطوا على الباب.

فرح: ماما حورية انتي صحيتي؟

نور: اصحي يا ماما احنا جايبينلك هدية عشان تعرفي احنا بنحبك قد ايه.

فضلوا البنات يخبطوا شوية على الباب لحد ما سمعوا صوت بيرد عليهم.

سيف: فرح، نور ثواني يا حبايبي جايلكم.

وثواني فعلًا وخرج سيف وقفل الباب وراه، كانوا البنات متحمسين جدًا انهم يشوفوا حورية لانهم جايبين الورد مخصوص ليها، بس لما بباهم قفل الباب زعلوا لكن مبينوش لباباهم حاجة، واكتفوا بابتسامة بريئة.

فرح: كنا جايين عشان نسلم على ماما حورية وجايبينلها ورد عشان نفرحها ونعرفها اننا بنحبوها أوي وفرحانين بيها.

سيف: ماشي يا حبايب قلبي ادهولها بس بعدين عشان ماما حورية لسه نايمة، شوية كده هتصحى وتنزلكم.

بعدت فرح، ونور من غير كلام وكان الحزن باين في عنيهم، لإنهم لسه أطفال ومش فاهمين حاجة غير انهم فرحانين بيها وبوجودها معاهم.

فرح: هو بابا مرضيش يخلينا ندخل عند ماما ليه يا نور؟ هي ماما بقت بتكرهنا ومش عايزة تشوفنا؟

نور: أكيد لا يا فرح هو بابا قال انها نايمة، وهي أكيد نايمة بابا مش هيكدب علينا.

مفتش وقت كبير والبنات سمعوا صوت عند الباب، جريوا الاتنين على الباب يشوفوا مين جايلهم، ولقوا مامة حورية وأخوها إياد، فرحوا أوي بيهم وسلموا عليهم وباسوهم وأخدوهم لأوضة الضيوف، على الرغم من سنهم الصغير اللي ميعديش ال ٨ سنين بس هما أذكياء جدًا وبيعرفوا يتصرفوا كويس.

نور: اتفضلي يا تيته اتفضل يا عمو، ثواني هطلع أقول لبابا انكم وصلتوا.

مامة حورية: شكرًا يا حبيبتي، هما لسه مصحيوش؟

نور: لا يا تيته بابا صحي لكن ماما حورية لسه نايمة، بس بابا كان بيصحيها، هناديهم ثواني.

خرجت نور وهي بتجري بفرحة على أوضة باباها عشان تعرفه ان أهل ماماتها حورية وصلوا، ووقفت على باب الأوضة وخبطت.

نور: بابا، أهل ماما حورية وصلوا تحت.

سيف: حاضر يا نور شوية ونازلين، أقعدي معاهم انتي واختك على ما ننزل.

نور: حاضر يا بابا.

نزلت نور أوضة الضيوف عند أهل حورية.

نور: خلاص يا تيته صحيوا وشوية بس ونازلين.

مامة حوري: ماشي يا حبيبتي.

دخلت نور وقعدت معاهم وفضلوا يتكلموا ويضحكوا، والبنات كانوا مبسوطين أوي بجو الأسرة اللي عايشينه دلوقتي واللي كانوا محرومين منه قبل كده.

وبعد نص ساعة تقريبًا..

نزل سيف وحورية اللي أول لما دخلت الأوضة جريت على حضن مامتها واترمت فيه.

حورية: ماما حبيبتي وحشتيني.

مامة حورية: وحشتك يا بكاشة بردوا.

ضحك سيف وإياد وبصوا لبعض وبعدين بصوا لحورية ومامتها.

سيف: ايه يا جماعة، ده معداش غير ليلة واحدة، أمال هتعملوا ايه لما تعيش العمر كله هنا بقى على كده ههههههههه.

إياد: سيبهم يا عم أهو كل الحريم كده يحبوا النكد زي عينيهم، فرحانين يعيطوا زعلانين يعيطوا، متعرفش إمتى هيضحكوا.

سيف: ههههههه والله عندك حق يا ابني.

ضحكت حورية ومامتها على كلام سيف وإياد وقعدوا كلهم.

سيف: ليه التعب ده بس يا ماما كل حاجة موجودة هنا والله، كلفتي نفسك ليه بس.

مامة حورية: دي هدية لبنتي في بيتها يوم صبحيتها، وبعدين دي العادات والتقاليد عندنا.

حورية: تسلميلي يا ست الكل متحرمش منك ولا من مجايبك أبدًا يا قلبي.

مامة حورية: ولا منك يا حبيبة قلبي، ها يا عمري طمنيني عليكي، انتي كويسة؟

بصت حورية ناحية سيف ووشها احمر بشكل ملحوظ، وسيف أخد باله من كسوف حورية.

سيف: إياد تعالى نطلع الجنينة بره ونخلي الدادة تحضرلنا الفطار وتطلعهولنا، ونسيب حورية وماما ياخدوا راحتهم شوية.

إياد: ماشي يا سيف أحسن بردوا الواحد نفسه يقعد في جنينة من زمان هههههههه.

ضحك سيف على ضحك إياد، وطلعوا هما الاتنين على بره وأخدوا البنات معاهم.

مامة حورية: ايه يا قلبي طمنيني عليكي انتي كويسة ومرتاحة.

حورية: أنا الحمد لله يا ماما زي الفل والله يا ست الكل.

مامة حورية: وسيف؟

حورية: سيف…. أنا حياتي زادت فرحة بوجود سيف فيها يا أمي، حنيته وخوفه عليا وعلى زعلي وحبه ليا وطبطبته عليا خلوني حبيته أوي يا ماما.

مامة حورية: ربنا يهدي سرك ويصلحلك الحال يارب.

فات شهرين على وجود حورية في بيت سيف مع أسرتها الجديدة، وكانوا أجمل شهرين مروا في حياتها.

كانت حورية قاعدة مع البنات في أوضتهم وبتحكيلهم قصة قبل النوم، وشوية وسمعت صوت سيف بينادي عليها.

سيف: حورية انتي فين؟

حورية: أنا هنا يا سيف في أوضة البنات.

سيف: طيب خلصي وتعالي عايزك في موضوع.

حورية: حاضر يا حبيبي خمسة وجيالك.

عدي 10 دقايق وكان البنات ناموا وخرجة حورية وراحة تشوف سيف.

حورية: ايوه يا حبيبي بتنادي عليا، عايزني في حاجة؟

سيف: وهو أنا اقدر استغنى عنك يا حورية قلبي، انتي بس وحشتيني. 

حورية: ربنا ما يحرمني منك أبدًا يا قلبي، يا أحلى حاجة حصلتلي في حياتي.

سيف: ده ايه الكلام الجميل ده أنا كده هتعود عليه، وخلي بالك لو اتعودت على الكلام الحلو مش هتنازل أبدًا عنه في يوم.

حورية: اتعود يا قلبي ووعد مني هفضل طول عمري أقول أجمل كلام ليك انت وبس.

ابتسم سيف ابتسامة كلها حب وشدها من ايدها وأخدها في حضنه، وقال: وأنا وعد مني هفضل طول عمري بحبك انتي وبس.

فيه هدية ليكي.

حورية: أنت هديتي يا قلبي وكفاية وجودك في حياتي.

سيف: تسلميلي يا حبيبتي.

الهدية حلوة وإن شاء الله هتعجبك.

حورية: قول هدية إيه؟

سيف: لا يا حبيبتي انتي تقومي دلوقتي تلبسي وتيجي نروح مشوار سريع كده.

حورية: حاضر ثواني واكون جاهزة.

مفاتش غير دقايق فعلًا وكانت حورية جاهزة.

حورية: يلا بينا أنا جاهزة.

سيف: يلا بينا يا عمري.

نزلوا وركبوا العربية واتحركوا، وطول الطريق حورية كان بالها مشغول بالهدية وبتفكر يا ترى هتكون ايه.

فضولها كان قاتلها بس محاولتش حتى تسأل سيف عن الهدية، ومطولوش في الطريق ووقفوا قدام عمارة جميلة في مكان راقي.

سيف: يلا انزلي يا روحي وصلنا.

حورية: وصلنا؟ وصلنا فين؟

سيف: انزلي وانتي هتعرفي، متخربيش المفاجأة ويلا تعالي.

نزلت حورية من العربية ومسكت في إيد سيف وهو أخدها وطلعوا للعمارة، دخلوا الاسانسير وطلبوا الدور الخامس، وثواني وكانوا وصلوا للدور اللي طلبوه والاسانسير فتح وطلعوا هما الاتنين وكان سيف ماسكها من ايدها.

وقفوا قدام باب شقة وهنا اتفاجئت حورية من المكتوب على باب الشقة، هنا عيادة الدكتورة (حورية أحمد) دكتورة أطفال، اتصدمت حورية وبصت لسيف باستغراب وفي نفس الوقت كانت فرحانة أوي.

وبعدها لفت دراعتها حوالين رقبة سيف وحضنته وهي بتعيط من الفرحة.

حورية: متوقعتش أبدًا انك ممكن تعمل كده عشاني، أنا نفسي كنت بدأت انسى اني دكتورة، ربنا يخليك ليا يا عمري وميحرمنيش منك أبدًا.

سيف: حبيبتي أنا من أول ما عرفتك ومن قبل حتى ما انزل مصر وأنا كنت بجهز فيها عشانك، ومن بعد ما شوفتك مع البنات وحنيتك وأنا قولت هي دي اللي هتكون مراتي وحبيبتي وأم لبناتي وأطفالي منها كمان، كنت متأكد انك هتكوني ليا لإني حبيتك يا حورية.

زادت فرحة حورية وهي بتفكر في قد إيه ربنا كرمه كبير ورحمته واسعة، وإن عوض ربنا ليها عدى كل توقعاتها.

عمرها ما فكرت في الحياة اللي هي عايشاها دي أبدًا، كان كل آمالها انها تبني أسرة وتعيش مرتاحة مع الشخص اللي اختارته واللي بعدها عرفت انه اختيارها كان غلط وان ربنا سبحانه وتعالى كان شايلها الأفضل، حمدت ربنا على كرمه ورضاه عليها وبصت لسيف بنظرات كلها حب.

حورية: سيف انت أكبر نعمة ربنا أنعم عليا بيها.

سيف: يلا ادخلي يا قلبي برجلك اليمين واتفرجي على عيادتك ولو فيه أي حاجة مش عاجباكي بس عرفيني وبكره هتتغير.

حورية: حبيبي أنا واثقه في ذوقك ومتأكدة ان كل تفصيلة هنا هتعجبني لانها اختيارك.

سيف: ربنا ما يحرمني من الكلام الحلو ده أبدًا يا نور عيني.

دخلت حورية العيادة وهي بتتفرج عليها بفرحة وانبهار.

عمرها ما فكرت تكون ليها عيادة خاصة، وكانت مكتفية بالمستشفى وحامدة ربنا، بس شافت قد ايه ربنا كرمه كبير.

حورية: حبيبي دي تجنن، كل حاجة هنا مظبوطة، كل حاجة حلوة أوي، أنا حبيتها أوي يا عمري.

سيف: طيب يلا بينا بقى نروح نتعشى، أنا حاجز في موطعم حلو أوي هيعجبك إن شاء الله.

حورية: لا أنا كده هتعود على الدلع واللي اتعود عليه مبتنازلش عنه أبدًا في يوم ههههههههه.

ضحك سيف على ضحك حورية وكان عارف انها بتردهاله.

سيف: لا يا قلبي اتعودي هو احنا ورانا حاجة غير الدلع، وبعدين يلا بينا أنا حاجزلك في مطعم تحفة ومتأكد انه هيبهرك، يلا بدل الحجز ما يروح علينا ونتسوح في العشا، ضحكت حورية واتعلقت في دراعه وقربت منه أوي.

حورية: يلا بينا يا قلبي.

خرج سيف وحورية ونزلوا من العمارة وركبوا العربية واتحركوا، وطول الطريق حورية منزلتش عينيها من على سيف، وكانت نظراتها كلها حب كإنها بتقوله كنت فين من زمان، وبعد شوية وقفوا قدام مطعم شيك أوي.

سيف: وصلنا يا قلبي يلا بينا.

حورية: انت حاجز هنا يا سيف.

سيف: أكيد، أمال انتي عايزاني أخد حبيبتي أول مرة نخرج فيها واوديها أي مكان، لازم أغلى وأشيك مكان في البلد كلها.

ابتسمت حورية لسيف ونزلت من العربية، واستنت سيف على جنب عقبال ما يركن العربية، خلص سيف وراح لعند حورية اللي مسكت في دراعه ودخلوا المطعم.

كان سيف حاجز المطعم كله، دخلت حورية واتفاجأت بشكل المطعم، كان مفروش على الأرض من أول المدخل ورود وعلى الجانبين شموع وإضاءة خفيفة وهادية، كان دخولها للمطعم دخول ملوكي فعلًا.

حورية مقالتش أي كلمة من كتر انبهارها باللي هي شايفاه، وبمجرد ما بقوا في نص المطعم اشتغلت موسيقى هادية ومسك سيف ايد حورية وحط ايده على وسطها، وبدأو يرقصوا مع بعض وهما عيونهم في عيون بعض.

سيف: بحبك يا من ملكتي قلبي، وعقلي، ووجداني.

وبعدها سيف باس حورية من خدها وضمها لصدره أوي وكإنه خايف تضيع من ايده.

وبعد نص ساعة..

الموسيقى وقفت وقعدوا هما الاتنين عشان يتعشوا، وعدى الوقت ومحسوش بيه، وبعدها رجعوا على الفيلا وكانت حورية مش مصدقة كل اللي حصلها في الليلة دي.

كل حاجة حلوة حصلت معاها بدأت من وقت ما اتعرفت على البنات، وعشان كده أول حاجة عملتها بعد ما دخلوا الفيلا انها راحت أوضة، وقعدت جنبهم على السرير وباستهم.

حورية: فرح، نور انتوا أحلى حاجة حصلتلي في حياتي، من وقت ما عرفتكم وأنا حياتي كلها اتغيرت، بقيت اشوف كل حاجة حواليا حلووة وكإني بشوفها بعيونكم انتوا، ربنا يقدرني وأكون دايمًا سبب فرحتكم يا رب.

خرجت حورية وراحت لأوضتها، ولقت سيف مستنيها وهو بيبتسملها وكانت عيونه بتحكي كتيير.

سيف: حبيبتي انتي مبسوطة معايا؟

حورية: سيف أنا كان أقصى أحلامي اني اتجوز واعيش حياة هادية وأكون أسرة صغيرة، بس معاك حسيت اني ملكة.

سيف: حبيبتي انتي ملكة قلبي والله لو اقدر اجيبلك نجمة من السما اجيبها.

صح يا حبيبتي فيه حاجة عايز أقولك عليها.

حورية: خير يا حبيبي فيه إيه؟

سيف: أنا مضطر اني اسافر اخلص شوية شغل، وكمان عايز اصفي شغلي بره وانقله هنا في البلد، أنا خلاص نويت اني استقر معاكم هنا ومش هسافر تاني.

حورية: هتسافر امتى؟

سيف: بكره إن شاء الله.

حورية: وهتغيب كتير هناك؟

سيف: لا يا عمري مش كتير، يعني 15 أو 20 يوم بالكتير.

حورية حست بالحزن وان المدة هتكون كبيرة على انها متشوفش سيف بعد ما اتعلقت بيه بالشكل ده، وسيف لاحظ حزنها اللي كان ظاهر في عيونها من غير ما تنطق ولا كلمة.

سيف: يا عمري هما بس 20 يوم بالكتير إن شاء الله وكل يوم هنتكلم ومش هسيبك لحظة إن شاء الله، بس السفرية دي مهمة وإن شاء الله تكون آخر سفرية شغل بره.

حورية: ماشي يا قلبي تروح وترجعلنا بألف سلامة إن شاء الله.

تاني يوم الصبح كان سيف سافر وحورية والبنات بعد ما مشي كانوا زعلانين أوي، بس حورية حضنتهم وطمنتهم واتطمنت هي كمان بحضنهم.

في الناحية التانية، وتحديدًا في أمريكا..

كان يوسف قاعد على مكتبه وبيخلص شغله، ودخل سيف عليه.

سيف: ازيك يا يوسف عامل ايه؟

يوسف: سيف… يا أهلًا حمد لله على سلامتك.. ايه يا ابني الغيبة دي؟ ده انت أول مرة تعملها وتقعد شهرين كاملين.

سيف: أه أصلي نسيت أقولك اني اتجوزت.

يوسف: اتجوزت! امتى ومين؟

سيف: والله الموضوع حصل بسرعة وخلال اسبوعين كنت اتجوزت، أما مين بقى فأنا اتجوزت الدكتورة حورية اللي كانت بتهتم بالبنات الفترة الأخيرة.

يوسف: ألف مبروك يا حبيبي، رغم اني زعلان منك عشان معرفتنيش، كنت نزلت حضرت فرحك، بس ملحوقة إن شاء الله أنا ليا عزومة عندك.

سيف: من عينيا، غالي والطلب رخيص.

المهم يا يوسف أنا جاي المرة دي وناوي اني انقل شغلي كله في مصر عشان افضل جنب حورية والبنات.

يوسف: ليه طيب ما انت ممكن تظبط مواعيدك بحيث انك متسيبش شغلك هنا وفي نفس الوقت تكون موجود بصورة أكبر مع مراتك وبناتك.

سيف: لا يا يوسف أنا خلاص قررت هصفي شغلي هنا واسيبك تديره وأنا هيكون شغلي مقتصر على مصر وبس.

يوسف: خلاص يا سيف اللي يريحك.

وبعد شوية..

سيف كان قاعد في مكتبه ومشغول وبيخلص كل حاجة وراه، ومرة واحدة الموبايل رن، ولقى حورية اللي بتتصل.

سيف: ألو، حبيبتي متصلة في وقت متأخر عندك ليه فيه حاجة؟ انتي كويسة؟ البنات كويسين؟

حورية: أهدى يا قلبي مفيش حاجة، انت بس وحشتني.

سيف: حبيبتي وانتي واحشاني أكتر بكتير سامحيني مقصر معاكي بس بحاول اخلص كل حاجة ورايا هنا واصفي كل شغلي.

حورية: سيف، حبيبي عايزة أقولك على حاجة مهمة أوي.

سيف: معاكي يا قلبي قولي.

حورية: هو خبر حلو إن شاء الله.

سيف: قولي يا قلبي شغلتيني.

حورية: سيف….. أنا حامل!!!!!!!!

سيف منتبهش للكلام في البداية وكمل تقليب في الورق اللي قدامه، بس بعد شوية ركز في الكلام ووقف مرة واحدة.

سيف: هاااا….. حورية….. انتي حامل بجد؟؟

حورية: ايوه يا سيف حامل، مالك فيه ايه؟ انت مش مبسوط؟

سيف: حورية؟ انتي حامل بجد صح؟

حورية: ايوه يا حبيبي حامل والله.

سيف: أنا النهاردة أسعد إنسان في الدنيا، بصي أنا هخلص شغلي بسرعة وهكون عندك خلال يومين بالكتير.

حورية: انت فرحان يا سيف بجد؟

سيف: فرحان! كلمة فرحان دي متعرفش توصف إحساسي دلوقتي أبدًا، أنا طاير من الفرحة يا قلبي، انتي مش متخيلة أنا كان نفسي في طفل منك قد ايه.

حورية: وأنا كمان يا سيف كانت امنيتي من وقت لما اتجوزنا اني اخلف طفل منك ويكون شبهك، أنا بحبك أوي يا سيف والطفل ده زاد السعادة في حياتي.

خلاص يا قلبي هسيبك تخلص شغلك، تصبح على خير.

سيف: وانتي من أهل الخير يا حبيبتي، وخلي بالك من نفسك.

حورية: حاضر.

سيف قفل وسند ضهره على الكرسي واتنهد تنهيدة كبيرة وقعد يفكر في حورية وانه قد ايه كان مستني اليوم ده عشان خاطرها هي قبل ما يكون عشانه.

فات يومين وسيف تعب في شغله جدًا لإنه كان عاوز يخلصه بسرعة، ورغم انشغاله الكبير إلا انه منساش أبدًا يتصل على حورية كل ساعة يتطمن علىها.

وفي الفيلا عند حورية والبنات..

حورية مكنتش عارفة تقول للبنات ازاي، وكانت خايفة انهم يزعلوا ويفكروا انها كده هتنساهم ومش هتحبهم تاني وبالأخص فرح لإنها عارفة ان فرح حساسة أوي.

حورية: فرح، نور أنا عايزة أقولكم على حاجة يا بنات، هو خبر حلو.

نور: اتفضلي يا ماما قولي احنا سامعينك.

فرح: قولي يا ماما.

حورية: طبعًا انتوا عارفين أنا بحبكم قد ايه صح؟

ردوا الاتنين في نفس الوقت: أيوه عارفين انك بتحبينا.

حورية: وكمان عارفين اني مقدرش استغنى عنكم أبدًا، وانكم بناتي وأنا مامتكم، وهفضل أحبكم طول العمر.

فرح: انتي عايزة تسيبينا وتمشي صح؟ عشان كده بتقولي الكلام ده.

حورية: لا لا، مستحيل اسيبكم أو اتخلى عنكم أبدًا، أنا بس كنت عايزة أقولكم اني حامل، وهيكون عندكم بيبي جديد في البيت تلعبوا معاه.

سكتوا البنات شوية قبل ما تتكلم نور.

نور: يعني يا ماما انتي قصدك ان هيجيلنا نونو جديد في البيت عندنا صح؟

حورية: ايوه يا نور إن شاء الله.

نور فرحت أوي وفضلت تتنطت وتغني وترقص، وتقول: هيجيلنا بيبي، هيجيلنا بيبي، هييييي.

ضحكت حورية على تصرفات نور، ولكنها لاحظت ان فرح ساكته ومتكلمتش.

حورية: وانتي يا فرح مش فرحانة انه هيجيلنا في البيت بيبي جديد؟

فرح: هو انتي لما تجيبي بيبي هتودينا فين، أنا عايزة افضل عايشة معاكم.

تداركت حورية تفكير فرح وبسرعة ردت عليها.

حورية ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا قلبي، أنا نفسي مقدرش استغنى عنكم، وكمان أنا أصلًا هكون مشغولة في العيادة وشغلي وانتوا اللي هتخلوا بالكم من البيبي دايمًا.

وقتها فرح ابتسمت وحضنت حورية هي ونور وباسوها.

فرح: أنا كمان فرحانة يا ماما ان هيكون عندنا بيبي، بس أنا عايزة ولد.

حورية: ولد أو بنت مش بتفرق يا عمري المهم انه يجي بالسلامة وتكون صحتة كويسة، انتوا عارفين بقي أنا نفسي في ايه؟

ردوا البنات مع بعض في وقت واحد: نفسك في ايه يا ماما.

حورية: أنا بقى نفسي في بنوته جميلة تشبهكم كده بالظبط.

فرح البنات بكلام حورية وحسوا فعلًا انها بتحبهم من قلبها وانها مهما يحصل أو يكون عندها ولاد كمان مستحيل تسيبهم أو تكرههم في يوم من الأيام.

سيف كان خلص كل حاجة ورجع الفندق اللي قاعد فيه عشان يبدأ يجهز شنطته عشان مسافر الصبح، وفي أثناء دخوله للفندق حس بشوية تعب وتوازنه اختل ووقع على الأرض.

اتلموا الناس حواليه واتصل واحد من الموجودين بالإسعاف اللي وصلت خلال دقايق ونقلوه للمستشفى، وبعد ساعة تقريبًا من وجود سيف في المستشفى بدأ يفوق، وكان موجود جنبه دكتور أحمد وممرضة بيتابعوا حالته.

سيف: آاه…. الحمد لله.

دكتور أحمد: انت عربي؟

سيف: ايوه أنا من مصر.

دكتور أحمد: أنا كمان من مصر، أهلًا بحضرتك أستاذ سيف، أنا الدكتور أحمد.

سيف: أهلًا بيك يا دكتور، هو فيه ايه؟ ايه اللي حصل معايا؟

دكتور أحمد: لا يا أستاذ سيف بس ضغطك كان واطي وجسمك مرهق، مفيش حاجة كبيرة الحمد لله، شكلك كنت هالك نفسك في الشغل الفترة الأخيرة.

سيف: شوية كده.

دكتور أحمد: تمام انت هتفضل معانا الليلة نتطمن عليك وإن شاء الله ميكونش فيه أي مضاعفات وتقدر تخرج من المستشفى الصبح.

سيف: أنا لازم اخرج من المستشفى النهاردة لاني المفروض راجع مصر بكره إن شاء الله.

دكتور أحمد: معلش يا أستاذ سيف دي مسؤولية انت فاهمني أكيد.

وفي الوقت اللي سيف كان مغمى عليه حورية اتصلت عليه أكتر من 10 مرات، ودي كانت أول مرة حورية تتصل بسيف وميردش عليها.

سيف: لو سمحت يا دكتور فين حاجاتي الشخصية.

دكتور أحمد: كل حاجة موجودة جنبك في درج الكومودينو.

سيف: تمام يا دكتور ألف شكر.

خرج الدكتور أحمد، وفتح سيف الدرج وخرج الموبايل وشاف الاتصالات اللي كانت حورية متصلاها، وبسرعة اتصل عليها رغم ان الوقت كان متأخر بس هو كان عارف انها مش هتقدر تنام من قلقها عليه، وكمان هي حامل وخايف عليها من الزعل.

حورية: الو، سيف انت كويس؟ كنت فين؟

اتصلت عليك كتير، موتني من الخوف عليك.

سيف: اهدي يا حبيبتي اهدي، مفيش حاجة حصلت كل ما في الموضوع اني انشغلت شوية في الشغل عشان اخلصه بسرعة لانك وحشتيني وعايز ارجع بأسرع وقت.

حورية كانت عيونها دمعت من شدة خوفها لما سيف مردش عليها، وبعد لما سمعت صوته ارتاحت واتطمنت.

سيف: المهم يا حبيبتي انتي طمنيني عليكي عاملة ايه في الحمل، بتاكلي وتشربي كويس، وأهم حاجة إياكي تزعلي أبدًا لإن غلط عليكي، إن شاء الله هكون في البيت عندكم بكره آخر اليوم وأنا اللي ههتم بيكي بنفسي، ارتاحي انتي لحد لما اجي.

حورية: حاضر يا حبيبي ههتم بصحتى.

سيف انت كويس صح؟

سيف: الحمد لله أنا كويس يا قلبي شوية إرهاق بس من الشغل.

حورية: خلاص يا حبيبي هسيبك ترتاح المهم اني اتطمنت عليك، تصبح على خير يا حبيبي.

سيف: وانتي من أهل الخير يا قلبي، وخلي بالك من نفسك.

حورية: حاضر.

قفل سيف الخط مع حورية وحط الموبايل جنبه وارتاح على السرير، وشوية والدكتور أحمد دخل يتطمن عليه.

دكتور أحمد: ها طمني عليك يا أستاذ سيف عامل ايه دلوقتي.

سيف: الحمد لله يا دكتور بخير.

دكتور أحمد: طيب فيه أي حاجة عايزني اجبهالك من بره.

سيف: لا ألف شكر يا دكتور.

دكتور أحمد: عامةً هما شوية وهيجيبولك وجبة تاكلها ولازم تاكلها، لو فيه أي حاجة تاني عايزها أو نفسك فيها بس عرفني، احنا مصريين زي بعض وأنا تحت أمرك في أي حاجة تطلبها.

سيف: ألف شكر يا دكتور وإن شاء الله اردلك الجميل ده لما ترجع مصر.

دكتور أحمد: إن شاء الله، هروح أنا عشان فيه مرضى تانيين بتابعهم ولو احتجت أي حاجة ناديني، ولا أقولك هديك رقم موبايلي لو احتجت حاجة اتصل عليا هجيلك على طول، أنا ده يومي في السهر في المستشفى ومعاك للصبح إن شاء الله.

سيف: ماشي يا دكتور.

أخد سيف رقم الدكتور أحمد، وخرج الدكتور أحمد وراح يشوف باقي المرضى وكان كل ساعة تقريبًا يجي يتطمن على سيف ويتابع حالته.

النهار طلع وسيف كان بيستعد انه يخرج من المستشفى، والدكتور أحمد كان سلم الشيفت الصباحي لزمايله ولبس هو كمان ومروح ولكنه في الأول حود على سيف يشوفه لو محتاج حاجة.

دكتور أحمد: ايه يا أستاذ سيف خلاص هتخرج؟

سيف: ايوه خلاص هتصل على تاكسي يوصلني الفندق.

دكتور أحمد: تاكسي ليه بقى أنا معايا عربيتي وكده كده خلصت ورديتي ومروح، هوصلك معايا.

سيف: لا شكرًا يا دكتور كفاية تعبك معايا طول الليل انت تقريبًا مسبتنيش.

دكتور أحمد: متقولش كده ده واجبي، ده غير اننا مصريين زي بعض ومفيش بيننا الكلام ده، ابتسم سيف وجهز نفسه ولبس وخرج مع الدكتور أحمد عشان يوصله للفندق، وبعد شوية وصلوا الفندق وسيف نزل من العربية.

سيف: شكرًا ليك يا دكتور أحمد تعبتك معايا، وإن شاء الله لازم تزورني لما تنزل مصر، وهنكون على تواصل بإذن الله، ده الكارت بتاعي، أنا معروف هنا لو احتجت أي حاجة متترددش انك تكلمني على الأقل ارد جزء من جميلك معايا وقت مرضي.

دكتور أحمد: جميل ايه متقولش كده احنا اخوات يا أستاذ سيف.

سلم سيف على دكتور أحمد وطلع للفندق وبدأ يجهز شنطته، واتصل بالمطار يحجز طيارة المغرب، شوية والموبايل رن.

سيف: ايوه يا يوسف.

يوسف: سيف فيه مشكلة حصلت ولازم تيجي حالًا.

سيف: فيه ايه يا يوسف أتكلم أنا بجهز شنطتي ومسافر الليلة.

يوسف: تعالى بس يا سيف.

قفل يوسف الخط على طول ومداش فرصة لسيف انه يعترض حتى، ونزل سيف بسرعة وخلال أقل من ساعة كان وصل المكتب.

سيف: يوسف، فيه ايه قلقتني ايه اللي حصل اتكلم.

يوسف: انت مشيت امتى امبارح من المكتب يا سيف؟

سيف: تقريبًا كانت الساعة 11 بالليل، ليه فيه ايه؟

يوسف: أنا مش عارف أقولك ايه يا سيف، الحارس الليلي اتصل عليا النهاردة الصبح وقالي انه كان بيلف في المكاتب الصبح قبل ما يسلم لزميله وكل حاجة كانت تمام.

بس لما وصل لمكتبك لقى فيه دم خارج من تحت الباب، فتح ولقى السكرتيرة الشخصية بتاعتك مــ*قـــ*تـــ*ولة في المكتب، وانت كنت آخر شخص خرج من الشركة كلها.

سيف: انت بتقول ايه يا يوسف وسع كده من وشي.

وجري سيف ناحية مكتبه عشان يشوف ايه اللي بيحصل وايه الكلام ده، ولما وصل مكتبه اتفاجئ بكمية الدم اللي خارجه من مكتبه.

فتح الباب عشان يتفاجئ بالسكرتيرة بتاعته مــــــ*قــــ*تـــــ*ولة فعلًا في أرضية مكتبه، اتصدم وسند على الحيطة اللي وراه ووقع على الأرض من الصدمة اللي كان فيها.

يوسف: أنا آسف يا سيف لكني اتصلت بالبوليس، دي جريمة قــــ*تــــ*ل ومش عايز اشيل مسؤليتها.

سيف من صدمته مسمعش حتى يوسف وهو بيتكلم، ولحظات وكان البوليس وصل، وبعد ما سألوا الحارس الليلي وعرفوا ان سيف كان آخر واحد خرج من المكتب امبارح اعتقلوه واخدوه على الحبس، وفي نفس اللحظة دي يوسف بص للحارس الليلي وابتسم.

يوسف: عايزك تختفي اليومين اللي جاين دول لما اشوف الموضوع هيرسي على ايه، احنا كده عملنا اللي احنا عايزينه، كان عايز يصفي الشغل وينزل مصر مفكر الموضوع بالساهل.

أنا كنت بداري نفسي وراه اختلست كتير واداريت وراه لإن الكل هنا بيحبه ومحدش بيشك فيه ولو هو نزل مصر هتكشف واتحبس، اضحي بيه بدل ما اضحي بنفسي، لازم كان يكون موجود كبش فدا ومعلش يا سيف جات فيك.

في مكتب الشرطة كان سيف قاعد والكلبشات في ايده، ومكنش لسه استوعب اللي حصل والمصيبة اللي هو فيها دلوقتي، وانه ازاي آخرته يكون وسط المجرمين، وحورية والبنات زمانهم مستنينه وفاكرين انه هيوصل لعندهم الليلة.

خوفه كان أكبر على حورية لإنها حامل ولو عرفت حاجة زي دي ميعرفش هيحصلها ايه؟!

وبعد وقت مش طويل الظابط نادى عليه للتحقيق، وقام سيف ودخل أوضة التحقيق.

الظابط: كنت فين امبارح الساعة 10 بالليل؟

سيف: كنت في المكتب بخلص شوية أوراق لإني بخلص شغلي هنا وهنزل بلدي استقر فيها وهنقل كل شغلي هناك.

الظابط: خرجت من المكتب الساعة كام تقريبًا؟

سيف: كانت الساعة 11.

الظابط: وروحت فين بعد كده؟

سيف: رجعت على الفندق، بس أنا دوخت ووقعت مغمى عليا ونقلوني للمستشفى.

الظابط: وامتى خرجت من المستشفى.

سيف: النهاردة الصبح.

الظابط: وايه علاقتك بالضحية؟

سيف: السكرتيرة الشخصية بتاعتي.

الظابط: مش أكتر من كده؟ يعني متربطكش بيها علاقة غرامية مثلًا؟

سيف: لا كل علاقتي بيها علاقة شغل وبس.

الظابط: انت كنت على علاقة بالسكرتيرة وكانت حامل منك ولما عرفت انك بتصفي شغلك راحتلك المكتب تكلمك بس انت اتعصب عليها وحبيت تخلص منها فعملت عملتك دي ومشيت من المكتب بعدها على طول وعشان تداري اللي حصل ادعيت انك مغمى عليك ونقلوك المستشفى عشان يكون عندك حجة غياب.

سيف كان بيسمع كلام الظابط وهو مصدوم، وبعدها مستحملش الكلام وانهار.

سيف: محصلش، محصلش.

الظابط: لا هو ده اللي حصل وتقرير الطب الشرعي هيثبت كل حاجة.

سيف وهو منهار: يا فندم كل اللي انت بتقوله ده في خيالك انت ومحصلش، كل ده محصلش حتى اسأل يوسف صاحبي هيقولك كل حاجة وان علاقتي مع السكرتيرة مش أكتر من علاقة شغل وبس، واتصل بالمستشفى اسألهم كمان هيثبتولك كلامي.

الظابط: تقرير الطب الشرعي هو اللي هيحدد إذا كنت صادق أو لا.

قام الظابط وخرج من الأوضة وساب سيف وهو منهار.

سيف مكنش فاهم ايه اللي بيحصل ليه، والوقت كان اتأخر وحورية والبنات كانوا قاعدين مستنين رجوع سيف، وحورية كان قلبها مقبوض وحاسة ان سيف وقع في مشكلة كبيرة.

نور: ماما، بابا اتأخر ليه هو قال انه هيجي النهاردة صح؟

حورية: إن شاء الله يا حبيبتي إن شاء الله.

في المستشفى كان الظابط بيسأل عن سيف وامتى وصل وامتى خرج، وكان سامع الكلام ده الدكتور أحمد واتجه ناحية الظابط وسأل ايه اللي حصل، وعرف الدكتور أحمد اللي حصل وراح لمكتب الشرطة وطلب منهم انه يشوف سيف، وهما سمحوله يدخل للحجز.

دكتور أحمد: أهلًا يا أستاذ سيف ايه اللي حصل معاك؟ أنا لما سمعت اللي حصل مصدقتش الكلام وجيت لعندك على طول.

سيف: إن شاء الله خير.

دكتور أحمد ممكن اطلب منك طلب؟

دكتور أحمد: أكيد يا أستاذ سيف اتفضل.

سيف: هديك رقم البيت عندي في مصر، وعايزك تتصل عليهم وتطمنهم عليا، بس متقولش أنا فين ولا ايه اللي حصل، اخترع أي كلام من عندك المهم يتطمنوا لان المدام حامل وخايف عليها.

دكتور أحمد: حاضر يا أستاذ سيف اديني الرقم وهتصل عليهم واطمنهم، ومتقلقش إن شاء الله خير.

دكتور أحمد أخد الرقم من سيف وسجله عنده.

دكتور أحمد: المدام اسمها ايه؟

سيف: حورية…. دكتورة حورية.

سرح الدكتور أحمد للحظات، وقال في نفسه: حورية!!! هي حورية نفسها؟ لا..لا أكيد تشابه أسماء.

وفجأة فاق على صوت سيف.

سيف: دكتور أحمد سجلت الرقم معاك؟

دكتور أحمد: ايوه يا أستاذ سيف سجلت الرقم، وإن شاء الله لما أخرج هتصل على بيت حضرتك واطمنهم متقلقش.

سيف: ألف شكر ليك، تعبتك معايا.

دكتور أحمد: متقولش كده مفيش تعب ولا حاجة، انت بس شد حيلك وإن شاء الله ازمة وهتعدي.

سيف: إن شاء الله. 

خرج الدكتور أحمد من مكان الحجز وهو بيفكر في حورية وهل هي حورية خطيبته القديمة ولا مجرد تشابه أسماء!

كان مجرد التفكير في حورية بيتعبه، لإنه مكنش ناسي اللي حصل وقت موت أخوها محمد.

فلاش باك لسنة فاتت..

مامة حورية: دكتور أحمد لو سمحت أظن كده الموضوع انتهي من قبل ما يبدأ والخطوبة اتلغت.

دكتور أحمد: انتي بتقولي إيه يا ماما، وايه ذنبي في اللي حصل.

مامة حورية: ذنبك انك دخلت بيتنا وكان وشك شؤم علينا، سيبنا في حالنا وروح لحالك الله يباركلك، ابني الكبير راح مني وبنتي ربنا وحده اللي عالم بيها وبحالها، سيب بنتي يا ابني الله يباركلك هي هتزعلها فترة وهتروق بعدها.

الدكتور أحمد: بس يا ماما انتي ست مؤمنة وعارفة إن كل شيء مقدر من عند ربنا.

مامة حورية: أولًا متقوليش يا ماما أنا معنديش غير محمد وراح مني، وحورية وبتروح مني وإياد ربنا يبارك فيه يارب، ثانيًا أنا كلامي خلص وشبكتك هتجيلك لحد عندك ومفيش داعي حتى انك تتعب نفسك وتيجي مرة تانية.

نرجع للوقت الحالي..

كان دكتور أحمد قاعد في عربيته قدام مركز الشرطة وعينيه دمعت لما افتكر اللي حصل، وبعدها طلع الموبايل وجاب رقم حورية مرات سيف واتصل.

حورية: ألو، السلام عليكم، مين معايا؟

دكتور أحمد: مدام حورية؟

حورية: أيوه أنا حورية مين معايا.

دكتور أحمد مجرد ما سمع صوتها حس قلبه هيقف، ده صوتها، ده صوت حورية خطيبته، هو متأكد من كده، عمره ما يتوه عن صوتها ولو مر عليه زمن.

دكتور أحمد: حضرتك مدام الأستاذ سيف؟

حورية: أيوه أنا، مين معايا؟

دكتور أحمد: أنا صديق جوزك هو وصاني اتصل عليكي اطمنك عليه وبيقولك انه مش هيقدر يجي في الميعاد بسبب ظروف شغل حصلت معاه اجبرته انه يسافر لدولة تانية، ومعرفش يكلمك لان موبايله اتسرق منه، وبيقولك مجرد ما يوصل إن شاء الله هيجيب موبايل جديد ويتصل عليكي.

حورية بحزن شديد وقلق وخوف: تمام شكرًا لحضرتك.

قعدت حورية في أوضتها وهي سرحانه وبتفكر، هل فعلًا سيف سافر زي ما صاحبه بيقول؟ ولا فيه حاجة حاصلة معاه ومش عاوزني اعرف؟!

التفكير كان كان قاتلها، ومكنش بإيدها حاجة غير انها تقوم تتوضى وتصلي وتدعي ربنا انه يقف معاه وينجيه ويرجعه لبيته بألف سلامة.

دكتور أحمد قفل الخط مع حورية وكان قلبه بيدق بسرعة كبيرة، هو خلاص اتأكد انها حورية حبيبته وخطيبته، وقال في نفسه: بس دي اتجوزت ونسيتني خلاص.

كان قلبه بيتعصر من الحزن عليها لإنه عمره ما حب غيرها ولا نساها أبدًا، حاول يسيطر على مشاعره اللي اتجددت بمجرد ما سمع صوتها لكنه مكنش قادر، وحبه ليها كان أكبر بكتير من انه يتنسي بسهولة، شغل عربيته ورجع بيته يرتاح بس قلبه كان خلاص بدأ قصة المعاناة.

في قسم الشرطة..

سيف: أنا ليا اتصال واحد، وعايز اعمل مكالمة.

الظابط: حقك….. اتفضل اتصل.

سيف اتصل بيوسف لإنه صديقه المقرب الوحيد، أو هو ده اللي كان فاكره.

يوسف: ألو…. مين؟

سيف: أنا سيف يا يوسف.

يوسف: أيوه يا سيف في حاجة حصلت معاك طمني وصلتوا لإيه.

سيف: مش وقته دلوقتي يا يوسف المكالمة هتخلص، أنا بس عايزك تبعتلي محامي الشركة لإن الموضوع شكله كبير ومش هيخلص بالساهل.

يوسف: حاضر يا حبيبي متقلقش وإن شاء الله خير وكل حاجة هتكون كويسة، اتفائل انت بس.

قفل يوسف الخط مع سيف وهو بيضحك ضحكة عالية، وقال: عايزني اجيبلك محامي الشركة، هههههه، ليه يا سيف انت مفكر اني هسمح انك تطلع منها بالساهل كده، احنا لسه في البداية يا حبيبي اهدى شوية لسه التقيل جاي.

 في الناحية التانية..

كان الظابط في الشركة بيراجع كاميرات المراقبة.

الظابط: استنى هنا، ازاي مكتوب ان وقت دخول السكرتيرة الساعة 7 وفي الوقت ده كان الكل خرج من الشركة، وهي كانت خرجت كمان ورجعت تاني؟

ده معناه ان فيه حد اتصل عليها عشان ترجع مرة تانية، وكمان فيه فترة زمنية مفقودة من شريط التسجيل، يعني فيه حد قص منه جزء كبير من الساعة 9 للساعة 11 وقت ارتكاب الجريمة، ده معناه ان فيه حد ليه مصلحة ان سيف ميخرجش من القضية دي.

بس مين اللي ليه مصلحة في حبس سيف؟؟

خرج الظابط من أوضة المراقبة واتجه لمكتب سيف مسرح الجريمة، وقال:

الجثة لقيناها بعد دخول المكتب بمترين تقريبًا، وكان الدم خارج منها وطالع من تحت باب المكتب.

كان بيكتب كل ملاحظاته في النوته اللي معاه، وفجأة القلم وقع من ايده، ولاحظ ان القلم اتدحرج لحد ما وصل جنب المكتب الخاص بسيف.

وده معناه ان لو الجريمة حصلت فعلًا في الكتب كان الدم سال باتجاه الميل ناحية المكتب الخاص بسيف.

ومعنى كده ان الجريمة متنفذتش هنا، وإن في حد جر الحثة للمكتب.

بس الكلام ده صحيح فأكيد هيكون فيه آثار دم في الطرقة برة.

اتصل الظابط بالمحققين وطلب منهم يجوا ويجيبوا معاهم كل الأدوات الخاصة بيهم للتحقيق بموقع الجريمة.

وبعد ساعة كان وصل المحققين وبدأوا شغلهم وعملوا مسح للمكتب بالأشعة البنفسجية واكتشفوا ان فعلًا الجثة تم جرها للمكتب وان المكتب مش هو مسرح الجريمة.

بدأوا يتتبعوا آثار الدم بالأشعة فوق البنفسجية لحد ما وصلوا أوضة حارس الأمن وهنا كانت المفاجأة.

لقوا بقعة دم كبيرة موجودة في أوضة تغير الملابس الخاصة بحارس الأمن، سأل الظابط عن حارس الأمن اللي كان موجود وقت ارتكاب الجريمة، لكنه اكتشف انه مش موجود ومحدش يعرف عنه حاجة.

الظابط: كده الأمور بدأت توضح شوية شوية، دلوقتي لازم اعرف مين اللي ليه مصلحة في ان سيف يفضل محبوس، وأثناء كلامه مع نفسه لاحظ ان يوسف واقف في وسط زمايله وبيضحك معاهم وبيهزر رغم ان صاحب سيف الوحيد والمقرب، اتجه الظابط ناحية يوسف.

الظابط: أهلًا يا أستاذ يوسف.

يوسف: أهلًا يا حضرة الظابط، أي خدمة اقدر اقدمهالك؟

الظابط: لا بس كنت عاوز أخد منك شوية معلومات كده.

يوسف: أكيد، اتفضل معايا في المكتب.

دخل يوسف والظابط اأوضةالخاص بيوسف وقعدوا.

الظابط: تفتكر يا يوسف ان سيف فعلًا ممكن يرتكب الجريمة دي؟

يوسف: على حسب معرفتي بسيف انه ميعملش كده، لكن في الأيام الأخيرة كنت ملاحظ انه متغير ومتوتر وكإن فيه حاجة قلقاه.

الظابط: ومسألتوش ايه مغيره كده؟ ده بحكم صداقتكم.

يوسف: سألته أكيد، بس رده عليا كان انه مفيش حاجة وانه بس عاوز يخلص شغله هنا وينزل مصر بسرعة، مكنتش متخيل أبدًا انه كان بيخطط يقتل السكرتيرة.

الظابط: وتفتكر ايه الدافع اللي يخليه يعمل حاجة زي كده.

يوسف: أنا معرفش بس كنت ملاحظ دايمًا ان فيه نظرات غريبة بينهم لكني مسألتش لإني عارف ان سيف كتوم ولو كان عايزني اعرف حاجة كان قالي.

الظابط: تمام، شكرًا ليك، استأذن أنا.

يوسف: تحت أمرك في أي وقت، اتمنى بس الحق يظهر والمذنب يتعاقب وياخد جزاءه.

الظابط: تأكد من ده يا أستاذ يوسف، وسابه وخرج.

وصل الظابط مكتب الطب الشرعي عشان يتابع وصلوا لإيه.

الظابط: دكتورة سالي وصلتوا لإيه؟

دكتورة سالي: الضحية اتعرضت للضرب قبل ما تموت لإن فيه كسر في عضمة الساعد، وكمان فيه كدمات على الفخد.

كمان الضحية كانت حامل في الشهر التالت، وسبب الوفاة طعنة في القلب أدت إلى الوفاة في الحال، بالإضافة لعدة طعنات متفرقة بالصدر والرقبة.

الظابط: ونقدر نعرف مين الأب البيولوجي للطفل؟

الدكتورة سالي: أكيد، هتجيبلي عينة من الشخص اللي انت شاكك فيه ونعمل تحليل DNA ونعرف.

الظابط: خلاص بكره العينة هتكون عندك.

في الناحية التانية..

كان الدكتور أحمد نايم على سريره وفاتح عينيه وحاطط دراعه على راسه وسرحان فيها، وافتكر أول مرة شافها فيها وخطفت قلبه من وقتها، وانه فضل 4 سنين يحبها ومعرفهاش.

كان حاسس بوجع رهيب في قلبه وكإنه هيشق صدره نصين ويخرج منه.

كان عارف ان هو لسه بيحبها، ولسه عايزها ومش قادر يتخطاها مهما فاتت الأيام والسنين، لكنها دلوقتي خلاص متجوزة، ومن كتر التفكير فيها نام.

في قسم الشرطة..

استدعى الظابط سيف لمكتبه، وكان فات اسبوع وباين على سيف الإرهاق والتعب.

الظابط: اتضح ان السكرتيرة كانت فعلًا حامل وان استنتاجي كان صح من الأول.

سيف: انت بتقول إيه؟ وحمل ايه؟ أنا عمري ما لمستها.

الظابط: طيب اللي هيثبت كلامك تحليل ال DNA هناخد عينة منك ونحللها ونشوف.

سيف: معنديش مانع.

أخد الظابط عينة من سيف وراح لمكتب الطب الشرعي واداهم العينة واستعجلهم بالنتيجة.

في الناحية التانية..

فرح: ماما أنا شوفت حلم وحش أوي.

حورية: متخافيش يا قلبي ده مجرد حلم مش حقيقية.

فرح: بس كان بابا موجود في الحلم وكان فيه واحد رابطه بحبل ومش راضي يسيبه يمشي.

حست حورية بقبضة قوية في قلبها، والدموع نزلت من عنيها، وحضنت فرح وطمنتها ان باباها بخير، وقالت انه إن شاء الله هيرجع بالسلامة، قالت الكلام ده وهي مش مقتنعة بيه بس كانت بتحاول تطمن نفسها قبل ما تطمن البنات.

وفجأة الموبايل رن وحورية لقت مامتها بتتصل.

حورية: ألو، ايوة يا حبيبتي عاملة ايه؟

مامة حورية: أنا بخير يا قلبي، طمنيني انتي عليكي؟ وسيف لسه معرفتوش عنه حاجة؟

حورية: لسه يا ماما، قلبي واجعني أوي وخايفة يكون حصل معاه مشكلة، والله هموت من الخوف عليه ومش عارفة أعمل ايه، مش عارفة يا ماما، قوليلي انتي اعمل ايه طيب؟

مامة حورية: سيبيها على الله وصلي وادعيله ربنا يرجعه بالسلامة، ومتيأسيش كرم ربنا كبير يا بنتي.

حورية: ونعم بالله، حاضر يا ماما.

انتي كويسة؟ وصحتك كويسة؟

مامة حورية: أنا الحمد لله يا قلبي بخير متشغليش بالك بيا ربنا يعينك انتي على اللي انتي فيه، وخلي بالك من البنات دول أمانة في رقبتك.

حورية: في عينيا يا ماما متخافيش.

قفلت حورية مع مامتها، وكانت فرح نامت جنبها وهي بتكلم مامتها، شالتها وودتها أوضتها ونيمتها على سريرها وغطتهم واتطمنت عليهم وخرجت.

دخلت اتوضت وفرشت سجادة الصلاة وبدأت تصلي ورفعت ايدها وقعدت تدعي وهي تعيط وقلبها واجعها.

في الناحية التانية..

بعد يومين، كانت نتيجة تحليل ال DNA ظهرت واتضح انه غير متطابق، بمعنى ان سيف مش هو الأب البيولوجي.

بدأت الأمور توضح أكتر وبدأ الظابط يقتنع ان سيف فعلً بريء وان فيه حد عايز يغرزه في الجريمة دي، بس إيه السبب؟ ومين الشخص ده؟

خرج الظابط من عند الدكتورة سالي واتجه للشركة لإنه مقتنع ان بداية الخيط لحل القضية في الشركة.

وصل الظابط للشركة وبدأ يسأل الموظفين عن نوع العلاقة اللي كانت بين سيف والسكرتيرة الخاصة، وكان كل الموظفين كلامهم تقريبًا واحد، وهو انهم ميعرفوش حاجة.

حس الظابط بخيبة أمل كبيرة لإنه موصلش لحاجة مفيدة، واتجه لمكتب يوسف.

يوسف: أهلًا حضرة الظابط اتفضل.

الظابط: أهلًا يا يوسف، أنا جيت كنت عايز اعرف شوية معلومات كمان بخصوص القضية لكن تقريبًا مفيش جديد، استأذنك ادخل الحمام.

يوسف: أوي اتفضل.

دخل الظابط الحمام وغسل ايده ووشه وفي أثناء خروجه لفت انتباهه ان كان فيه روج واقع على الأرض، لبس الجلافز ومسك الروج وحطه في كيس وحطه في جيبه وخرج.

يوسف: وصلتوا لحد فين في القضية؟

الظابط: احنا اكتشفنا ان السكرتيرة فعلًا كانت حامل، لكن الغريب اننا لما عملنا تحليل ال DNA اكتشفنا ان سيف مش هو الأب البيولوجي.

لاحظ الظابط تغير لون وش يوسف بس عمل نفسه ما أخدش باله، واستأذن ومشي.

وأثناء خروج الظابط من مكتب سيف لاحظ وجود موظفة بتبصله وكإنها عايزة تقوله حاجة لكنها خايفة.

رفع عينه ليها بطريقة فهمت منها انه عايزها تمشي وراه، وفعلًا الموظفة خرجت وراه، ولقيته مستنيها برة الشركة.

الظابط: انتي مين؟

ليزا: أنا ليزا موظفة هنا في الشركة.

الظابط: ماشي يا ليزا، لاحظت انك عاوزة تقولي حاجة، خير اتكلمي.

ليزا: أنا بشتغل هنا بقالي فترة وكنت مسؤولة عن الحسابات، من سنة تقريبًا بدأت الاحظ ان فيه اختلاسات من الشركة واتكلمت مع الأستاذ سيف في الموضوع ده وبعدها دور في الموضوع واكتشف إن الأستاذ يوسف كان بيختلس من الشركة ويداري نفسه وراه، لكنه سكت لإنه صديقه الوحيد وكان فعلًا بيحاول انه يداري عنه.

الظابط: وبالنسبة للسكرتيرة؟

ليزا: لا السكرتيرة أنا معرفش عنها حاجة غير بس اني شوفتها مرتين أو تلاته تقرببًا كانت واقفة مع الأستاذ يوسف وكانوا قريبين أوي من بعض.

انما علاقة بين الأستاذ سيف والسكرتيرة لا مفيش حاجة، بالأخص ان الأستاذ سيف شخص محترم جدًا.

كان الظابط بيسجل كل كلمة الموظفة بتقولها.

الظابط: طيب تمام، لو عرفتي أي معلومة تانية ده رقمي اتصلي عليا على طول.

ليزا: حاضر يا حضرة الظابط.

في الناحية التانية.. 

الممرضة: دكتور أحمد موبايلك كنت ناسيه في المكتب وكان فيه اتصالات كتير وصلتك.

دكتور أحمد: شكرًا يا آنسة.

أخد الموبايل وبص فيه واتصدم، وقال: دي، دي حورية!

مسك الموبايل واتردد يتصل عليها ولا لا، وكان عارف انها بتتصل عشان تسأل على جوزها، لكن من فرحته باتصالها نسي انها متجوزة وكان عايز يتصل عليها ويقولها أنه لسه بيحبها وعمره ما نسيها ولا حتى عاوز ينساها، وانه محتاجها في حياته، سرح لحظات وبعدها اتصل.

حورية: حضرتك صاحب سيف جوزي صح؟

دكتور أحمد أتكلم وكان قلبه بيتعصر من الحزن، وقال: أيوه أنا.

حورية: انت قولت انه راح مأمورية وهيتصل، وفات لحد دلوقتي 10 أيام ولا هو اتصل ولا أنا عارفة عنه حاجة، ولا حتى عارفة أوصله، بالله عليك طمني عليه.

حس دكتور أحمد بوجع في قلبه كبير وهو سامع في نبرة صوتها خوفها وقلقها وحبها لسيف، الحب اللي المفروض كان ليه هو واتحرم منه غصب عنه.

دكتور أحمد: اهدي يا مدام حورية الأستاذ سيف بخير والله اتطمني، هو بس موجود في مكان صعب شوية انه يكلمك منه.

كانت حورية بتعيط وهي بتكلم دكتور أحمد، ودموعها كانت نازلة زي الصاعقة على قلبه وبتقطع فيه.

لتكملة القصة اضغط السهم بالاسفل

هل كان المحتوى مفيداً؟

شكرا لك
admin
admin